بعد جمود لأشهر.. عودة الجهود الدولية لتجديد الهدنة في اليمن
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
يشهد الملف اليمني حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا متجدّدًا، في مسعى لتجديد الهدنة وإطلاق عملية سياسية شاملة تنهي الحرب، بعد أن توق الحراك الدولي بشأن لعدة أشهر لعدل عوامل، كان آخرها تطورات الوضع في فلسطين.
وخلال اليومين الجارية، عادت الجهود الأممية والأمريكية بشأن الملف اليمني إلى الطاولة، حيث أجرى المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ والمبعوث الأممي إلى البلاد هانس غروندبرغ لقاءات مكثفة في الرياض ومسقط مع المسؤولين اليمنيين، كان أبرزها اليوم الأربعاء مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي.
ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، أن رئيس المجلس رشاد العليمي ومعه أعضاء المجلس، اطلعوا خلال اللقاء، على جهود المسؤول الأممي بشأن اتصالاته الأخيرة، وجهوده لاستئناف عملية سياسية يمنية شاملة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتطرق اللقاء الى مستجدات الوضع اليمني، والمساعي السعودية، من أجل وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، واحياء مسار السلام وفقا لمرجعياته الوطنية، والاقليمية، والدولية.
وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، على أهمية التزام المجتمع الدولي بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالحالة اليمنية، وعلى وجه الخصوص القرار 2216، الذي يضمن نزع سلاح المليشيات واستعادة مؤسسات الدولة، وحقها الحصري في تنفيذ سيادة القانون، وحماية الحقوق والحريات العامة.
وشدد العليمي، على ضرورة ممارسة الأمم المتحدة، أقصى الضغوط على الحوثيين، ودفعهم للتعاطي الجاد مع الجهود الجارية لتجديد الهدنة، وتحقيق السلام المنشود الذي يستحقه جميع اليمنيين.
والثلاثاء، ذكرت وزارة الخارجية العمانية، أن “وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية بسلطنة عُمان خليفة الحارثي، استقبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، في العاصمة مسقط، وذلك في مستهل جولة خليجية يجريها الأخير سعياً لإنهاء الحرب”.
وأشارت إلى أنه جرى خلال اللقاء، “استعراض الجهود المبذولة في مساندة الأطراف اليمنية للوصول إلى حل سياسي يحقق لليمن الشقيق ولدول المنطقة الأمن والاستقرار”.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت الثلاثاء، إن المبعوث الأمريكي ليندركينغ “سيتوجه إلى الخليج هذا الأسبوع لدفع جهود السلام في البلاد”.
وأوضحت أن المبعوث الأمريكي سيعقد اجتماعات مع الشركاء اليمنيين والسعوديين والعمانيين والإماراتيين وغيرهم من الشركاء الدوليين لبحث الخطوات اللازمة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن تقودها الولايات المتحدة.
وقال بيان الخارجية الأمريكية، إن ليندركينغ سيؤكد خلال زيارته أن الفرصة سانحة لينهي اليمنيون الصراع في بلادهم والمضي قدماً نحو إحلال السلام وأن اندلاع صراع إقليمي أوسع يجازف بتقويض السلام في اليمن.
وتتكثف منذ مدة مساعٍ إقليمية ودولية لإيجاد حل سياسي شامل لأزمة اليمن، شملت جولات ومشاورات أجراها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، إلى جانب زيارات لوفدين سعودي وعُماني إلى صنعاء، وجولات خليجية للمبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ.
غير أن هذا التحرك الجديد بشأن ملف اليمن، يأتي في الوقت الذي تقول الولايات المتحدة إن إيران ووكلائها ومنهم الحوثيون يهددون بصراع إقليمي أوسع مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حربه الوحشية على قطاع غزة منذ 07 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتبنى الحوثيون عدة مرات هجمات قالوا إنها على الاحتلال الإسرائيلي، ولم تصل أي من تلك الهجمات إلى أهدافها فإما سقطت في البحر الأحمر والصحراء أو أعلن الاحتلال اعتراضها.
وأعلنت الولايات المتحدة في 19 أكتوبر اعتراض مدمرة أمريكية في البحر الأحمر هجوم بصواريخ كروز وطائرات مسيّرة يعتقد أن الحوثيين وراءها وكانت في طريقها إلى جنوب “إسرائيل”.
وحشدت الولايات المتحدة عدة سفن حربية وحاملة طائرات إلى المنطقة فيما قالت إنه لمنع توسيع الصراع.