زحف الصحراء يُهجر عشرات الأسر اليمنية من قراها في تعز (تقرير مصور)
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لكن الأمر يختلف في مديرية المخا فالرياح تأتي بما لا تشتهي الأراضي الزراعية والمزارعون ايضا.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص/
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لكن الأمر يختلف في مديرية المخا فالرياح تأتي بما لا تشتهي الأراضي الزراعية والمزارعون ايضا.
يصارع من تبقى من أهالي عزلة “المشالحة” التابعة لمديرية المخا غربي محافظة تعز (وسط اليمن) من أجل البقاء على أراضيهم، بعد أن حلت بهم كارثة طبيعية شردت 90% من سكانها البالغ عددها 15 ألف نسمة، بحسب آخر تعداد سكاني كما يقول شيخ العزلة علي الشاذلي.
باتت عزلة المشالحة البالغ مساحتها 40 كيلو متر صحراء قاحلة لا مكان لعودة الزراعة ولا حامي لما تبقى من أبارها، بسبب زحف الرمال الصحراوية والرياح الموسمية الغربية التي حولت الأراضي أثرا بعد عين والتي أجبرت اهلها على النزوح الى مناطق أخرى أكثر أمنا.
99% من الآبار دفنت
يقول الشاذلي أن نسبة 99% من الآبار دُفنت بسبب الصحراء والرياح الغربية فيما يقول سكان القرية ان البئر الواحدة بحاجة إلى 500 ألف ريال يمني لاستعادتها (2500$) تقريبا، كما تحتاج إلى صيانة متواصلة وتشجير يقيها من زحف الصحراء.
فيما اضطر الكثيرون إلى إغلاق بيوتهم في عزلة المشالحة بسبب زحف الصحراء والرياح (شديدة) وتركوا مزارعهم التي يصل مساحة بعضها كيلو متر مربع رغم وجود آبار بداخلها كما هو حال عبد الله السراجي أحد أبناء المنطقة الذين غادروا إلى عزلة الزهاري المجاورة لعزلتهم.
ومن أجل إعادة الأراضي يتطلب من السراجي ما يقارب 10 مليون ريال (50 ألف دولار) تقريبا لإعادة حفر الآبار وزراعة الأراضي وحمايتها من الرياح والتصحر حسب قوله.
ولم يكن الأمر يتطلب كل تلك الأموال إذا ما قامت الدولة بواجبها وعملت على زرع شجرة مكافحة التصحر الذي تسمى (السول الأمريكية) بشكل صفوف مرتصة ابتداء من ساحل البحر إلى نهاية الأراضي الزراعية (الجبال) المتاخمة لعزلة المشالحة وغيرها وتنفيذ قرار منع قطع الأشجار الخضراء للحد من انتشار الصحراء.
معاناة الباقين
كما يعاني من تبقى أبناء عزلة ” المشالحة ” من نقل الماء والذي يبعد 2 كيلو متر رغم وجود مشاريع من بعض المنظمات والتي لم تستكمل حتى الآن.
ولم تقتصر كارثة التصحر على الأراضي الزراعية فحسب بل أنها تشكل خطرا أكبر على العشش المبنية والمباني المتواضعة (المنازل) المبنية من النخيل والطين والتي قد تطمر خلال الموسم الواحد إذا ما ووجهت الصحراء المتراكمة بجوار المنزل بالجرف.
يقول عبد الله الشاذلي أحد أبناء العزلة “عملت من قبل الظهر بالحراثة إلى بعد المغرب ولم أجد باب المنزل وستأتي الرياح الشمالية وتعيد ما قمت به من جديد ” الموسم المقبل.
وما تزال كثير من العزل والقرى مهددة بزحف الصحراء مالم يتم معالجة الوضع وتبني مشروع للحد منها وإنقاذ سكانها الذي باتو فقراء بعد أن كانوا يرفدون بيت المال بالأموال الطائلة سنويا حسب قول شيخ العزلة علي الشاذلي.
ومن القرى المهددة قرية “البزية” ” الجرب” الى “جبل العكي” ” الثعباني ” فيما لا تزال الصحراء في طريقها الى عزلة ” الزهاري ” التي تبعد عن عزلة المشالحة 40 كيلو متر.
مأساة الوقري
لم يكن بوسع الحاج عايش صالح الذوقري تحمل ما ستاتي به الرياح، بعد فقدان ابنة العام الماضي، الذي لا يتجاوز عمره عام ونصف بسبب حفر الرياح الجنوبية ارضية خزان المياه المليء ب 200 لتر وسقوطه على الطفل لتودية قتيلا في الحال.
باكيا ترك ” الذوقري ” وراء ظهره ماسات طفلة وأرضه وبئره تحت حبات الرمال الصحراوية باحثا عن منزل يحميه من قسوة الطبيعة، متجها الى مدينة المخا.