أطفال اليمن بين نار الأمراض وجحيم الأخطاء الطبية! (تقرير خاص)
يمن مونيتور/إفتخار عبده
عندما يصيب المرض طفلك الصغير، تشعر بالوجع أكثر منه فتأخذه إلى المستشفى على أمل أن يتم شفاؤه ويعود إليك بالسلامة والعافية، يمارس حياته بشكل طبيعي كما كان؛ أوليس الدواء- بعد الله- في يد الأطباء؟ لكن ما يحدث اليوم في اليمن يبدو عكس ذلك تماما- لدى الكثير-.
كثرت الأخطاء الطبية في المستشفيات اليمنية في زمن الحرب وضحايا هذه الأخطاء كثر من بينهم الأطفال، الذين لم يعرفوا الحياة بعد، وليسوا قادرين على تحمل أوجاع أكبر من أحجامهم وأعمارهم.
تتوزع هذه الأخطاء بين تشخيص خاطئ أو مجارحة ليست بالشكل الصحيح أو تركيب فراشة، أو وضع حقنة، أو نقل دم دون التأكد من نوع الفصيلة؛ الأمر الذي أصبح مخيفا لعامة الشعب، فلم تعد المستشفيات آمنة وبوابة للشفاء- في وجهة نظر الكثير-؛ بل أصبحت بوابة للمآسي والأوجاع بدلا من ذلك.
ويصرف الكثير من الناس اليوم نظرهم عن الذهاب للمستشفيات خوفا من أن تكون زيارتهم لها تزيد من حدة المرض أو تضيف مرضا آخرا، فيلجؤون إما للطب البديل أو يتحلون بالصبر الجميل.
أخطاء طبية توصل للموت
يفارق الكثير من الأطفال حياتهم بعد دخولهم المستشفيات وتلقيهم العلاج على الرغم من أن مرضهم لم يكن خطرا يؤدي إلى الموت، والمؤسف أن هذا الموت جاء نتيجة خطأ طبي من طبيب مختص أو ممرض بدأ يمارس عمله بيدين مرتعشتين وقلة في الخبرة والعلم.
الطفل أرسلان (9 أشهر) ابن لأحد النازحين في محافظة مأرب، فقد حياته إثر خطأ طبي كان سببه تركيب فراشة في رجله، يقول صدام محمد ” أبو أرسلان” أصيب ابني بإسهال والتهاب ناتج عن نزلة برد، قمت بإسعافه إلى مستشفى الهيئة في محافظة مأرب، لكي يتعافى من مرضه، فوضع الممرضين فراشة في رجل صغيري لتزويده بالمغذيات من خلالها، لكن هذه الفراشة كانت السبب في فقدان حياة صغيري “.
وأضاف ل” يمن مونيتور “عرضت الطفل على أحد الأطباء فرأى رجله المتورمة ورفض استلام الحالة مشيرا لي بنقله إلى العناية المركزة، ونقلته إليها آملا بالشفاء لكن دون جدوى من ذلك”.
وأردف “كان طفلي كلما مضى الوقت يصيح من رجله كثيرا، ويتحول لون رجله إلى الأسود مع الورم والانتفاخ، هذا اللون يصعد نحو ساقه كل يوم بشكل أكبر”.
وتابع “بعدما أدخل للعناية رفض الأطباء أن أزوره أنا أو أمه، بقي هناك مدة تسعة أيام آخذ أخباره من الممرضين والأطباء فقط”.
وواصل “أخبرني الأطباء- حينها- بأن أوقع على ورقة كتب فيها أن يتم بتر رجل الصغير لإنقاذ حياته لأنه أصيب ب” الغرغرينة “حسب قولهم، وقعت على تلك الورقة، لكن طفلي أهمل حتى فارق الحياة”.
أمراض مزمنة
قد تكون زيارة المستشفى زيادة في المرض لا شفاء منه، وخصوصا عندما يتقدم بعض الأطباء لممارسة أعمال خارجة عن تخصصاتهم، يقع ضحيتها المريض الذي لا حول له ولا قوة.
أصالة شائف (13 عاما) تسكن في مديرية خدير محافظة تعز، قبل ثمانية أشهر أصيبت بورم في كتفها الأيسر فأخذها والدها إلى إحدى العيادات الخاصة في مفرق ماوية “منطقة الحوبان” هناك قام الطبيب “صاحب العيادة” بإزالة الورم دون إجراء أي فحوصات لازمة؛ الأمر الذي أدى إلى انتشار الورم في يد الصغيرة بشكل مقلق.
بعدما وقع الفأس في الرأس اتضح لأهل الطفلة أن الطبيب الذي أجرى العملية لها تخصصه في الأصل في العظام وليس في الأورام، فقام والدها بالسفر بها إلى مستشفى الجمهوري في صنعاء باحثا عن سبيل لإعادة الحياة لصغيرته بشكل أفضل.
يقول شائف ل “يمن مونيتور” أخبرني الأطباء في صنعاء أن الورم ينتشر ويبدو أنه ورم سرطاني، وأنه من الضروري أن أذهب إلى مركز الأورام لفحص نوعية الورم، وفعلا ذهبت إلى مركز الأورام فتفاجأت أن ابنتي تعاني من ورم سرطاني “.
وتابع” بعد مرارة الجري والتنقل بين العيادات المستشفيات والمراكز، وصل الأطباء إلى حل وهو أن أسافر بابنتي لعمل عملية في دولة الهند، تكلفة هذه العملية هي 12ألف دولار “.