اليوم الثالث من الهدنة في اليمن.. الحوثيون يحشدون المقاتلين مع غياب “طيران التحالف”
يحشد الحوثيون مقاتليهم إلى جبهات القِتال المختلفة وسط وشرق وشمال البلاد يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
توقف طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، منذ ظهر الخميس الماضي، في سماء البلاد بعد إعلانه عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، لكن الحوثيين استمروا في تجييش المقاتلين في مناطق سيطرتهم ودفعهم للقتال في جبهات القتال التي ظلت مشتعلة.
وقال ثلاثة مصادر مطلعة في محافظة ذمار، جنوب صنعاء، لـ”يمن مونيتور”، طلبوا من مسؤوليهم المحليين حشد المقاتلين القبليين إلى محافظة البيضاء المجاورة.
وتنتمي المصادر إلى ثلاث مديريات “عتمة”، “جبل الشرق”، “عنس”.
وأكد المصادر الثلاثة تحرك عشرات الدوريات من المديريات الثلاث للالتحاق بجبهتي “الملاجم” و”ناطع” في البيضاء، منذ الساعات الأولى لدخول الهدنة التي أعلن عنها التحالف.
وقال المصدر من مديرية “جبل الشرق” إن الحوثيين حشدوا مقاتلين باتجاه “صرواح” بمحافظة مأرب (شرق) ومحافظة الجوف (شمالاً).
وفي محافظتي صنعاء وأمان العاصمة قالت المصادر إن الحوثيين يدفعون بتعزيزات باتجاه “البيضاء” و”مأرب” و”الجوف” منذ مساء الخميس.
وقال أحد المسؤولين المجتمعيين (عاقل حارة) في أحد أحياء صنعاء إن مسؤولاً حوثياً اجتمع ب”عقال الحارات” وطلب الدفع بمقاتلين جدد في صفوف الجماعة للقتال.
ولفت المسؤول إلى أن الحوثيين قالوا إنهم يريدون جنوداً سابقين أو أشخاصاً يجيدون استخدام الأسلحة “فلا وقت لتدريبهم”.
وعادة ما يقوم الحوثيون بتدريب المنضمين الجُدد “عدة أيام” -بما في ذلك الأطفال- قبل إلحاقهم بجبهات القِتال.
ورفض الحوثيون الاستجابة لوقف إطلاق النار الذي أعلنه التحالف، ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مسؤول حوثي يوم الجمعة اعتباره إعلان وقف إطلاق النار “مناورة سياسية وإعلامية”.
وقالت مصادر تابعة للحكومة اليمنية إن الحوثيين شنوا هجمات متعددة في جبهات “البيضاء” و”الجوف”. كما أكدوا وصول تعزيزات عسكرية إلى معسكر “السوادية” في البيضاء.
وفي وقت سابق السبت أعلن الجيش اليمني، مقتل 38 مسلحا من جماعة الحوثي، خلال معارك بين الطرفين في محافظة صعدة معقل الحوثيين شمالي البلاد.
ويوم الأربعاء أعلن التحالف الذي تقوده السعودية وقفاً لإطلاق النار أحادي الجانب لمدة أسبوعين في جميع أنحاء اليمن دعمًا لمبادرة المبعوث الأممي الخاص، وهي خطوة لقيت ترحيبًا من الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص.
وتأتي المبادرة وفقاً لـ”التحالف والحكومة اليمنية” إلى التفرغ لمواجهة وباء كورونا. وتم تسجيل أولى الحالات يوم الجمعة في محافظة حضرموت شرقي البلاد.
ودخلت اليمن في حالة حرب منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء. وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب وتشير تقديرات غربية إلى سقوط أكثر من 100 ألف يمني خلال السنوات الخمس. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.