حصري- تحركات واشنطن ضد الحوثيين تضغط لتوقيع اتفاق ينهي حرب اليمن
يمن مونيتور/ الرياض/ خاص:
كشفت مصادر عديدة لـ”يمن مونيتور“، يوم الأربعاء، أنه يجري الضغط لتوقيع خارطة طريق في اليمن بين الحوثيين والحكومة اليمنية قبل تحركات أمريكية وإسرائيلية لاستهداف الحوثيين في البلاد.
ولفت دبلوماسي خليجي مطلع على التفاصيل على أن من المرجح توقيع الاتفاق في الأيام القادمة إذا لم يحدث أي طارئ.
وأصبح مألوفاً في الملف اليمني حدوث تراجع في اللحظات الأخيرة لتوقيع أي اتفاق منذ بدء الحرب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م.
وأضاف الدبلوماسي يتضمن الاتفاق ثلاث مراحل، تشير مرحلته الأولى إلى تنفيذ متزامن لتسليم المرتبات وفتح المطارات -في مناطق الحوثيين- مع فتح الطرقات بما في ذلك محافظة تعز.
وقال مسؤولان في صنعاء وعدن إن السعودية ستغطي رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق الحوثيين خلال المرحلة الأولى، ولاحقاً من إيرادات النفط والغاز مع سماح الحوثيين بتصدير النفط والغاز مع توقيع الاتفاق.
ويتفق معهما الدبلوماسي الخليجي الذي يشير إلى توقف المعارك في كل جبهات القتال الداخلية، مع توقف الحوثيين عن شن هجمات عابرة للحدود.
وحظي اليمن بهدوء نسبي لأكثر من عام في ظل محادثات السلام المباشرة بين السعودية والمسؤولين الحوثيين والتي رعتها سلطنة عمان.
ويشير الاتفاق إلى تشكيل لجان اقتصادية وسياسية وعسكرية لمناقشة الملفات العالقة، بما فيها الإفراج عن كل المعتقلين والأسرى (الكل مقابل الكل)، من موقع البنك المركزي الرئيسي إلى تسليم الإيرادات للبنك ومصارف دفعها، وشكل القوات والانسحاب من المواقع، وعددها، والتسليح.
وأكد المسؤولان في صنعاء وعدن الوصول إلى الاتفاق. لكن المسؤول الحكومي في عدن يقول إن المجلس الانتقالي الجنوبي يعارض بعض بنود الاتفاق ويريد تضمين بنود أخرى، إلى جانب اعتراض بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
وقال المسؤول في صنعاء إن “خلافات مجلس القيادة الرئاسي يمكن أن تؤدي إلى انهيار الاتفاق قبل البدء به”!
وعادة ما ينقلب الحوثيون على الاتفاقات والهدن منذ 2014م.
وأشار إلى أن مكتب المبعوث الأممي أبلغهم بشكل واضح أنه تمكن من اقناع مجلس القيادة الرئاسي والمسؤولين في السعودية والإمارات.
فيما قال الدبلوماسي الخليجي والمسؤول في عدن إن إيران تدخلت للضغط على الحوثيين للقبول بالاتفاق خشية أن يتوسع الصراع في الإقليم مع استمرار الحوثيين في تهديد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب وتلقي طهران اللوم.
وقال الدبلوماسي الخليجي إن السعودية وسلطنة عمان والأمم المتحدة تسرع الخطى لإعلان اتفاق خشية توسيع الصراع في المنطقة مع نيّة الولايات المتحدة إعادة الحوثيين إلى قوائم الإرهاب أو شن هجمات على الجماعة.
وتحدثت المصادر لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع وكونها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام.
ونقلت رويترز يوم الأربعاء عن مصدرين مطلعين على التفكير السعودي قولهم إن الرياض طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات جماعة الحوثي باليمن على سفن في البحر الأحمر.
ومع استمرار هجمات الحوثيين البحرية على سفن الشحن -المرتبطة بإسرائيل- والبحرية الأمريكية يجري الضغط في غرفتي الكونجرس وفي البيت الأبيض على إدارة بايدن لإعادة الحوثيين لقوائم الإرهاب وتنفيذ ضربات جوية تستهدف قدرات الجماعة، لكن إدارة بايدن تعارض ذلك وتعتبره خطأً.
وقالت الخارجية الأميركية في بيان لها، الثلاثاء، إن مبعوث بايدن لليمن “تيم ليندركينغ”، يسافر “هذا الأسبوع إلى الخليج لمواصلة الدبلوماسية الأميركية المكثفة والتنسيق الإقليمي لحماية الأمن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن في خضم الهجمات الإيرانية والحوثية على الشحن الدولي”.
وتجنبت الولايات المتحدة اتهام الحوثيين بشكل مباشر بالضلوع في هجمات على السفن البحرية الأمريكية، وقالت في عدة حوادث إن الهجمات “ربما لم تكن تقصد استهداف السفن العسكرية الأمريكية”.
وأحجمت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية في مؤتمر صحافي يوم الاثنين، عن استخدام كلمات قد توحي بأي رد أمريكي وشيك ضد الحوثيين. وردا على سؤال بخصوص ما إن كانت الولايات المتحدة قد ترد قالت سينغ “إذا قررنا التحرك ضد الحوثيين فسوف يكون ذلك بالطبع في وقت ومكان من اختيارنا”.
والحوثيون ضمن عدة جماعات في “محور المقاومة” التابع لإيران والذي يهاجم أهدافا إسرائيلية وأمريكية منذ بدء حرب السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدواناً على قطاع غزة، بعد هجوم هو الأول منذ عقود نفذته المقاومة الفلسطينية على المستوطنات في غلاف غزة.
وزاد دورهم من مخاطر اتساع نطاق الصراع على المستوى الإقليمي، إذ يهدد ممرات بحرية يمر عبرها جزء كبير من تجارة النفط العالمية، ويثير قلق الدول المطلة على البحر الأحمر مع تحليق الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية باتجاه إسرائيل.