في حجة اليمنية… تزايد خطير لمعدل حوادث السير منذُ بداية العام الجاري
يمن مونيتور/تقرير خاص
لم يعد التنقل بين مديريات ومناطق محافظة حجة اليمنية أمرًا بسيطًا، فقد تركت سنوات الحرب والأمطار طرقات مدمرة وتزايد على أثرها معدل وقوع الحوادث وتزايدت نسبة الضحايا في أوساط السكان.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن ضحايا الحوادث ارتفع بشكل كبير خلال سنوات الحرب بسبب الإهمال من الجهات المختصة وتزايد الفيضانات التي ساهمت في تدميرها وأصبح عبور المركبات منها مخاطرة كبيرة.
كما أصبح التنقل عبر تلك الطرقات معقدًا للغاية حيث يستغرق ذلك وقتًا طويلاً ويكبد المواطنين تكاليف باهظة حتى يصلون إلى مراكز الخدمات الطبية أو الأسواق التجارية في مراكز المديريات.
ودمرت الحرب التي تشهدها البلاد منذ تسع سنوات، البنية التحتية وجعلت الطرقات غير صالحة لقيادة السيارات وخاصة الطرقات التي تربط ريف المحافظة بعاصمتها أو تلك التي تربط حجة بعمران أو الحديدة وغيرها.
يقول المواطن محمد أسعد (32 عامًا) أحد سكان المحافظة: إن طريق حجه صنعاء سيء من السابق لكنه حالته ازدادت سوءا بسبب الحرب والأمطار وأصبح السفر منه خطيرة للغاية وفي أمس الحاجة إلى إعادة التأهيل والترميم الدمار الذي حله به وتوسيع الأماكن الضيقة وإزالة المطبات المفتعلة في بعض الأماكن.
وأضاف في تصريح لـ “يمن مونيتور”، أنه خلال فترة تحويل طريق الحديدة صنعاء عبر حجة عمران صنعاء، كثرت
الناقلات وارتفع معدل الحوادث بالإضافة إلى أنه بين الحين والآخر ينقطع الطريق بشكل كلي لعدة ساعات بسبب انقلاب قاطرة معينة وسط الخط أو تصادم قاطرتين، مشيرا إلى أنه في اليوم الواحد أكثر من ثلاث حوادث مرورية خطيرة تحصل في نفس الطريق، أما الحوادث البسيطة التي ليس فيها إصابات جسدية فهي كثيرة جداً وتحصل على مدار الساعة.
ويشير إلى طرقات المحافظة أصبحت كابوسا يعاني منه سائقي السيارات والشاحنات على وجه الخصوص، ويعاني المواطن بشكل عام، مضيفا: نعاني ونشتكي كل يوم ولكن لا حياة لمن تنادي وقد حاولنا إيصال رسالتنا للقيادة بأن الطريق والأسفلت لم يعد صالح وإن الحُفر في الطرقات تزداد يوماً بعد يوم”.
ويفيد أن الطرقات أصبحت بحاجة إلى توسعة وإعادة رص من جديد، وليس ما تقوم بها الجهات المختصة من صيانة مؤقتة لبعض الحفر ليست بالمواصفات المطلوبة”.
يذكر أن الهيئة العامة للنقل التابعة، وشرطة السير في وزارة الداخلية التابعة لجماعة الحوثي قد أصدرت قرار في بداية شهر أكتوبر الماضي، بقطع الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي صنعاء والحديدة، وإجبار مالكي الشاحنات إلى التحول نحو خط حجة.
وتتضاعف معاناة سائقي الشاحنات خلال سفرهم في طريق حجة بسبب وعورتها وضيق مساحتها، و تتسبب في قطع الخط مما يجعلهم يتأخرون كثيراً.
يقول أحد سائقي الشاحنات فضل عدم ذكر اسمه في تصريح لـ” يمن مونيتور”:”هناك مسؤولين كبار وتجار تابعين لجماعة الحوثي أصبح طريق مناخه خاصة بناقلاتهم فقط.
ويرى أنه حتى الناقلات الخاصة بالخلاطة تم منعها من السفر عبر طريق مناخه، لافتا إلى أن الفرق أكثر من عشر ساعات بين الطريقين.
وأكد أن طريق محافظة حجة تحتوي على ممرات ومنعطفات ضيقه وخطيره مرور الشاحنات الكبيرة يتم بصعوبة كبيرة وفي أوقات كثيرة تسد الطريق وتعطل حركة المرور خاصة على المرضى المسافرين نحو مستشفيات صنعاء.
وناشد السائق السلطات المحلية بالعمل على إيجاد معالجات طارئة وسريعة وفعالة والرفع الى مصلحة الطرقات بضرورة الإسراع في ترميم وصيانة وتوسيع الطرق بشكل عام.
أسباب الحوادث
تتعدد أسباب الحوادث الطرقات في محافظة حجة لكن الأغلب منها قد يكون ناجما عن تناول المنبهات أو السرعة الزائدة وخاصة من قبل سائقي السيارات التي تحمل القات وغيرها من الأسباب التي تزيد
ويقول مصدر في المؤسسة العامة للطرق والجسور إن القيادة في الطرقات المهددة، اذا لم تستخدم بشكل صحيح تكون مخاطرها جداً مؤلمه تتمثل في إزهاق الأرواح وخسائر مادية مثل المركبات أو الأمتعة وغيرها.
ويشير إلى أن أسباب الحوادث المرورية عديدة منها السرعة الزائدة والسهر والحمولة الزائدة وعدم صيانة المركبات، وأيضاً ضعف الثقافة العامة بأهمية اللوحات الإرشادية والتجاوز الخاطئ وإنشاء مطبات من قبل بعض الباعة أو غيرهم”.
وأضاف أن الجهل بالحذر من كل هذه الأسباب هو السبب الرئيسي في كل الحوادث، مؤكداً أن كل تلك الأسباب ذات أهمية خاصة من ناحية التوعية المرورية للسائقين.
وتابع: توعية الناس تكون بعمل لوحات إرشادية في الطرق وفي الأماكن المهمة وعلى مسافات كافية، وأيضاً توعية السائقين بما تعنيه هذه اللوحات الإرشادية، وتوعيتهم بأهمية إجراء فحص دوري لمركباتهم، وأيضاً توعيتهم بمخاطر الحمولة الزائدة خاصة أصحاب المعدات الثقيلة”.
ويشير إلى أهمية تطبيق قوانين السلامة المرورية هي الحلقة المفقودة. حتى الآن ولتطبيق القانون إثر كبير في الحد من المأساة.
من جانبه يفيد المهندس مختار الحميري، خبير في جودة الاسفلت بالمؤسسة العامة لطرق والجسور، إذا كان الإسفلت ذو جوده في المواد والعمل والسطح تكون نسبه المخاطر خفيفة، لكن أحد عوامل الحوادث إذا كان سطح طبقة الإسفلت ناعمه بشكل كبير وخاصة إذا كانت في منحدرات أو دوران.
ويشير الحميري في تصريح لـ “يمن مونيتور” إلى أهمية الصيانة الدورية للطرق، مضيفا أن الصيانة للخطوط ضرورية مثل ردم الحفر بالخلطة الإسفلتية تركيب الإشارات والتعليمات المرورية والحواجز في الملفات وخاصة النقيل هذا في الخطوط الطويلة.
ويرى المهندس أن أحد الأسباب التي تقف وراء الدمار في الطرقات الحمولات الزائدة، ولهذا لجئ صندوق صيانة الطرق إلى إنشاء موازين محوريه مركزيه في الخطوط الطويلة وعلى مداخل المحافظات وذلك لضبط المتلاعبين بقانون وزن الحمولات الذي يسبب تموج وتحفر الإسفلت مما يسبب للحوادث”
إحصائيات
وبحسب إحصائية شبه رسميه حصل عليها “يمن مونيتور”، فإن حوادث الطرق أسفرت عن مقتل وإصابة 200 شخصاً بينهم 45 وفاة وإصابة 155شخص، في 45 حادث مرورية بمحافظة حجة، خلال الفترة من يناير وحتى نوفمبر 2023. وتبين من خلال الرصد إحصائية الخسائر المادية الناتجة عن الحوادث قدرت بـ 34 مليوناً و663 ألف ريال.
وفي 19 نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لذكرى ضحايا حوادث السير، وهي مناسبة بادرت لإحيائها منذ سنة 1993 جمعية السلام على الطرق، وتبنتها الأمم المتحدة منذ سنة 2005، حيث تحولت وسيلة مهمة في الجهود العالمية للحد من الإصابات على الطرق.
واختارت منظمة الأمم المتحدة شعار “تذكر. ساند. اعمل.” لهد العام مؤكدة أن اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث المرور على الطرق لعام 2023 يسلط الضوء على قضية العدالة. فإنفاذ قانون المرور، والتحقيق الشامل بعد وقوع حادث مروري لمعرفة ما حقيقة ما جرى ولمنع تكراره، وبالتالي فالملاحقة الجنائية وضمان دفع التعويض المدني متى كان ذلك مناسبًا، كلها أجزاء من نظام العدالة.
وأوضحت أنه وعند تنفيذ مثل ذلك النظام بجدية ونزاهة وثبات، فإن هذا النظام يمثل مبتغى ما يريده ضحايا حوادث الطرق ممن أصيبوا أو قُتل قريب أو صديق لهم بسبب خرق شخص ما القانون أو إهمال، ذلك أن القانون يُعد عاملاً رئيسا في إتاحة سبل الوقاية، وبالتالي التمكين من استخلاص الدروس من المآسي حتى لا تتكرر.