الغارديان: إحباط وسط الإعلام الدولي لعدم قدرته على تغطية حرب غزة مباشرة من الميدان
يمن مونيتور/قسم الأخبار
نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعدته هارييت شيرويد، قالت فيه إن الإعلام الدولي الممنوع من دخول غزة ومصر، ويبحث عن طرق للتحايل على هذا المنع، وبات يعتمد على المصادر الفلسطينية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقالت الكاتبة إن الصحافيين الدوليين الذين يتابعون الحرب الإسرائيلية على غزة، يشعرون بالإحباط الشديد من منعهم دخول القطاع، الذي حرمهم من تقديم صورة شاملة عن الحرب من الميدان، وما تركته من آثار على المنطقة.
فقد تم إغلاق معبر “إيرز” الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر عندما هاجمت حماس المعبر وقتلت وأخذت معها عددا من الجنود الإسرائيليين. وتم منع الصحافيين من المرور عبر معبر رفح الذي يديره الجيش المصري منذ بداية الحرب.
وبدأت نقابة الصحافيين الأجانب، وهي منظمة إسرائيلية مستقلة، بـ”إجراءات قانونية” للسماح بدخول الصحافيين الأجانب إلى غزة، بعدما تجاهل الجيش والحكومة الإسرائيلية مطالب أولى.
ويعتمد الإعلام الدولي على الصحافيين الفلسطينيين في القطاع والعاملين في الإعلام واتصالاتهم مع المدنيين الفلسطينيين وعمال الإغاثة والعاملين الصحيين، وما ينشر من تقارير في منصات التواصل الاجتماعي التي تحتاج لجهد من أجل التأكد من صحتها. وبحسب لجنة حماية الصحافيين، فقد قُتل على الأقل 63 صحافيا وعاملا في المؤسسات الإعلامية في غزة منذ بداية الحرب. وسمحت القوات الإسرائيلية لبعض الصحافيين بمرافقتها إلى داخل غزة، لكن منعتهم من التواصل مع الفلسطينيين على الأرض. كما طلبت منهم تقديم التقارير للرقابة العسكرية قبل نشرها.
وتتردد الصحافة الدولية في إرسال مراسليها إلى غزة وسط الحرب، حتى لو سُمح لها بنشر صحافيين على الأرض. وفي بيان لنقابة الصحافيين الأجانب، قالت: “تتوقع نقابة الصحافيين الأجانب من الحكومة الإسرائيلية والجيش، التعبير عن موقف حقيقي بالتزاماتهما والسماح بحرية التغطية للصحافيين ومنح تصاريح أكثر من العدد المحدود الممنوح من الفرص المتحكم بها ومرافقة الجيش”.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي الذي منح تصاريح لحوالي 2800 صحافي دولي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، أن معبر “إيرز” كان عاملا حتى هجوم حماس. وقال رون راز، مدير قسم الصحافة الدولية: “منذ ذلك الوقت لم يمر منه أحد، لا عمال فلسطينيون ولا دبلوماسيون ولا منظمات حكومية ولا صحافيون. والمعبر الوحيد المفتوح لغزة هو معبر رفح وهو تحت السيطرة المصرية الكاملة”. وقال إن السماح للصحافيين بالمرور هو أمر “يتعلق بالسياسة وهو خارج إطار مكتب الإعلام في الحكومة”.
ونقلت الصحيفة عن جيرمي باوين، المحرر الدولي في “بي بي سي” والذي غطى النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني لعقود، قوله: “عدم وجودك في الميدان يجعل من التغطية صعبة ولا شيء أفضل مما تراه وتسمعه”.
ويجد الصحافيون الفلسطينيون صعوبة في التغطية “لأن الحركة صعبة وخطيرة”. وقال باوين إنه ربما يذهب إلى غزة لو سُمح له بدخولها، لكنه سيذهب “بشعور من الخوف”.
وقال إن إسرائيل قد تسمح للصحافيين بعد فترة من وقف إطلاق النار، وكلا الطرفين يريد السيطرة على المعركة الإعلامية، إلا أن إسرائيل في وضع أفضل لأنها تسيطر على المعبر، وتتعرض قيادة حماس للهجوم وهي مختبئة. مضيفا: “ما غيّر الأمر، هو انتشار الفيديوهات التي يضعها الناس على الإنترنت، مما يجعل من تقديم قصة كاملة أمرا مستحيلا هذه الأيام”.
وقال إسكندر كرماني، مراسل الشؤون الخارجية للقناة البريطانية الرابعة، والذي يغطي الحرب منذ بدايتها: “إنه أمر مثير للإحباط عدم قدرتك على توثيق المشاهد في غزة مباشرة. بالطبع هناك الكثير من الصحافيين الفلسطينيين الذين يقومون بعمل مهم وخطير، إما من خلال تقديمهم تقارير قوية أو توفير المواد”. وأضاف: “في الحرب كل شيء مختلف عليه، وأن تكون قادرا على الوصول إلى غزة بشكل مستقل سيسمح لك بالتعمق في الكثير من المزاعم المتنافسة والمزاعم المضادة ومعرفة الدينامية الداخلية في غزة الآن”. وقال إن “تداعيات الحرب ستظل قائمة لعدة سنوات وحول العالم، ومن المهم السماح للصحافة الدولية التمحيص بها”.
وقال صحافي آخر إن هناك صعوبة في جمع المعلومات نظرا لتوقف شبكات الهاتف معظم الوقت في غزة. إلا أن الصحافي شكك في إمكانية تدفق الصحافيين الدوليين إلى غزة لو فتحت المعابر نظرا لموضوع السلامة. وفي بعض المناطق، هناك فرص للتراجع إلى أماكن أكثر أمنا، أما في غزة فلا مكان آمن فيها. وتغطية هذه الحرب “هي أكبر تحد صحافي لم يواجه أحدا منا من ذي قبل”.
وقال جيمي ويلسون، مدير الأخبار الدولية في “الغارديان”: “هذا موضوع صعب للمنظمات الإعلامية، ونريد تقديم تغطية شاملة من الميدان، إلا أن الوضع في غزة خطير جدا. ومع ذلك، فهذا قرار يجب على مؤسسات الأخبار اتخاذه بأنفسها، بدلا من قرار الحكومة الإسرائيلية منع التصاريح للصحافة الدولية”.
وفي حرب 2008- 2009، مُنعت الصحافة الدولية من الوصول إلى غزة حتى قرار وقف إطلاق النار بعد ثلاثة أسابيع من المواجهات.
وفي 2012 و2014 سمح للصحافيين الدوليين بالعبور إلى غزة من معبر إيرز. ومنذ فوز حماس بالانتخابات عام 2006، منعت الصحافة الإسرائيلية من دخول غزة.