“حصان طروادة”.. صالح أم الحوثي؟
صالح في خطابه الأخير بدا متبرماً من موقف الامريكان تجاهه وإدارة ظهرهم له بعد كل هذه العقود من الخدمات التي قدمها لهم في ظل حكمه في كل المجالات، وبعدما كانوا يأخذونه بالأحضان وما ناقص إلا يحبو راسه”. حسب تعبيره.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من كنان السبئي
صالح في خطابه الأخير بدا متبرماً من موقف الامريكان تجاهه وإدارة ظهرهم له بعد كل هذه العقود من الخدمات التي قدمها لهم في ظل حكمه في كل المجالات، وبعدما كانوا يأخذونه بالأحضان وما ناقص إلا يحبو راسه”. حسب تعبيره.
صالح لا أظنه لم يعد يستوعب التغيرات التي طرأت في سياسة الأمريكان وتصورهم لمستقبل المنطقة، بالمقابل التقى وفد الحوثي في الكويت مع سفير أمريكا ونائب وزير الخارجية الأمريكية ولا يمكن قراءته إلا في مسار التوجه الأمريكي الجديد والاعتماد على حلفاء جدد.
ظن صالح أن بإمكانه استخدام الحوثي كحصان طروادة للعودة إلى السلطة وكان الأمريكان يشرفون على هذا التكتيك لتقوية الحوثي في تحالفهم مع صالح على حساب قوة الأخير ونفوذه.
هل يثق الأمريكان اليوم بقدرات حليفهم الجديد الذي أصبح ضمن استراتيجيتهم في المنطقة ليتجهوا نحو طي صفحة حليفهم السابق صالح؟
أم أن صالح ما يزال بيده ما يفعله لإثبات أنه الأقوى على الأرض لإجبار الأمريكان على الاستمرار بالاعتماد عليه كحليف قوي قادر على حماية وخدمة المصالح الأمريكية على الأرض..
وهل موقف السعودية الرافض لبقاء صالح في المشهد مستقبلاً سيدفع الأمريكان بالقبول بالتخلي عن صالح؟
هذا قد يدفعهم إلى رمي ثقلهم باتجاه تبني ودعم حليفهم الجديد “الحوثية”، وترتيب وضعهم في تسوية تضمن استمرارهم كقوة.
تحركات وفد الحوثي في الكويت ولقاءاته منفردا مع سفراء الدول الغربية وآخرها لقائه بالسفير الأمريكي ووكيل وزارة الخارجية الأمريكية، حيث بدا وفد الحوثي متوددا لرضاهم وكما انه قابلا لكل شروط الصفقة ليبقى شريك فاعل في المستقبل بإسناد ودعم الموقف الأمريكي.
قدم الوفد الحوثي اعتذاراً خجولاً عن شعارهم الذي يرفعه أنصارهم والمعادي في مضامينه لأمريكا، وفي كل مرة يتفهم الامريكان بأنه مجرد شعار للاستهلاك السياسي، لا باعتباره موقف الجماعة تجاه أمريكا وهذه مرونة مبالغ فيها من الصعب تخريجها وفقا للسلوك الباطني للجماعة سياسيا.
أما صالح فلم يعد بمقدوره الحصول على صفقة كما يبدو تبقيه حاضرا في المشهد السياسي مستقبلا، فهو وإن كان يطمع في الخروج الآمن ورفع العقوبات عنه وعن نجله إلا انه يحاول قدر الإمكان التملص والهروب من ظروف اللحظة الحرجة مؤقتاً والتي حاصرته، كتكتيك من أجل عودته للمشهد والتأثير فيه كما حدث بعد توقيعه للمبادرة الخليجية، فهو قد عُرف بمهارته السياسية التي يجيد معها الهروب من ضغوطات المرحلة، ولكنه في كل مرة يخرج أضعف من ذي قبل.
فتعنت السعودية تجاه موقفها من صالح سيجعل الأمريكان يخسرون حليفاً قوياً ومؤثراً وهذا يدفعهم بالتمسك بحليف جديد هو ما يزال في طور التشكل، وهذا يعتمد على قدرة الأمريكان بالضغط باتجاه ترتيب وضع هذه القوة الجديدة وفق ما تروج له السياسة الامريكية “الديمقراطية التشاركية”، بمعنى تطييف الديمقراطية على النموذج العراقي الذي تسعى السياسة الأمريكية إلى تعميمه في دول المنطقة من سوريا ولبنان وحتى اليمن.
ولكن هل ينجح الأمريكان في اقناع المملكة بالقبول بهذا الشكل من العقد الاجتماعي في عمقها الاستراتيجي وفي خاصرتها الجنوبية؟
وهل ينجح الحوثيون في خداع الخليج والمملكة بالقبول بهم مستقبلاً كقوة ضمن استراتيجية الأمريكان وتحت تأثيرات ضغوط أمريكية للخليج للقبول بالشراكة وتقاسم النفوذ مع إيران في المنطقة؟