للمرة الثانية في تأريخه ..منتخبنا الوطني للناشئين (وعول سبأ) يثبت أن المستحيل ليس يمنيًا و يحقق بطولة اتحاد غرب آسيا للناشئين في نسختها العاشرة بالعلامة الكاملة.
ما هي إمكانيات منتخبنا الوطني للناشئين مقارنة بإمكانيات المنتخب السعودي الذي يمتلك أقوى الأكاديميات الرياضة في قارة آسيا، بالتأكيد الفوارق كبيره جدًا لكن أبطالنا الصغار بروحهم اليمنية و عزيمتهم التي صنعت الفرح في جغرافيا الوطن المجروح.
لم يكن التتويج بفوز أبطالنا على المنتخب السعودي حدث عابر ،بل حدث يستدعي التوقف عنده كثيراً، أنه ليس انتصار في مباراة كرة قدم بل انتصار على الواقع الرياضي والظروف الصعبة التي تعيشها الرياضة اليمنية وبلادنا بشكل عام على كل المستويات.
من أقدام أبطالنا الذهبية وعلو كعبهم الرياضي تصنع المعجزات، من بين ركام الحرب في بلدنا الممزق بالحروب والذي يعيش أسوأ واقع رياضي بالعالم بلا دوري ننهض بشموخ وكبرياء مجروحة معلنة ولادة أملًا جديد وانجاز متفرد ؛ استطاع وعول منتخبنا من خلال التتويح باللقب إيصال رسائل كثيرة، أهمها أعادت الاعتبار للروح اليمنية و أن الإنسان اليمني قادر على التفوق والانجاز ولو توفرت الإمكانيات للناشئين والشباب سيكون هناك واقع مختلف وانجازات منقطعة النظير.
يا لها من فرحة يمينة استثنائية لكل اليمن شماله وجنوبه ،شرقه وغربه، فرحة ذوبت معها كل الخلافات والتراكمات السياسية وجعلت الجميع يهتف بصوت واحد “حيو اليماني “، و بالروح بالدم نفديك يا يمن، إنها رسائل كرة القدم الجميلة الباعثة للحب و السلام والفرح الذي تتلاشى معه عوازل الكراهية.
مبروك لنا جميعا الانتصار الكروي التاريخي الذي يرمم جروحنا النازفة ويلم شملنا ويوحدنا تحت اسم اليمن الذي نبكي عليه و لأجله في الحزن والفرح على حدٍ سواء، في الفوز والهزيمة.