هكذا أخبرني زميلي محمد الشبيري رئيس تحرير موقع يمن مونيتور، وهو يبادلني تهاني العيد، وأخبرني بعدها أن عاما كاملا مضى على انطلاقة الموقع الاخباري المهني وأن اليوم ذكرى الميلاد في عالم الصحافة اليمنية.
مرت سنة!
هكذا أخبرني زميلي محمد الشبيري رئيس تحرير موقع يمن مونيتور، وهو يبادلني تهاني العيد، وأخبرني بعدها أن عاما كاملا مضى على انطلاقة الموقع الاخباري المهني وأن اليوم ذكرى الميلاد في عالم الصحافة اليمنية.
ومنذ أول خبر قرأته في مساحات الموقع الجديد –يومها- لمست –كغيري من المتابعين- أداء متميزا ومهنيا، وتقارير احترافية ونوافذ مختارة بعناية، وتغطية فوق المتوقع، حتى أصبح بالفعل في فترة وجيزة من أبرز المواقع اليمنية، بل أن كثيراً من المتابعين صنفوا الموقع ضمن “مواقع النخبة” الإخبارية اليمنية من بين عشرات المواقع التي تسد الأفق بغث كثير ولا تهتم بالجودة المطلوبة إلا قلة يمكن حصرها بالأصابع من بين تلك الأعداد المهولة من الصحف الإلكترونية.
هذه فرصة لتسجيل شهادة، فقد أبلى طاقم الموقع بلاءاً حسنا خلال العام المنصرم واستطاعوا باحترافية عالية أن يقدموا موادا متميزة خرجت في كثير من الأحيان عن الرتابة والنمطية التي عهدتها الصحافة اليمنية، وتفوقت في غالب الأحيان بدقة وموضوعية تغطياتها الشاملة، وبكل ثقة استطاعت أن تربط أواصر متينة مع نخبة من الكتّاب المرموقين والصحفيين والمفكرين في اليمن وخارجها، وهم بهذا يسجلون رقما متقدما في عالم الصحافة رغم حساسية الظرف الذي ولد فيه الموقع، في العام الأشد سوادا على الصحافة اليمنية منذ عقود، وهي نقطة ترفع رصيد إدارة الموقع أيضا.
ومرت سنة بالتوازي مع عمر الموقع، سنة تحت الاحتلال البشع للعصابة الانقلابية، التي اعتبرت ألد أعدائها على الإطلاق، الصحافة والصحفيين، فقد أمضى زملاؤنا الأبطال عام وشهر خلف القضبان في زنازين الميليشيا الانقلابية تحت وطأة التعذيب الوحشي، وذنبهم الوحيد أنهم صحفيون!، مرت سنة، ومر ثلاثة أعياد وهم بين الألم والمعاناة، ويعيشون وأسرهم أشد وأقسى أنواع الحرمان، مرت سنة ويجب أن يعيش الزملاء حريتهم لتعيش الصحافة الحرية من جديد، فهم روحنا المختطفة وهم قلبنا المأسور!
مرت سنة.. وحين تهم بالدخول إلى رابط الموقع ستجده محجوبا من قبل سلطة الانقلاب التي تتحكم بالاتصالات، ومثله كل المواقع الإلكترونية اليمنية المهنية والتي تنتمي إلى الوطن، والمواقع العربية والدولية أيضا، تعيش حالة حجب ممنهج في مذبحة مستمرة متجددة تعيشيها الصحافة اليمنية، حتى تم حجب التلغرام، لتزداد معاناة اليمنيين وفي القلب منهم المنتمين إلى الوسط الصحفي، وذلك عقب الحملة السوداء الإرهابية التي شهدتها العاصمة صنعاء من اغلاق للقنوات والإذاعات ومكاتب وكالات الأنباء في ظل تهاون واضح وصمت مشبوه من بعض المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
مرت سنة.. وقد سجلنا ستة شهداء من زملاء المهنة قنصتهم عصابات الانقلاب أثناء أداء واجبهم، ناهيكم عن الجرحى وهم كثير من زملائنا الصحفيين، آخرهم كان الزميل عبد الله أبو سعد في جبهة هيلان حيث استهدف القناص كامرته وكادت الرصاصة أن تخترق رأسه لولا لطف الله، أصابت الرصاصة ساعده الأيمن الذي كان يحمل الكاميرا، فالرحمة على الشهداء الأبرار، والشفاء للزملاء الجرحى، والحرية للمختطفين.
مرت سنة… وأمامنا تحديات جليلة، حيث تتضاعف المعاناة على زملاء المهنة في كل مكان، فالصحفي النازح مفصول من عمله، كما فعلت العصابة في وكالة سبأ حيث قطعت رواتب أكثر من أربعين صحفيا، وكذلك فعلت في كل مؤسسات الدولة، فوق قطع ارزاق الكثير جراء توقف الصحف اليمنية وحجب المواقع أيضا، وهو ما يتطلب من الزملاء الوقوف صفا واحدا لتدارس المأساة والبحث عن حلول اغاثية طارئة.
لقد سعينا في منظمة (صدى) للإعلاميين أن نكون صدى ولو خافتا لأوجاع وهموم زملاءنا الأكارم في كل مكان، وندعو الحكومة الشرعية بكل مؤسساتها إلى أن تولي ملف الصحافة اليمنية رعاية خاصة وخصوصا وزارة الإعلام، فالأوجاع التي يعيشها الصحفي فوق الخيال، والله المستعان.
مرت سنة.. نبارك لإدارة تحرير موقع يمن مونيتور مستقبلا زاهرا، وأمنياتنا لهم بالتوفيق، وأملنا أن تلتحق كل المواقع اليمنية بركب العمل المهني وأن تتخلى عن النتوءات التي كان يصطادها “حبل الغسيل”!
كل عام والجميع بألف خير..
*رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى)