“نمارس حياتنا وعاداتنا الطبيعية، كأننا نعيش داخل بلادنا، وتعودنا خلال شهر رمضان في تركيا، بأن نعمل على طهي الطعام اليمني في بيوتنا”.. بهذه الكلمات عبر أحد أبناء الجالية اليمنية في اسطنبول عن حنينه إلى بلاده وطقوسها وعاداتها في الشهر الفضيل.
يمن مونيتور/الاناضول
“نمارس حياتنا وعاداتنا الطبيعية، كأننا نعيش داخل بلادنا، وتعودنا خلال شهر رمضان في تركيا، بأن نعمل على طهي الطعام اليمني في بيوتنا”.. بهذه الكلمات عبر أحد أبناء الجالية اليمنية في اسطنبول عن حنينه إلى بلاده وطقوسها وعاداتها في الشهر الفضيل.
فلا يكاد يخلو أي بيت من بيوت الجالية اليمنية في تركيا والذين تزايد عددهم في العام الأخير، من الأطباق التقليدية الخاصة، خلال شهر رمضان الكريم، بخلاف الأعوام السابقة إذ كان الطعام اليمني، يقتصر على السياح والطلاب، وبعض المقيمين فقط، بحسب مراسل الأناضول.
ورغم تنوع موائد الإفطار الرمضانية الخاصة بالجالية اليمنية، إلا أن هذا التنوع نادرا ما يخرج عن الأطباق الوطنية التقليدية الخاصة ببلادهم في رمضان.
طبق “المندي“، المصنوع من اللحم والأرز، بطريقة يمنية خاصة، يظل هو سيد المائدة الرمضانية لدى أبناء الجالية وخاصة باسطنبول، وهو طبق تقليدي حضرمي، اشتهر به أهل محافظة حضرموت (شرقي اليمن)، وأخذوا يطبخونه في جميع الدول العربية والإسلامية.
وبالإضافة إلى المندي، تتنافس عدة أطباق يمنية أخرى على احتلال مكانها على المائدة الرمضانية لأبناء وطنهم في اسطنبول، ومعظمها يستخدم اللحم في تكوينه، مثل الكبسة والسلتة والمضبي، وغيرها من الأطعمة.
وإثر ثورات الربيع العربي، لجأ مئات الآلاف من العرب إلى المدن التركية وتحديداً اسطنبول، التي أصبحت تضم أحياء للعرب، يعيشون بها ويمارسون حياتهم اليومية، من بينهم الجالية اليمنية.
وتزايدت أعداد الجالية اليمنية في تركيا، منذ الـ 26 من مارس/آذار من العام الماضي، حيث بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية، آنذاك، قصف مواقع تابعة لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وبلغ عدد أفراد الجالية اليمنية في تركيا أكثر من 2500 يمني، منهم 1100 طالب، يتوزعون على 23 محافظة تقريبا، وذلك بحسب أمين شغاف، الأمين العام للجالية اليمنية في تركيا.
وخلال زيارة قامت بها الأناضول، لإحدى الموائد اليمنية في اسطنبول، قال محمد البحري، من مدينة الحديدة، إن” ما تجري عليه العادة في اليمن، هو التزاور أكثر شئ في رمضان وأيام العيد، لكننا هنا نفتقد أهلنا”.
وواصل حديثه قائلا: “فلذلك نجد أن العائلات هنا لا يوجد لديها متنفس للتزاور، نظرا لتباعد المناطق التي يقيم فيها اليمنيون أو للمشاغل الكثيرة للناس”، وهو ما يجعل الطبق اليمني هو الملاذ الذي يذكرهم بوطنهم في رمضان.
وأضاف أنه “في اليمن تختلف وجبات الطعام من محافظة إلى أخرى، فتجد عندنا في مدينة الحديدة الوجبات الرئيسة مثل الفتة التي تحتوي على الخبز والعسل والموز، وهذا لا يقتصر فقط على رمضان، بل على بقية الشهور، أما المحافظات الأخرى فتجد أن عندهم الوجبة الرئيسة السلتة، وهذه تكون حاضرة في موائدنا في اسطنبول”.
من جهته قال “شهاب العزعزي”،(من مدينة تعز) المقيم في تركيا منذ سنة، ويعمل في مجال الأعمال الحرة، إن “رمضان في تركيا له جو روحاني تاريخي، وإن العديد من العادات قريبة من عاداتنا العربية، وهذه تختلف من مكان لآخر في تركيا، مثل طريقة صلاة التراويح، ووجبات الطعام عند الإفطار”.
وأضاف للأناضول، أن “هنالك بعض المميزات التي لاحظناها هنا، مثل ميزة التراحم والإفطار الجماعي المنتشر، ونحن اليمنيين نمارس حياتنا وعاداتنا الطبيعية، كأننا نعيش في داخل بلادنا،، وتعودنا خلال شهر رمضان في تركيا، بأن نعمل على طهي الطعام في بيوتنا”.
وتابع أنه” بات عندنا في الآونة الأخيرة في تركيا جالية يمنية تمثلنا، وبدأو يمارسون نفس عاداتهم التي حملوها من بلادهم، والذي يواجهوه فقط هو طريقة لبس الزي اليمني، لأننا لا نستطيع الخروج به إلى الشارع التركي، لكننا تأقلمنا مع الزي السائد هنا، على الرغم أن اليمني معروف في كل العالم، أنه لو ذهب إلى أي دولة يقوم بلبس زيه المتعارف عليه، لكن اليمنيين هنا لم يصلوا إلى هذه المرحلة ليكسروا هذا الحاجز”.
وبشكل عام، أصبحت الأكلات العربية في مدينة اسطنبول، تنافس المطبخ التركي، إذ تطفو رائحة المطابخ اليمنية والسورية والعراقية والفلسطينية في الأجواء، وتقدِّم العائلات العربية كل أطباق الطعام المميزة والأصيلة، مثل: الكباب الحلبي والشاكرية والملوخية والكبة المشوية والمندي والمضبي والمقلوبة، يتبعها حلويات طيبة المذاق كالحلاوة بالجبن والمدلوقة وأصابع زينب والمامونية والفتة بالموز والفتة بالحليب وغيرها من الحلويات.
وباتت بعض الأحياء تضم العشرات من المطاعم العربية، والتي عملت على تخفيف آلام الغربة على المقيمين في تركيا، خصوصاً الأجواء الرمضانية التي تعيشها تلك المناطق، وبات الطعام العربي حاضراً في العديد من الأحياء.