اللوتري الأمريكي… حلم اليمنيين للهروب من واقع البلاد المتدهور
يمن مونيتور/تقرير خاص
منذ أعوام أصبح المواطن في اليمن يترقب موعد فتح اليانصيب الأمريكي للهروب من واقع البلاد المرير والذي ينحدر من السيئ إلى الأسوأ ولا مؤشرات تشير إلى فرج قريب للحرب في اليمن.
ووفقا لتقارير الخارجية الأمريكية فإن اليمن احتل المرتبة الأولى عربيا في الحصول على عدد تأشيرات الهجرة إلى أمريكا خلال العام 2021م وذلك بمجموع ما يقارب 4.7 ألاف تأشيرة، فيما تراجع اليمن إلى المرتبة الثانية خلال العام 2022 حيث حصل اليمن على 5.293 آلاف تأشيرة.
يهرع اليمنيون كل عام إلى أماكن شتى اتخذت من اليانصيب فرصة لكسب الأموال من أجل تسجيل القادمين إليها لعل الحظ يحالفهم في الهجرة إلى أمريكا والتي باتت جنة الخلاص في أذهان اليمنيين الذين يتجرعون الحياة في واقع مرير يشهد أزمات تكاد تكون يومية، وتشير تقارير إلى أنه خلال العام 2022 وحده بلغ عدد اليمنيين المتقدمين على برنامج القرعة الأمريكية حوالي مليون و200 شخص، من بينهم من يحمل شهادة الدكتورة والأطباء والمهندسين والطلاب.
رسالة الفرح
قد يأتي الفرح أحيانا كرسالة عبر الإيميل، هكذا قال الشاب مجاهد عبد الله، بعد فوزه بقرعة اليانصيب الأمريكي العام الماضي، ترك مجاهد مقعده الدراسي في الجامعة وتوجه إلى السفارة الأمريكية بجيبوتي لإكمال عملية الهجرة والسفر إلى أمريكا.
يقول “مجاهد” في تصريحه لموقع “يمن فريدوم” أن السفر إلى أمريكا كان حلما كبيرا بالنسبة له وقد قدم على اللوتري الأمريكي ثلاث مرات من قبل وناله الحظ في المرة الرابعة.
يضيف “مجاهد” قوله: “عند قبولي كان الوضع قد ساء كثيرا في عائلتي، وكنت على وشك التوقف عن الدراسة للبحث عن مصد دخل، ولكن الآن الحمد لله، أنا ولا شجن وأعمل في أحد المطاعم بدخل لا بأس به، وبدأت أفكر في إكمال تعليمي هنا”
الفقر والأزمات المتواصل هي ما تدفع بمواطني اليمن للبحث عن منفذ يهربون عبره إلى دول العالم للبحث عن الأمان والاستقرار وإعالة أسرهم والتخفيف عن معاناتهم المتكررة منذ تسعة أعوام مضت.
حلم بات حقيقة
بعد تخرجه من كلية العلوم الإدارية بجامعة تعز قدم الشاب “موسى الشميري” على القرعة الأمريكية للعام 2021، وحالفه الحظ في السفر من المرة الأولى للمحاولة، وصل موسى إلى الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي بعد إنجاز معاملات الهجرة والتي استغرقت عاما كاملا.
يقول “الشميري” بأنه عندما جاء الرد على الموافقة وقبوله في القرعة لم يكن يمتلك تكليف السفر والمعاملة، لكنه تمسك بحلم السفر واقترض المال من عائلته وأصدقائه وسافر إلى جيبوتي من أجل مقابلة اللجنة في السفارة الأمريكية، وعلى الرغم من الصعوبات التي صادفت موسى إلا أنه تمكن من السفر بعد معاناة استمرت لشهور.
يضيف لموقع “يمن مونيتور” قوله: “استغرقت مني تكاليف السفر ما يزيد على الخمسة آلاف دولار، لكن السفر من البلاد كان واجبا لأن العيش لم يعد ممكنا، وبسبب انعدام فرص العمل، وخاصة بعد تخرجي من الجامعة لم أجد عملا في مجال تخصصي إدارة أعمال، فكان السفر هو الفرصة التي سأتمكن من خلالها على تأمين مستقبلي”.
يمنح الفائز باليانصيب الأمريكي بعد أن يقابل اللجنة في السفارة تأشيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي تمكنه من العيش والعمل دون قيد أو شرط كما يمكنه الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة مع إمكانية السفر والعودة، وفي حال استكماله للشروط المحددة في القانون الأمريكي يمنح الجنسية الأمريكية، إلى جانب قدرتهم على إدخال بعض من أسرهم عبر قانون لم الشمل الذي يتيح لهم استقدام أسرهم للعيش في أمريكا.
وخلال الأيام الماضية اغلق التسجيل في القرعة الأمريكية لهذا العام، ويأمل الآلاف من اليمنيين أن يتم قبولهم هذا العام من أجل السفر للبحث عن حياة آمنة ومصدر دخل يستطيعون من خلاله تأمين معيشة أسرهم في اليمن، يرى البعض بأن استمرار الحرب وتفاقم الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار مع تدني دخل الأسر هي أسباب تدفع بالمواطن اليمني للبحث عن طريق للخروج من البلاد.