أريد أن عيش.. صرخة لإنقاذ مرضى”الغسيل الكلوي” غربي اليمن
تحولت الصرخة التي أطلقها أحد مرضى مركز الغسيل الكلوي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، إلى ما يشبه الأيقونة التي يرفعها الجميع للمطالبة بإنقاذ مئات المرضى في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، من اهمال وتسيّب غير مسبوقين، من قبل السلطات الصحية يمن مونيتور/ الحديدة/ خاص
تحولت الصرخة التي أطلقها أحد مرضى مركز الغسيل الكلوي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، إلى ما يشبه الأيقونة التي يرفعها الجميع للمطالبة بإنقاذ مئات المرضى في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، من اهمال وتسيّب غير مسبوقين، من قبل السلطات الصحية.
وقال “أحمد سالم”، وهو صاحب فكرة حملة “أريد أن أعيش”، التي تداولها فيما بعد ناشطون لمناصرة مرضى الفشل الكلوي بالمدينة، إنها “صرخة ضد الإهمال”.
وتقع مدينة الحديدة، التي تتجاوز درجة حرارة الطقس فيها خلال فصل الصيف الـ 40 درجة مئوية، تحت قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله، وقبل أيام انقطع التيار الكهربائي عنها بشكل عام ما فاقم الوضع الصحي المنهار فيها.
وأضاف سالم، الذي زاره “يمن مونيتور”:” نحن في مركز الغسيل الكلوي بالحديدة نعاني من الفساد والتسيب الإداري وهو ما جعلنا نصل إلى مرحلة نفقد فيها كل يوم أحد المرضى دون أي رقيب”.
و قال” في أوقات الدوام الرسمي، رئيس المركز لايتواجد، منذ أكثر من شهرين لم نجد أي دكتور بداخل المركز، ينما يتواجدون في عياداتهم الخاص بانتظام”.
وتساءل سالم بحرقه ” لماذا يعاملوننا بهذا الأهمال، رغم أنهم الوحيدون، دون غيرهم، مسؤولون عن حياتنا ؟”، لافتا إلى أن الهدف من حملة أريد أن أعيش هو “فضح عملية الفساد الممنهج واقتلاع الفاسدين لكي ينعم المرضى بأداردة تعمل ليل نهار بكل نزاهه وشفافية لرعايتهم” .
و تجول “يمن مونيتور” في أروقة المركز المتهالك الذي يقصده المئات من المرضى بعد استقبال مدينة الحديدة، رغم وصول درجة الحرارة فيها إلى 40 درجة مئوية، الآف النازحين من محافظات مختلفة.
وقالت احدى المريضات وتدعى “عيوش احمد”، إن المركز بات المركز “أصبح شبيها بزنزانة يسكنها سجناء محكومين بالإعدام ينتظرون التنفيذ في أي لحظة”.
بدأت” عيوش” حديثها لـ”يمن مونيتور” بالترحم على “حجازي” وهو أحد المرضى الذين فارقوا الحياة داخل المركز قبل أيام، جراء تأخر جلسات الغسيل عنه مناشدة الحكومة الشرعية بالنظر إلى حال المواطنين والمرضى من أبناء الحديدة ومعاناتهم.
وقالت”عيوش”إن سبب موت اكثر من 6 مرضى خلال شهر واحد، هو فساد الادارة وتجبّر قسم الشرطة القريب من المركز حيث أن عشرات من خطوط كهرباء الخارجة تمتد من المولد الكهربائي الخاص بالمركز بالقوة إلى بعض الأماكن ومنها” مركز شرطة الوادعي”، لافتة إلى أن أحد فاعلي الخير، رفض ايصال مولد كهربائي كان قد أعلن تبرعه به إلاّبعد ازالة تلك الخطوط التي تسحب التيار بالقوة من مولد المركز.
أحد الممرضين في المركز، طلب عدم الكشف عن اسمه، تحاشيا لأي عقوبات قد تفرضها عليه إدارة المركز، قال لـ” يمن مونيتور”، إن طاقم المركز، من ممرضين وموظفين، يتحملون على عاتقهم المعاناة الأكبر خصوصاً بعد زيادة فترات دوام المركز وتهالك الأجهزة وتأخر صرف مستحقاتهم التي” لاتسمن ولاتغني من جوع” حد تعبيره، لافتا إلى أن أجورهم تتأخر أحيانا لأكثر من شهر .
نائب مدير المركز، صامد الدبعي، حمّل مايجري داخل المركز من معاناة للمرضى، على “الأنقطاع المتواصل لخط الكهرباء الساخن” الذي كان يغذي المركز وعجز مولد المركز من تحمل العبئ الثقيل والتشغيل المستمر على مدار الساعه .
وذكر المسؤول الصحي في حديثه لـ” يمن مونيتور”، أن المركز بات يستقبل حالات جديدة نتيجة نزوح الكثير من المرضى من محافظة تعز، وسط البلاد، التي تشهد معارك منذ اكثر من عام.
وقال” المركز يعجز عن توفير خدمة الغسيل للمرضى الأساسيون والبالغ عددهم “660” مريضا، حاليا بلغ عدد المرضى “1424”مريضا، هذا الأمر ألزمنا بفتح المركز على مدار الساعة.