ما مدى تأثير فضيحة “مقتل القشيبي” على مشاورات الكويت ومصداقية المجتمع الدولي؟
أفرجت تسريبات نشرها تلفزيون الجزيرة عن الغموض الذي أكتنف مقتل العميد ركن حميد القشيبي قائد اللواء (310) في يوليو 2014م والذي مهد سقوط المعسكر ومقتل الرجل إلى دخول صنعاء من الناحية الشمالية من قبل المسلحين الحوثيين.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
أفرجت تسريبات نشرها تلفزيون الجزيرة عن الغموض الذي أكتنف مقتل العميد ركن حميد القشيبي قائد اللواء (310) في يوليو 2014م والذي مهد سقوط المعسكر ومقتل الرجل إلى دخول صنعاء من الناحية الشمالية من قبل المسلحين الحوثيين.
ويتوقع كثير من المحللين بتأثير هذه التسريبات على مشاورات الكويت التي أعلن تعليقها حتى 15 يوليو القادم، دون التوصل إلى تقدم في “السلام” منذ بدايتها قبل 70 يوماً.
وحول التسريبات قال جمال خاشقجي، الكاتب السعودي المعروف، إن مصداقية المجتمع الدولي على المحك، وليس المسلحين الحوثيين.
وتكشف التسريبات تورط قيادات من جماعة الحوثي وموالين الرئيس اليمني السابق، في إعدام “القشيبي” بالرصاص بعد أسره من ساحة المعركة وقت هُدنة مُعلنة بين المعسكر والحوثيين في يوليو 2014م.
وأضاف “خاشقجي”، في تصريحات له مع برنامج “ما وراء الخبر” المذاع على التلفزيون الذي نشر التسريبات وتابعه “يمن مونيتور” أن جريمة قتل “القشيبي” ستؤثر بالفعل على مفاوضات الكويت، وهناك ظلال كبيرة من الشك على إمكانية نجاح المفاوضات الحالية، والتعامل مع جماعة كالحوثي، لافتا إلى أنه يرجح أن التسريب خرج من جهاز أمن الدولة اليمني الخاضع لعبد الله صالح، كدليل على بداية الانشقاق والفوضى، أو من أجل المال.
وأشار “خاشقجي”، إلى أن قتل “القشيبي” حطبة واحدة في الحريق اليمني الهائل المشتعل، ويضفي ظلال كبيرة من الشك ويحرج المتفاوضين الذي يريدون التصالح مع الحوثيين، مؤكدًا أن الحالة اليمنية أصبحت أكثر تعقيدا ولن تحل إلا بانتصار عسكري.
وتابع: “السعودية بذلت مجهودا كبيرا في قبول المفاوضات، وأعطت الحوثي فرصة كبيرة، لكن الحوثيين لا يقبلون التفاوض على مكاسب سياية، وبالتالي المفاوضات تضفي إلى لا شي، ولن يحسم المعركة إلا التدخل العسكري”.
وصف رئيس مركز “إسناد” لسيادة القانون فيصل المجيدي عملية قتل القشيبي بأنها “جريمة حرب” تستوجب تحقيقا دوليا ومحاكمة للمتهمين، ودعا الدولة اليمنية إلى تحريك القضية أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ثم مجلس الأمن الدولي لإحالة المتورطين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقال المجيدي -وهو أيضا كاتب وباحث سياسي يمني- إن تسجيلات الجزيرة أظهرت أن ثمانية أشخاص قتلوا القشيبي وهو جالس على كرسي، وتحدثوا عن عمليات انتقام وثأر، وهو ما يتعارض مع اتفاقية جنيف الخاصة بأسرى الحرب، مما يعني أن ما حصل “جريمة حرب”.
وأشار إلى ضرورة أن تتم محاكمة المتورطين في الجريمة الذين وردت أسماؤهم في التسريبات، وأيضا من أسماهم قادة العصابة لأنهم لم يمنعوا عملية القتل، خاصة أن القانون الدولي بات يلاحق حتى المليشيات والعصابات، إضافة إلى التحقيق في تورط الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
في تصريحات سابقة اتهم القائد العسكري اليمني العميد عبدالله الحاضري وزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد بالتخطيط لاغتيال العميد حميد القشيبي في عمران. مؤكداً وزارة الدفاع بالتآمر مع نظام صالح هي من خططت لاغتيال القشيبي ونفذ المخطط الحوثيون.
وتظهر التسجيلات خمسة اتصالات هاتفية جرت أثناء مقتل اللواء القشيبي بين قياديين في مليشيات الحوثي حول التأكد من شخصية القشيبي وأوصافه الشخصية، وطريقة قتله من قبل المسلحين الحوثيين، وعدد من قاموا بتنفيذ عملية الاغتيال وكيفيتها وأسمائهم، والحوارات التي جرت بينهم قبل تصفية القشيبي ومن كان معه من المرافقين.
وتدور معظم الاتصالات بين قيادي عسكري حوثي يرجح أنه يوسف المداني الذي يعتبر إلى جانب أبو علي الحاكم أهم قيادي عسكري في الجماعة، وبين قيادي آخر يرجح أنه عبد الله الحسني إضافة إلى قيادي يكنى “أبو محمد” الرازحي.
كما تكشف الاتصالات أن العملية تمت بعلم وتخطيط من المدعو أبو علي الحاكم، وهو القائد العسكري الحوثي المدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين لعقوبات مجلس الأمن، إذ تظهر التسجيلات أنه أشرف على عملية تصفية القشيبي، والتأكد مع شيخ قبلي من عمران موال للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وهو محمد يحيى الغولي من أن الشخصية التي تمت تصفيتها هو القشيبي نفسه وليس شخصا آخر.
وتظهر المكالمات المسربة أن عدد من نفذوا عملية الاغتيال ثمانية أشخاص بالاسم والكنية، وأنهم وضعوا القشيبي على كرسي وقاموا بعدها بإفراغ عشرات الأعيرة النارية في جسده من بنادقهم، معتبرين ذلك كما تكشف التسجيلات “توفيقا من الله وثأرا لمؤسس الجماعة” حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في صعدة عام ٢٠٠٤ في الحرب بين نظام صالح وجماعة الحوثي.
ويطلب القائد الحوثي الذي يتحدث مع المنفذين التكتم على العملية والقول بأن القشيبي وجد مقتولا أو أنه انتحر، كما أنه طلب التريث في إعلان الأمر حتى إبلاغ جهات عليا.