مع عيد الفطر.. اليمنيون في صيام مستمر
يترقب اليمنيون حالهم كحال مئات الملايين من المسلمين حول الأرض حلول عيد الفطر المبارك، لكن ملامح هذا العيد تمر على اليمنيين شاحبة تحمل في طياتها مشاهد الحرب والدمار التي ملئت أرجاء البلاد وزادت من وطئه الحياة على فقراء اليمن. يمن مونيتور / وحدة التقارير/ خاص
يترقب اليمنيون حالهم كحال مئات الملايين من المسلمين حول الأرض حلول عيد الفطر المبارك، لكن ملامح هذا العيد تمر على اليمنيين شاحبة تحمل في طياتها مشاهد الحرب والدمار التي ملئت أرجاء البلاد وزادت من وطئه الحياة على فقراء اليمن.
وتحل هذه المناسبة على آلاف اليمنيين في ظرف استثنائي وأوضاع اقتصادية كارثية تشهدها البلاد، منذ سيطرة الحوثيين وصالح على مقاليد الدولة اليمنية.
ويتربع فقراء محافظة الحديدة على قوائم المناطق الأشد فقرا في اليمن، ويواصل الاف السكان رحلتهم الشاقة بحثا عن الغذاء مدشنين بذلك مرحلة جديدة من الصيام الذي اجبرتهم عليه ظروف الحياة وغياب السلطة المسؤولة عنهم رغم انتهاء ايام الصوم.
المجهود الحربي يلتهم قوت الفقراء..
لكن الأكثر ايلاما لهؤلاء هو غياب وتغييب المؤسسات والجمعيات الخيرية التي كانت توفر لهم بعض من الغذاء، “كاللحوم والتمور والأغذية الاساسية بالإضافة الى الملابس خلال مواسم رمضان والعيد”.
لقد غيبت الأوضاع الاقتصادية ومغادرة المئات من رجال الاعمال للبلاد بسبب الحرب، غيبت الكثير من الانشطة الإغاثية والمبادرات الانسانية، ولاحقت جماعة الحوثيين عددا من رواد العمل الخيري وقاموا بإغلاق عدد كبير من المؤسسات الخيرية والاجتماعية بمبررات مختلفة.
وكشف مصدر خاص في ادارة ” جمعية أبي موسى الأشعري ” بالحديدة ل “يمن مونيتور “عن تعرض الكثير من افراد ادارة المؤسسة للملاحقة والمضايقة، وأكد ان الحوثيين اشترطوا على الجمعية دفع مجهود حربي مقابل مواصلة اعمالهم، في مشهد سوداوي يفضح انتهازية الجماعة التي انتزعت قوت الفقراء والمحتاجين وشاركتهم في لقمة عيشهم.
متطوعون خلف القضبان..
ويقول ” أحمد المخلافي” أحد ناشطي “مبادرة بصمة شباب ” بالعاصمة صنعاء ان أبرز الصعوبات التي تواجهنا هي اعتقال اغلب الشباب المتطوعين او المبادرين وكذلك ملاحقة بقية الشباب، ويضيف ان اغلاق اغلب المؤسسات والمنظمات الداعمة للأعمال الخيرية واستلام التبرعات من التجار وفاعلي الخير ونهبه لصالح ما يسمى بالمجهود الحربي أثر سلبيا على العمل الانساني والخيري كثيرا.
ويؤكد “المخلافي “نحن كمبادرة خيريه تم اعتقال سته من أعضائها ومازالوا حتى اللحظة في تلك السجون وتهمتهم العمل الخيري ومساعدة الفقراء.
لا مبرر لإغلاق الجمعيات الخيرية..
ويرى الاستاذ “محمد عزان ” الباحث المختص بدراسة الفكر الاسلامي: ان المجتمع اليمني يعاني في الأساس من تَردي الاوضاع المعيشية، فكيف به وقد صُبت عليه مصائب الحرب والحصار وسوء الإدارة وجشع التجار.
وأضيف إلى ذلك غياب الدولة وانحسار انشطة المنظمات والجمعيات الخيرية التي كانت تسد كثيرا من الفراغ وتعول كثيرا من الاسر، وفي عيد الفطر تتراكم احتياجات الأسر الفقيرة التي تتطلع إلى كسوة العيد وشيء مما يسد حاجاتها ويجعلها تحس بالعيد كغيرها.
ويؤكد “عزان “أن لا مبرر مطلقا لإغلاق سلطة الامر الواقع الجمعيات الخيرية وعرقلة أنشطة بعض المنظمات كما انها أعمال خاطئة وغير مبررة.
إغاثة الفقراء “تهمة تؤدي بك الى الموت ”
وقبل اسبوعين قتل الحوثيون الشاب أحمد عجيلي وهو أحد طلاب كلية الطيران والدفاع الجوي ويعمل في مجال الاغاثة بمديرية باجل في محافظة الحديدة غربا.
وأكد مصدر مقرب من ” العجيلي ” أن القتيل كان يقوم خلال الأيام الماضية بمواساة أسر المختطفين ويقدم لهم مواد غذائية وتمور مقدمة من فاعلي الخير، وبلغ عنه متحوثو المنطقة على أنه عميل وهو ما أدى الى قدوم الحوثيين وقتلهم له خلال محاولته الفرار منهم.
وفي مدينة الحديدة ايضا اختطف الحاج محمد الصيفري رجل أعمال بالحديدة وكانت له أعمال خيرية واسعة لا تخفى على فقراء المدينة؛ وتم الافراج عنه بوساطة قيادات أمنية تتبع الحوثي مقابل فدية بلغت 300 ألف ريال سعودي.
وتؤكد هذه الانتهاكات زيف الشعارات التي رفعتها جماعة الحوثيين ابان تظاهراتها التي طالبت بإلغاء الجرعة واصلاح الأوضاع الاقتصادية منتصف العام 2014، وانهارت مع أول رصاصة أطلقها الحوثيون في نعش الدولة اليمنية تلك المطالب التي كانت تنادي بحق الفقراء والضعفاء.