الحرّ يشعل أسعار الثلج في اليمن
أنعش الحر وانقطاع الكهرباء في اليمن أسواق الثلج، فيما أدى الطلب المتزايد خلال الأيام الأولى من شهر رمضان إلى ارتفاع أسعاره لمستويات قياسية، فاقت قدرات الكثير من المستهلكين، كما قفزت أسعار العصائر الطازجة بنحو 100% في العديد من المحافظات. يمن مونيتور/عدن/العربي الجديد
أنعش الحر وانقطاع الكهرباء في اليمن أسواق الثلج، فيما أدى الطلب المتزايد خلال الأيام الأولى من شهر رمضان إلى ارتفاع أسعاره لمستويات قياسية، فاقت قدرات الكثير من المستهلكين، كما قفزت أسعار العصائر الطازجة بنحو 100% في العديد من المحافظات.
ويتصدر الثلج قائمة مشتريات الأسر اليمنية خلال رمضان، حيث تحرص الأسر على تقديم مشروبات باردة على وجبة الإفطار، فيما يستخدم غالبية اليمنيين الثلج بوصفه أحد الطقوس الضرورية لعملية تعاطي القات خلال شهور الصيف.
ويحسب سكان، أصبح الثلج السلعة الأكثر مبيعا منذ مطلع يونيو/حزيران الجاري، ويصطف المواطنون في طوابير طويلة للحصول عليه.
ويعاني سكان المدن الساحلية اليمنية من انقطاع الكهرباء وسط موجة حر شديدة، حيث لا تزال مدن الحديدة (غرب اليمن) وتعز (جنوب) بدون كهرباء منذ أكثر من عام، وتشهد العاصمة المؤقتة عدن، أزمة كهرباء منذ منتصف مايو/أيار الماضي، حيث يصل عدد ساعات الانقطاع إلى 18 ساعة يومياً.
وتتفاوت أسعار الثلج بين المدن اليمنية، لكنها تبقى مرتفعة بنحو كبير مقارنة بالأشهر الماضية. وفي مدينة تعز، قال ناشطون محليون لـ”العربي الجديد”، إن قالب الثلج كان يباع بنحو 800 ريال (3.2 دولارات) خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وارتفع إلى 2500 ريال (9.9 دولارات) منتصف مايو/أيار، قبل أن يقفز إلى 5000 ريال (19.9 دولارا) في الأسبوع الثاني من يونيو/حزيران الجاري.
كما نشر ناشطون، صوراً على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) لطوابير طويلة، أمام أحد محال بيع الثلج في منطقة كريتر بمدينة عدن.
وقال سعيد بكران، الناشط المحلي، لـ”العربي الجديد”، إن ارتفاع أسعار الثلج خيالي ويفوق قدرة الناس على الشراء.
وبحسب محمد سالم، مالك أحد محال الثلج في عدن، فإن الطلب ارتفع بسبب انقطاعات الكهرباء بشكل متزايد، مشيرا إلى أن بيع الثلج يتحول إلى تجارة رائجة خلال فصل الصيف.
وقال سالم لـ”العربي الجديد” إن محلات البيع تشتري الثلج من مصنع شركة ثلوج عدن الواقع في محافظة لحج المجاورة شمال عدن، والذي أصبح المزود الوحيد للثلج، بعد تعرض مصنع آخر للدمار بسبب الحرب، لافتا إلى أن هناك عشرات المحال التي تبيع الثلج، وأن محلات جديدة فتحت في ظل الإقبال المتزايد على الشراء.
ويبيع سالم الثلج للمواطنين ولمحلات المواد الغذائية ومحال بيع العصائر، فضلا عن عشرات الباعة المتجولين، الذين ينتشرون في شوارع المدينة وفي التقاطعات لبيع الماء المثلج، فيما أدت أزمة الثلج في المدينة إلى ارتفاع أسعار العصائر الطازجة بنسبة 100% وفق مستهلكين.
وفي الحديدة على ساحل البحر الأحمر (غرب اليمن)، شكا سكان من ارتفاع جنوني في أسعار الثلج ومعاناة في الحصول عليه منذ بداية شهر رمضان.
وقال الناشط أحمد وجيه لـ”العربي الجديد”: “أصبح الحصول على قطعة من الثلج معاناة يومية لسكان مدينة الحديدة، حيث يصطف العشرات في طوابير طويلة من منتصف النهار وسط زحام شديد، ويتطلب الحصول على الثلج ساعتين على الأقل”.
وأوضح أن قالب الثلج يباع بسعر يتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف ريال، بينما كان يباع بنحو 1500 ريال من قبل، كما ارتفعت قارورة المياه الباردة من 70 ريالاً إلى 150 ريالاً.
وتعاني المدينة الخاضعة لسيطرة الحوثيين من انقطاع تام للكهرباء منذ أكثر من عام، وتجاوزت درجات الحرارة الـ40 درجة مئوية، وفق تقارير الأرصاد الجوية.
وفي تعز (جنوب اليمن)، التي تخضع لسيطرة المقاومة الشعبية، قال ناشطون محليون، إن ارتفاع أسعار الثلج، يرجع إلى احتكار بيعه وتوزيعه من قبل تاجر واحد يتحكم في السوق والأسعار.
كما قال الناشط، أحمد الجبري: “سابقاً كانت هناك منافسة بين التجار، وكان عدة محال تبيع الثلج في السوق المركزي وسط المدينة، إضافة إلى شاحنات متوسطة تأتي من مصنع الثلج في مدينة الحديدة، وكانوا يوفرون الثلج بأسعار معقولة”، مضيفا “أحد التجار أصبح يحتكر تجارة الثلج داخل المدينة”.
ويعاني اليمنيون من ظروف معيشية صعبة في ظل الحرب الدائرة منذ أكثر من عام.
وبحسب تقرير حديث للبنك الدولي، فإن عدد الفقراء زاد من 12 مليون نسمة في أبريل/نيسان 2015 إلى أكثر من 20 مليوناً الآن، من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 24 مليون نسمة.
كما تظهر معلومات صندوق الرعاية الاجتماعية (حكومي) توقف صرف الإعانات النقدية كلياً منذ بداية 2015، ما يعني تضرر حوالى 1.5 مليون حالة من الفئات الأشد حرماناً في المجتمع، منهم 34% من المسنين، و27% من العاطلين عن العمل، وتمثل النساء اللاتي لا عائل لهن حوالى 24% من إجمالي عدد الحالات.
وتتبادل الأطراف المتصارعة في اليمن الاتهامات حول انهيار العملة المحلية، واستنزاف احتياطي النقد الأجنبي للبلاد على مدار نحو عامين.
وأدت الحرب الدائرة في العديد من المناطق اليمنية، منذ استيلاء الحوثيين على صنعاء ومناطق أخرى، إلى نتائج كارثية على الوضع الاقتصادي والمالي في البلاد.