ما الذي قد يضيفه موقع إليكتروني إلى هذا الكم الهائل من المواقع التي ينقل بعضها المعلومات بصورة مشوهة، ويتعمد البعض الآخر تسويق معلومات خاطئة بقصد التأثير في وعي الناس منخرطاً في معركة عارية من أية قيمة أخلاقية ومدافعاً عن الشيطان.
ما الذي قد يضيفه موقع إليكتروني إلى هذا الكم الهائل من المواقع التي ينقل بعضها المعلومات بصورة مشوهة، ويتعمد البعض الآخر تسويق معلومات خاطئة بقصد التأثير في وعي الناس منخرطاً في معركة عارية من أية قيمة أخلاقية ومدافعاً عن الشيطان.
هذا السؤال تبادر إلى ذهني عندما أبلغني زميلي العزيز محمد الشبيري، وهو صحفي محترف قادم من صحراء مأرب، تلقى تعليمه الجامعي والعالي، في جامعة اليرموك الأردنية، بأنه بصدد التخطيط لإطلاق موقع إليكتروني.
حينها قلت إن مشروعاً كهذا هو أحد الطموحات الشخصية التي تحضر كل واحد منا، ولكن يحتاج هذا المشروع إلى إيمان حقيقي بهذه المهنة ويحتاج إلى مثابرة ويحتاج في الأخير إلى تمويل يضمن مضموناً جيداً وقدرة على الاستمرارية والمنافسة في آن معاً.
قبل عام من الآن اتصل بي صديقي محمد يخبرني أن الموقع في طور البث التجريبي وطلب مني ملاحظات، ولم أكن امتلك الخبرة الفنية الكافية بالمواقع لكي أسديه هذه الخبرة، ولكنني أخبرته بما أتمنى أن أراه في أي موقع إليكتروني ينضم إلى فضاء الصحافة الافتراضية.
أطلق الموقع وكانت بدايته ممتازة، فقد اختار طريق المهنة، عوضاً عن طريق الإثارة، وهذه الأخيرة هي أقصر الطرق للحصول على متابعين.. طريق المهنة في الغالب، تقتضي وجود معايير محددة، أولها المعلومة الصادقة والمحايدة إلى حد ما، والمواكبة المستمرة للحدث، وأحسب أن موقع “يمن مونيتور” يلتزم بهذه المعايير حتى هذه اللحظة، وقد استطاع أن يفرض نفسه كأحد أهم المصادر الموثوقة لدى المتابعين لتطورات الأحداث في اليمن ومنهم كاتب هذه السطور.
فعلى الرغم من أن أمامي نوافذ عديدة للحصول على المعلومة، لكنني حينما يقع حدث ما في اليمن، لا أتردد لحظة واحدة في الذهاب إلى موقع “يمن مونيتور” وللقليل جداً من المواقع الموثوقة في فضاء الصحافة الإليكترونية اليمنية، لكي أتأكد من صحة المعلومة حول هذا الحدث وأعرف أبعاده وحجمه وتأثيره في المشهد.
هذه القناعة التي ترسخت لدي، ترسخت أيضاً لدى آخرين يحرصون على المصداقية ويرتاحون للتقيد بالمعايير المهنية.. فلا شيء أفضل من المصداقية، لكي تحصل على ثقة القارئ والمتابع، على الرغم من أن طريقاً كهذا ليس قصيراً لبلوغ النسبة التي تتطلع إليها أية جريدة إليكترونية كانت أو مطبوعة.
لكن هذا ليس كل شيء في “يمن مونيتور”، فهو من المواقع، إن لم يكن الموقع الوحيد الذي يستكتب مقالات خاصة به، في نافذة “كتابات خاصة”، ويمتلك نافذة خاصة للتقارير الخاصة به في نافذة “تقارير”، وتقارير وأخبار حقوقية، خاصة به ضمن نافذة “حقوق وحريات”.
وهناك عناية خاصة بالتراجم عن الصحافة العالمية، ومراكز الأبحاث، بالإضافة إلى ذلك، هناك تنوع وشمولية في النوافذ الموجودة على الموقع والتي يصل عددها إلى (17) نافذة، مما يجعل من الموقع إطلالة مهمة على أحداث الوطن والإقليم والعالم..
النقطة الأساسية التي يتعين على أي متابع منصف لــ”يمن مونيتور”، أن ينوه به، هو الالتزام المثير للدهشة من جانب القائمين على الموقع، باحترام اللغة العربية، الأداة الأساسية التي تمارس الصحافة دورها من خلالها، حيث يلحظ القارئ بوضوح حرص الموقع والقائمين عليه، على تجنب الأخطاء اللغوية التي يقع فيها معظم المواقع الإليكترونية، وإذا لم يكن للموقع من ميزة سوى هذه لكفته..
إنها فرصة مهمة لكي نلفت نظر القائمين على المواقع الأخرى بأن يبذلوا المزيد من العناية باللغة العربية، لأن المعلومات التي لا تكتب بلغة عربية صحيحة، تعني أن العقل الذي يقف وراءها غير متسق وغير مهتم بالحقيقة أصلاً..
لا يسعني في ختام هذه الإطلالة على “يمن مونيتور” في ذكرى انطلاقته السنوية الأولى سوى أن أقر بأنه بالفعل من الإضافات الهامة إلى فضاء الصحافة الإليكترونية اليمنية والعربية، وبانه خلال عام واحد قد أصبح أحد أهم المصادر الموثوقة للمعلومات عن اليمن..
تهنئة خالصة للقائمين عليه.. مع خالص تمنياتي لهم بتحقيق المزيد من النجاحات التي تعزز مهمة ودور الصحافة اليمنية، في هذه الظروف الاستثنائية من تاريخ البلاد..