اليمنيون ينقلون ثقافتهم وحضارتهم إلى المعارض الدولية في ماليزيا
تجتذب الجميع وتصعد المنصات وتهليل واسع للحضارة الأم في الوطن العربي يمن مونيتور/ كولالمبور من بلال الصعفاني
تمثل الأجنحة اليمنية في المعارض الدولية في ماليزيا قناة حضارية فريدة بشموليتها لمظاهر فلكلورية وثقافية، تنقل جمال الحضارة اليمنية الغنية بالموروث الشعبي الفريد، والتاريخ العظيم لمختلف المناطق اليمنية، لكنها تحمل بصمة الأمة اليمنية الواحدة وحضاراتها وتاريخها.
بينما تجسد المجسمات لأبرز المعالم الأثرية في اليمن التي تتربع المكان مشهداً بصرياً يجذب الأنظار لجماليته.
تشهد المعارض اليمنية زخما منقطع النظير، يتوافد عليها شخصيات رفيعة المستوى في الحكومة الماليزية، والسلك الدبلوماسي لبعض الدول المشاركة، إضافة إلى سفارة الجمهورية اليمنية، والملحقية الثقافية اليمنية، والطلاب الأجانب من أكثر من 130 جنسية مختلفة.
لقد أصبح اليمن اسم يفرض نفسه عند الحديث عن مرجعية الإنسانية العربية لأرقى أنواع الثقافة والتراث الشعبي المرتكزة على قاعدة راسخة من الإرث المعماري والفلكلور الفني الشعبي المتميز، والضارب بجذوره في أعماق التاريخ، حيث مثل أرضية انطلقت به ومن خلاله الكثير من الحضارات والثقافات والتيارات الغنائية المتعددة على مستوى شبه الجزيرة العربية، ودول شرق آسيا.
في كل عام تشارك فروع اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا بالعديد من المعارض والمهرجانات الثقافية الدولية في اعرق الجامعات الماليزية ضمن أكثر من 120 جنسية ودولة مشاركة.
بينما تشارك الرقصات الشعبية اليمنية في مسابقة الرقصات الشعبية الدولية، وعروض الأزياء الشعبية في البرامج الافتتاحية للمهرجانات.
تنافس اليمن هذا العام بأكثر من عشرة معارض ثقافية في المهرجانات الثقافية الدولية للطلاب ، أهم المعارض لهذا العام هي معرض اتحاد الطلبة في جامعة ملايا احد أعرق الجامعات الماليزية ، ومعرض كلية القيادة والاركان الماليزية ، ومعرض النادي اليمني في الجامعة الإسلامية العالمية ، ومعرض اتحاد الطلبة في جامعة التُون حسين ، إضافة إلى فعاليات اتحاد الطلبة في الجامعة التقنية في مدينة ملاكا ، والليلة الثقافية اليمنية في جامعة المحيط الآسيوي .
ولنوعية الأجنحة اليمنية، تتجسد المجسمات للمعالم التاريخية اليمنية الممتدة من عرش بلقيس شرقا إلى دار الحجر وباب اليمن شمالا، وشجرة دم الأخوين جنوبا .
ومع تتابع المهرجانات الثقافية وتواليها، يجدد الطلاب اليمنيين صناعة هذه المجسمات التي تستغرق لأكثر من شهرين، والكثير من الإنفاق والتخطيط، رغم شحة الإمكانات المتاحة، وتوقف منحهم ورسومهم الدراسية وتأخرها لما يزيد عن نصف عام.
ومن خلال هذه المشاركة الفاعلة يصر اليمني على البقاء ومكابدة آلامه المعيشية وغربته وشتاته حيث تضم المعارض مجموعة من الإكسسوارات، والأحجار الكريمة وشبه الكريمة والفضة العتيقة واللؤلؤ، إضافة إلى العسل والبن واللبان والمأكولات اليمنية، ولوحات وبروشورات إرشادية وتاريخية بلغات مختلفة عكف على ترجمتها طلاب هذه الجامعات.
تفوز المعارض اليمنية بالمراكز الأولى من بين عشرات الدول، ويحتفل الطلاب في هذا الأسبوع بفوز معرض النادي اليمني في الجامعة الإسلامية العالمية كأفضل معرض مشارك، إضافة إلى تسلم القائمين على معرض كلية القيادة والأركان درع التميز مقدم من وزارة الدفاع الماليزية.
ما يعيب المعارض اليمنية أنها تعتمد بشكل كلي على الحالة المادية للطلاب اليمنيين المنظمين لها، والانقطاع المتكرر لمستحقاتهم الشهرية يمثل أكبر خطر على بقاء وجودة هذه المعارض، حيث تكتفي بعض المعارض بعرض أدوات الطلاب خاصتهم، وتختفي العقود المزدانة بألوان زاهية وجذابة، والتي يباهي بها اليمنيين كعنصر معماري متميز ينفرد به الطراز المعماري اليمني القديم والحديث .
وربما يكتفي هؤلاء الطلاب بالاعتصامات والمبيت في العراء منتظرين حكمة وحنكة حميرية تنتشلهم من المشاكل ومذلة الابتعاث.