هجمات البحر الأحمر… هل تعقد جهود السلام الأممية في اليمن؟ (تقرير خاص)
يمن مونيتور/إفتخار عبده
تتواصل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بإطلاقهم موجة تلو الأخرى من المسيرات والصواريخ على سفن إسرائيل التجارية أو المتوجهة إليها، منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023؛ احتجاجا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بحسب زعمهم.
ويستمر هذا التصعيد في الوقت الذي أعلن فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن توصل أطراف الصراع في اليمن إلى الاتفاق على مجموعة من التدابير، تشمل التزامهم بتنفيذ وقف لإطلاق النار في عموم اليمن، والاستعداد لاستئناف العملية السياسية.
الحوثيون بدورهم لم يبدوا رفضهم أو موافقتهم على هذه الخارطة ويستمرون في أعمال القرصنة، وإعاقة سير الملاحة البحرية والتي بدورها تؤثر سلبا على حياة المواطنين نتيجة ارتفاع أسعار السلع.
وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت عن بدء معركة مع القوات الأمريكية في البحر الأحمر عقب مقتل عشرة من مقاتليها بهجوم أمريكي.
أكدت ذلك على لسان المشاط، القيادي في الجماعة، في كلمة له خلال اجتماع مع قادة عسكريين في الحديدة عن المعركة التي أطلق عليها اسم “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، فهل تشكل هجمات الحوثيين في البحر الأحمر تعقيدا على مسار السلام في اليمن؟
بهذا الشأن يقول، العميد عبد الرحمن الربيعي (محلل سياسي وخبير عسكري واستراتيجي) “الحوثيين بأعمال القرصنة التي يقومون بها في البحر الأحمر، هم ينفذون أجندة إيرانية، وهم والإيرانيون في الوقت نفسه يحققون مكاسب على الأرض من ذلك رفع سمعة الحوثيين في الداخل اليمني وكسب الشعب معهم، وكذلك البحث عن تلميع عالمي لهم وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها”.
وأضاف الربيعي ل “يمن مونيتور” الحوثي بأعماله هذه يريد أن يوصل رسالة للعالم بأنه هو الدولة في اليمن وهو القوة، بعدما اهترأت صورته في نظر الشعب خصوصا في العام التاسع للحرب؛ نتيجة ما عاناه الشعب من قبله من معاناة القمع والتعسف وفرض الجبايات وحرمانه للموظفين من مرتباتهم “.
وأردف” اليوم منطقة البحر الأحمر أصبحت منطقة مخاطر دولية وهي مصنفة عالميا بهذا، وهذا ما يؤثر على الملاحة البحرية بشكل كبير، وهو ما ينعكس على سعر السلع التي يستخدمها الشعب اليمني، وبالتالي فالمتضرر الأول هو الشعب اليمني “.
وأشار إلى أنه” لن يكون هناك رد عسكري من قبل أمريكا على الأعمال التي يقوم بها الحوثي، وإن حدث رد فسيكون ردا سياسيا، وسيكون هذا الرد مرهونا بما يحدث في غزة “.
وبين أن ما يحدث اليوم في البحر الأحمر قد يغير مسار السلام في اليمن من زاوية التحول إلى دعم الشرعية بدلا من تدليل الحوثي، مؤكدا” أتوقع أنه إذا استمر الحوثي بهذه الأعمال فقد تدعم أمريكا والدول الأوروبية الشرعية، كما أن ستشجع التحالف إلى العودة في دعم الشرعية من أجل استعادة الدولة والقضاء على الانقلاب “.
ووضح” أعتقد جازما بأن المبعوث الأممي ليندر كنغ استعجل بالإعلان عن خارطة الطريق، وفي تقديري أنها- أي الخارطة- لم تكن قد استكملت من كل الأوجه، ولم يكن قد تم التوافق عليها بصيغتها النهائية، وهي لن تفضي إلى سلام دائم في اليمن بقدر ما هي توافق شكلي “.
وأكد أن” هذه الخارطة لا يعول عليها صنع السلام الشامل والمستدام في اليمن؛ فهي لا تحمل نقاطا جوهرية لشكل الدولة والجمهورية والشرعية والحل النهائي، وليست مزمنة كما أنها فضفاضة ولا تؤسس لسلام حقيقي “.
في هذا السياق علق الصحفي، صدام الحريبي، أنه” لا شك من أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ستؤثر بشكل كبير على جهود السلام الأممية في اليمن، التي من المفترض أن يتم التوقيع عليها قريبا، وسيكون ذلك التأثير سلبيا على الاتفاق، وسيكون الضحية هو الشعب الذي يعاني دوما من الحسابات الضيقة للمليشيات الحوثية ولمن لا يعرف خطر استمرار هذه الجماعة ومن يدعم استمرار إرهابها من تحت الطاولة “.
جولة جديدة من سفك الدماء
وأضاف ل” يمن مونيتور “الحوثيون ينفذون أجندات إيران في بحرنا، دون أن يرف لهم جفن حتى وإن أهلكوا ما أبقوا في اليمن، ولذلك ما زالوا حتى الآن لم يعلنوا عن موقفهم من إعلان المبعوث الأممي إلى اليمن، لأنهم منتظرون أن يحققوا انتصارات كي يجلسوا على الطاولة ولديهم أوراق جديدة يستطيعون من خلالها إفشال السلام والدخول في جولة جديدة من سفك الدماء”.
وشدد الحريبي على ضرورة أن “تمنع هذه الجماعة الإرهابية من فرض أي شروط جديدة من شأنها إفشال عملية السلام، أو ضربها بيد من حديد، ما لم فلن يكون اليمن بخير ما دامت المليشيات الإرهابية موجودة وما دام وحكامنا ضعفاء ومسيرين”.