الحضارة اليمنية.. وجدان متجدد لصناعة المستقبل
جرت العادة البشرية بأن يفتخر الإنسان بماضيه وتراث أجداده. المصريون اليوم يمثلون نمطاً للتاريخ البشري المعاصر المتفاخر بتراثه وحضارة سبعة آلاف عام. وكذلك الصينيون والشرق آسيويون وغيرهم الكثير الكثير من مختلف الثقافات.
التراث القديم يعكس هوية الشعوب وتاريخها، ويساهم في بناء الهوية الثقافية والوطنية. حيث يشكل هوية جامعة للمجتمع وتأكيدا لدورهم ومساهمتهم في الحضارة والتطور البشري. ويمكن للتراث الوطني أن يحقق الوحدة بين أبناء الأمة معززاً الشعور بالهوية والتميز. كما يحقق التواصل بين الأجيال المختلفة.
وعن اليمن فهي مخزون التراث والعلوم والثقافة في شبه الجزيرة العربية، ولديها ما يكفي شعبها والشعوب المجاورة للتفاخر والارتباط بهذه البقعة السعيدة والمليئة بالخيرات على مر العصور.
يجدر بنا كيمنيين الحفاظ على موروثاتنا وتعزيز الهوية والقومية اليمنية، حيث أن الارتباط بين التراث القديم والحاضر يساعد على فهم الهوية الثقافية والقيم التي تشكل أساس المجتمع. إن تاريخ وتراث الأمة يمكن أن يكون مصدر إلهام للتقدم والابتكار في كل المجالات. علاوة على ذلك، يمكن أن يلعب الحفاظ على التراث دورًا في تعزيز التنوع الثقافي والتفاهم بين الثقافات.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن يكون للحفاظ على التراث تأثير إيجابي على المستقبل حيث يتم نقل القيم والمعارف القديمة إلى الأجيال القادمة.
إن تاريخ الأمم يلهم أجيالها التقدم والابتكار من خلال الاعتماد على تجارب الماضي والتعلم من التحديات والإنجازات. على سبيل المثال، يمكن للطرق التقليدية أن تساعد في حل المشاكل الحديثة. فقد استطاع الصينيون تطوير الطب الحديث استنادا على الطب الصيني التقليدي، وذلك بتسخير معرفتهم بالأعشاب الطبية التقليدية لتطوير الأدوية الحديثة وتجنب سيئات العادات القديمة.
بالمثل في الهندسة، تملك اليمن واحداً من أندر وأهم الفنون المعمارية، والتخطيط الحضري على مرّ العصور. ولم لا، يمكن للمهندسين اليمنيين أن يستلهموا من الهندسة التقليدية لتحسين التصاميم وتطوير تقنيات جديدة.
ولنا في مصر تجربة ملهمة، فتاريخها القديم وبناء الأهرامات جزءًا هامًا من هوية البلاد، ويؤثران بشكل كبير على وجدان المصريين حتى اليوم. تمثل الأهرامات تراثًا حضاريًا عظيمًا وتعكس التقدم العلمي والهندسي للمصريين القدماء. ويتجلى هذا التأثير بعدة طرق، نذكر بعضها على النحو التالي:
أولاً، “الفخر الوطني”. يعتبر المصريون الأهرامات وتاريخها القديم مصدرا للفخر الوطني، مما يعزز شعور المصريين بالانتماء والهوية الوطنية. ولا يمكن الاستهانة بهذا الجانب لأنه أساس بناء الشعب وتماسكه وقوته اجتماعيا وسياسيا وعسكريا واقتصاديا.
ثانياً “السياحة والاقتصاد”: إيماناً بأن التراث ثروة عظيمة، ونظراً للاهتمام به وترميمه والترويج له، أصبحت الأهرامات نقطة جذب سياحي ضخمة، مما ساعد على تقوية الاقتصاد المصري وتوفير فرص العمل.
ثالثا، “الإلهام والإبداع”. يمكن أن يكون تاريخ الأهرامات مصدر إلهام للمصريين في مجالات الهندسة والعلوم، وكما رأينا في مثال الصين، يسعى البعض إلى تحقيق إنجازات مستقبلية تعكس تراثهم العظيم.
رابعاً “التواصل الثقافي”. إن فهم تاريخ المصريين القدماء يمكن أن يعزز التواصل بين الأجيال المختلفة ويساهم في نقل القيم والمعرفة والخبرات والحلول.
باختصار، يعد تاريخ مصر القديمة والأهرامات مصدر إلهام يلهم المصريين في مختلف المجالات، ويعزز الفخر والتواصل الثقافي ويساهم في التنمية المستدامة. وهذا ما نتوق إليه في اليمن ونريد أن يحدث. وهذا لا ينفي أن هناك العديد من المحاولات والمبادرات والجهود الكبيرة في هذا المجال، لكنها لا تزال محاولات فردية ولا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه والتشجيع من قبل الدولة. حيث يجب أن تظهر جهود للدولة في تبني هذه المجهودات والمجتهدين في هذا المجال والشد بيدهم وتعزيز العمل القومي.
لا يقاس نجاح الشعوب فقط بتراثها أو بتوظيف حضارتها القديمة إنما يتطلب الأمر توازنًا بين الاستفادة من تراث الأجداد والتكيف مع متطلبات الحاضر والمستقبل. تتطلب التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية استجابات ديناميكية ومرنة. لذا، من المهم أن يكون هناك حاضر مشرف يعكس الحاجات والتحديات الحالية ويعمل على تطوير استراتيجيات مستدامة.
إن فهم التراث الثقافي واحترامه يعزز الهوية، في حين أن القدرة على التكيف مع التغيير السريع يساهم في النجاح في العالم الحديث. وكمثال حي ومشرف نجد الموسيقار والمايسترو اليمني محمد القحوم حيث يقوم بعمليه دمج ساحره للتراث الموسيقي اليمني مع اسلوب سمفونيات حديثة في صوره تكاد ان تكون لوحة فنيه ساحره ومكتملة.
ولا يمكننا الاستخفاف بهذه النقطة فالشعوب ترتبط بتراثها الموسيقي كجزء من هويتها الثقافية، وينعكس ذلك في تطوير الموسيقى الحديثة. أيضا الملابس التراثية والاهتمام بتحديثها لتصبح جزء من الموضة العصرية يعد امراً فائق الأهمية ويساعد على نقل واظهار اعتزاز الشعوب بحضارتهم وقوميتهم.
وفي الأخير يمكننا ان نفتخر ونساهم بإظهار حضارتنا للعالم كما ينبغى عن طريق ابسط الأمور فلنقل انك في مهرجات دولي أو ضيافة فعالية ثقافية في دولة ما، سيكون من الرائع والجميل ان يكون الزي اليمني حاضرا ومشعا بجماله المعتاد واحيانا كثيرا لا يقتصر الأمر بالشكل الظاهري فقط ولكن في طريقة تمثيلك لصورة اليمن بأخلاقك الحسنه وثقافة اليمن الكريم والسعيد سواء عن طريق كونك جار احدهم أو ضيف في دولة ما.