كان “حررها ياليد!” هو عنوان مقالي الأول الذي كتبته على “يمن مونيتور” قبل ثلاثة أشهر!. وهو مقال جسدت فيه الليد كحالة رمزية شعبية واصلت تفاعلها على هذا الموقع الذي يحتفي هذا اليوم بمرور عام كامل على إنطلاقته النوعية المضافة للإعلام اليمني. كان “حررها ياليد!” هو عنوان مقالي الأول الذي كتبته على “يمن مونيتور” قبل ثلاثة أشهر!. وهو مقال جسدت فيه الليد كحالة رمزية شعبية واصلت تفاعلها على هذا الموقع الذي يحتفي هذا اليوم بمرور عام كامل على إنطلاقته النوعية المضافة للإعلام اليمني المكبل والمحاصر..
لقد قدم “يمن مونيتور” دفعة قوية لمسيرة الليد الذي أخذ يتكاثر على الفيسبوك والواتس آب كاسرا للحصار الخانق المطبق عليه من حيث هو رمز للطائفة اليمنية الشابة الأكثر إرتباطا بأدوات الإنتاج وحركة الاسواق وروافع الاقتصاد..
كان عليه يتنفس من خلال هذا الموقع المحجوب بالنسبة لجمهوره في الداخل، مواصلا تفاعله في الوعاء الصوتي الشعبي وشبكات التواصل الإجتماعي..
ولا زلت أتذكر كيف كان ذلك؟
كنت على متن الحافلة التي أقلتني من مدينة التربة الى صنعاء حين أخبرني أحد زميلي الرائعين عن “يمن مونيتور” كموقع إعلامي إلكتروني جديد، وأقترح علي كتابة مقال أسبوعي على حائطه في الآن نفسه!!
هل هو محجوب؟
سألت صاحبي، لأرد على رسالته بوجه السرعة!!
أجابني ب(نعم!)، وهو يدرك ما الذي تعنيه “نعم” لجهة حسمي وردي السريع عليه!..
وعلى هذا النحو حاورت نفسي وحسمت أمري على وجه السرعة:
أولا: المليشيا التي انقلبت على شرعية الدولة اليمنية وككمت الأفواه واعتقلت الاقلام وحطمت عدسات الإعلام وضربت الأنشطة المدنية والإعلامية الهامة في البلاد راحت تحجب: “يمن مونيتور “ضمن المواقع المناوئة لها على الرغم من حداثة سنه!! ..
يشير هذا الى أن لهذا الموقع الوليد انطلاقة نوعية قوية ومؤثرة إنحاز بها لقضايا الناس وخيارهم السلمي الرافض للإنقلاب والداعم للشرعية، فكان عليهم أن يحجبوه إعتمادا على اغتصابهم للدولة ومؤسساتها بما في ذلك “تليمن” ووزارة الاتصالات كاملة ..
وثانيا: زميلي إياه هو من حدثني أولا عن هذا الموقع!. وهذا يشير الى أن “يمن مونيتور” حافظ على قدر عال من المهنية والإتزان في تغطياته للأحداث وسبره للأغوار على الرغم من الأستقطابات الحادة التي لازمت هذه الحرب المندلعة منذ عام واكثر..
زميلي يتمتع بمهنية كبيرة وثبات مهني وقيمي منذ عرف مهنة الصحافة، فيما كانت الحرب قد أفقدت الكثير من الصحفيين والحقوقين والسياسيين رشدهم وإتزانهم بقدر ما هوت بآخرين منهم إلى قعر السقوط المهني والقيمي الصادم للغاية، بل وحولت الكثير من الضحايا إلى جلادين..
هكذا أختبرت فرضيتي الأولية للإنتماء إلى “يمن مونيتور”، منبرا وأسرة!!
وكنت حقا على صواب!
ينتمي القائمون على “يمن مونيتور” إلى الطائفة العابرة للعصبيات والتكلات بأفاق وطنية وإنسانية أوسع.
والى الطائفة النوعية هذه ينتمي الزميلان فتحي أبو النصر ومحمد المقبلي المتكاملان ثوريا وثقافيا، وقد وجدتهما يكتبان في “يمن مونيتور” على نحو منتظم الى جانب كتاب شباب أخذوا ينطلقون بقوة..
كان لفتحي أبو النصر دورا بارزا في دعم إنطلاقتي المهنية الأولى في صحيفة “الوحدوي” قبل أكثر من عشر سنوات، وقد ظل هذا الكاتب المثقف هو بوصلتي التي أتأكد بها من سلامة الاتجاهات الأهدى سبيلا، كلما التبست أمامي الأمور..
زملائي وأصدقائي من هذه الطائفة هم مرآتي في مثل هكذا عتمة، كما هو “يمن مونيتور” شاشة اليمن التي وضعت الإنسان اليمني محورا لإهتماماتها وتغطياتها..
مثل هكذا شاشة تكون نادرة الوجود، ولكنها إن وجدت وتماسكت في وجه المغريات والإسقطابات والتعصبات تغدو وآسعة التأثير وتصبح أهميتها بالغة في تشكيل الرأي العام إنطلاقا من مصداقيتها اولا وثانيا وثالثا..
بالنسبة لي فقد كان “الليد” هو الفكرة والرمزية التي منحتني ملمحا مميزا من خلال شاشة اليمن “يمن مونيتور” وصولا الى جمهور واسع أعتز بمتابعته لي..
وإنني إن جمعت مقالات “الليد” وقواعده الأربعون ورتبتها وأصدرتها في كتاب يقرأه الناس سيكون يمن مونيتور شريكا لي في هذا الأصدار!!
ولكن بشرط:
أن يكون رئيس التحرير محمد الشبيري هو من يكتب المقدمة لهذا الكتاب!! .. أظن الليد القادم من صحراء مأرب سيكون قادرا على تجسيد جوهر العلاقة بين الليد من حيث هو حالة وبين يمن مونيتور من حيث هو الشاشة التي تحدثت عنه هذه الحالة..
عيدك سعيد وموقعك فريد ياليد.