عندما أرى صورة لجندي قتيل في سبيل الوطن أو سبيل الله أو أي سبيل كائنا ما كان، عندما أراها تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعية بفخر أو تعاطف أو ألم، عندما أراها تشنق على زجاج الحافلات والسيارات أو أي شيء كان جامدة النظرات تنطق بصمت.
عندما أرى صورة لجندي قتيل في سبيل الوطن أو سبيل الله أو أي سبيل كائنا ما كان، عندما أراها تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعية بفخر أو تعاطف أو ألم، عندما أراها تشنق على زجاج الحافلات والسيارات أو أي شيء كان جامدة النظرات تنطق بصمت.
وقد حرصوا على زخرفتها وإضفاء الحياة لها ببريق الألوان والرتوش أو أي شيء لا أفهمه أنا، يذهب خيالي إلى جثته حيث كان، ممزقة غارقة في الدماء.. وحيدة في جبل ما أو صحراء موحشة.
أشعر أن هذه هي الصورة الحقيقية لذلك الجندي، ربما لا يكون مبتسماً كونه قتيل أو شهيد، بل حزيناً جداً لأنه سيترك والدته الثكلى وأطفاله أو عروس شابة تنتظره..
نقدرهم فقط، ونخلدهم دائما بعد أن يرحلوا ونضفي على أسمائهم المتواضعة أسماء الأبطال الخارقين، ونصنع من جثثهم الممزقة لوحات فنية غارقة في الوحشة بين ألوان الفرح الباهتة.
لعل نظراته تقول لنا: لقد قتلت في سبيل مبادئي وعقيدتي، فلا أريد أن أكون روحاً مصلوبة على مؤخرة حافلة أو باص ركاب يحدق فيها المارة الذين لا يشعرون لماذا نهب أرواحنا رخيصة، لا أريد أن يضعوا وجهي الحزين على مؤخرة مركباتهم للذكرى، أريد فقط أن يتذكروا لماذا قتل العشرات مثلي، إنه في سبيل حياتكم وبقاءكم ومستقبلكم أنتم.
لتتذكروا فقط من هم خلفي أحياء فقدوا من يعيلهم، حزانى يحتاجون للمواساة.
تذكروا أنني كنت مثلكم لدي عائلة تعتمد عليّ وتنتظر عودتي منتصراً.
تذكروا أنني كنت الواحد من أجل الجميع، فكونوا جميعاً من بعدي.