كيف تهدد هجمات الحوثيين الاقتصاد المصري؟ (صحيفة إسرائيلية) تجيب
يمن مونيتور/ عدن/ ترجمة خاصة:
زعم تقرير لموقع صحيفة “غلوباس” الاقتصادية العبرية أنه ربما يستهدف الحوثيون المدعومين من إيران الشحن الإسرائيلي، لكنهم قد يعيثون فسادا في الاقتصاد المصري مع تجنب السفن قناة السويس.
أثارت هجمات الحوثيين، التي تصاعدت يوم الأحد، القلق في صناعة الشحن الإسرائيلية. حيث أعادت شركات الشحن الإسرائيلية توجيه السفن بعيداً عن البحر الأحمر للمرور حول إفريقيا، ونفذت شركة الشحن الدنماركية العملاقة ميرسك إجراءً مماثلاً مع شركتي السفن التي تستأجرها من مجموعة XT ومقرها حيفا.
لكن في حين أن القلق الرئيسي للاحتلال الإسرائيلي هو التأخير في سلسلة التوريد وارتفاع الأسعار، فإن مصر تشعر بالقلق من العواقب لأنه إذا تجنب الشحن البحر الأحمر، فإنه سيتجاوز قناة السويس.
اقرأ/ي أيضاً.. صحيفة عبرية: هذا ما سيحدث للاقتصاد الإسرائيلي إذا واصل الحوثيون عملياتهم الهجومية
ويمر ما يقدر بنحو 12% من التجارة العالمية عبر قناة السويس، بما في ذلك 5% من النفط الخام، و8% من الغاز الطبيعي المسال، و10% من المنتجات البترولية. تمر عبر قناة السويس 50 سفينة يوميًا بما يمثل 30% من حركة الحاويات في العالم.
وخلال العام الماضي، كسبت مصر 9.4 مليار دولار من قناة السويس، مقارنة بـ 8 مليارات دولار في العام السابق. وفي الفترة بين يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول 2022، مثّل الدخل من قناة السويس 2% من الناتج المحلي الإجمالي المصري.
ونقلت الصحيفة العبرية عن كبير الباحثين والمحاضرين في قسم الشؤون العربية والشرق أوسطية بجامعة تل أبيب، معهد دراسات الأمن القومي، الدكتور أوفير وينتر، الخبير في شؤون مصر، قوله إن أحد الاهتمامات الرئيسية للقاهرة أن الحرب على قطاع غزة “سوف تتحول إلى حرب إقليمية، وتهز الاستقرار في الشرق الأوسط وتؤثر سلباً على وضعه الأمني والاقتصادي”.
وأضافت الصحيفة أنه من الناحية الاقتصادية، تضاف الحرب في غزة إلى الصدمات الخارجية التي تعرضت لها مصر في السنوات الأخيرة بسبب جائحة كوفيد والغزو الروسي لأوكرانيا. ويتركز الضرر الواضح على ثلاثة من المصادر الرئيسية لدخل البلاد من العملات الأجنبية: الطاقة والسياحة وقناة السويس. وكانت القناة نقطة مضيئة اقتصاديا لمصر في العام المالي 2022-2023. ويرتبط تعزيز جاذبية طريق القناة لحركة المرور البحرية العالمية، من بين أمور أخرى، بالزيادة المسجلة في أسعار النفط والوقود.
وتشير إلى أنه وبسبب هذا الاعتماد المتزايد على قناة السويس، تستثمر الحكومة المصرية نحو 4% من إجمالي استثمارات الدولة فيها. ونمت الاستثمارات في النصف الأول من العام الماضي بنسبة 25% إلى نحو 390 مليون دولار. ومع ذلك، فإن مصر بلد مثقل بالديون. وبينما زادت الاستثمارات في القناة، تقدمت القاهرة العام الماضي بطلب إلى صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، لكنها لم تتمكن من تلبية الشروط. وكان الحل الذي تم التوصل إليه في أكتوبر من العام الماضي هو قرض بقيمة 3 مليارات دولار موزعة على 46 شهرا.
وتبلغ حاليا ديون مصر لصندوق النقد الدولي 12 مليار دولار، وهو ثاني أعلى مبلغ في العالم، وذلك بعد أن قامت بسدادها مؤخرا “فقط” 418 مليون دولار. وعلى سبيل المقارنة، فإن أوكرانيا، التي تواجه حرباً كبيرة مدينة لصندوق النقد الدولي بنحو 8.7 مليار دولار.
اقرأ/ي أيضاً.. حصري- تحركات واشنطن ضد الحوثيين تضغط لتوقيع اتفاق ينهي حرب اليمن
رفع تصنيف المخاطر
وشن الحوثيون عدة هجمات منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينها اختطاف سفينة شحن مرتبطة بإسرائيل في نوفمبر الماضي. وهجمات بصواريخ باليستية بحرية وطائرات دون طيار على ثلاث سفن تجارية يوم الأحد.
وقال العميد شموئيل إلمز، المحلل العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي في الصحيفة العبرية، “في حين أن القلق الرئيسي في إسرائيل يتعلق بالتأخير وزيادة تكلفة سلاسل التوريد، فإنهم في مصر قلقون بشأن العواقب على قناة السويس، لأنه عندما لا تدخل سفينة إلى البحر الأحمر، يعني هذا خسارة كبيرة للقناة”.
وقالت “غلوباس”: وتكمن أهمية هذه الهجمات في رفع تصنيف المخاطر لطريق الشحن في البحر الأحمر، الذي ليس قريبًا من اليمن فحسب، بل هو أيضًا الطريق الوحيد للوصول إلى قناة السويس. وبدلاً من ذلك، يمكن للسفن القادمة من الغرب أن تبحر حول الطرف الجنوبي لأفريقيا وشرقًا عبر المحيط الهندي. وتبلغ قيمة هذه التغييرات ملايين الدولارات، والتي بينما تعمل على توسيع سلاسل التوريد، ستضر أيضًا بشكل مباشر بإيرادات مصر من قناة السويس.
وقال وينتر: “مصر ترى في ضمان حرية وأمن الملاحة من باب المندب إلى قناة السويس مصلحة مركزية، وتدعم تسوية الأزمات التي قد تعرضها للخطر بدءا من اليمن مرورا بالصومال وانتهاء بالحرب في غزة”.
اقرأ/ي أيضاً.. رويترز: الحوثيون ناقشوا هجماتهم البحرية في طهران الشهر الماضي
لا تأثير حتى الآن
وقالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن للتطورات الأمنية في مضيق باب المندب تأثيرات على حركة الملاحة العابرة للبحر الأحمر وبالتالي قناة السويس المصرية.
وأطلع “يمن مونيتور” على أرقام قناة السويس خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ويبدو أنه لم يحدث تغيير حتى الآن، مع أن معظم الخبراء في الشحن يشيرون إلى أن تأثر قناة السويس سيحدث إذا استمرت هجمات الحوثيين في مضيق باب المندب على النحو الذي حدث باستهداف السفن الثلاث الأحد الماضي.
وصدرت يوم الخميس الماضي تقارير رسمية مصرية تشير إلى زيادة أعداد السفن التي عبرت قناة السويس مقارنة بشهر نوفمبر العام الماضي. حيث سجلت القناة عبور 2264 سفينة من الاتجاهين مقابل عبور 2171 سفينة في الشهر ذاته من العام الماضي، بنسبة زيادة 4.3 بالمئة.
كما بلغ إجمالي الحمولات الصافية 135.5 مليون طن مقابل 125.2 مليون طن خلال نوفمبر من العام الماضي بفارق 10.3 مليون طن بنسبة زيادة قدرها 8.2 بالمئة.