الكراهية أكثر الغرائز تأثيرًا في النفس البشرية واستثارة للنزعة العدوانية الانتقامية، تعطل كوابح الفرد الأخلاقية فينتابه شعور عميق مدمر يعبر عن عدائية وغضب وحقد، ليوظف كقوة تدميرية في الحرب، للحشد والتعبئة لجبهات الباطل، حيث تعيق أي توافق وبادرة سلام.
فطن ثعالب سعار الحرب الطائفية والمناطقية، قدرة الكراهية في شق صف الامة، لتغزوها من خلال العقول المتعصبة، مهما كان علمها وثقافتها، سمٌ يسري من خلال عصبيتها، ينتشر كالسرطان القاتل، مما جعل هستيرية الهذيان كراهية، كراهية الايدلوجيا والعقائد والطوائف والمناطق، كراهية الاعراق والالوان والتنوع الفكري والثقافي، كراهية الحب والتسامح، انها مصيدة الشيطان الرجيم، أعدها بحنكة ودهاء وخبث، لتكن العصا التي تشق الصف، ليبقى الكره سيد الموقف، ليعكر صفو التعايش والتوافق على وطن يستوعبنا.
الكراهية أكثر الغرائز تأثيرًا في النفس البشرية واستثارة للنزعة العدوانية الانتقامية، تعطل كوابح الفرد الأخلاقية فينتابه شعور عميق مدمر يعبر عن عدائية وغضب وحقد، ليوظف كقوة تدميرية في الحرب، للحشد والتعبئة لجبهات الباطل، حيث تعيق أي توافق وبادرة سلام.
الكراهية ثقافة نتاج فترة صراع سلبي، في مجتمع متعصب تقليدي متخلف، تعبر عن روح وهستيرية تطلعات القوى التقليدية المستبدة والعنيفة فيه قوى الفساد والجهل والعصبية، لتهيئ المشهد لمشروعها الأناني.
ام المشروع الوطني، هو ترسيخ للإنسانية المعبرة عن روح وتطلعات الجماهير وهمومها، ثقافة الحب والتسامح والاخاء، ثقافة ملتزمة بهموم الوطن والأمة، مبدعة ومتفاعلة مع الثقافات الأخرى في عملية تغيير الواقع المتخلف ووالارث الغائر في أعماق التاريخ الذي يستدعيه الكارهون اليوم.
طريق الحق ومشروع تطلعات الجماهير، طريق خالي من الكراهية، ويبرز هنا دور المثقف العضوي الفاعل المتفاعل في هذه المرحلة التاريخية والاستثنائية التي يمر بها شعبنا الصابر في الشمال والجنوب معا، المؤمن بالثقافة الإنسانية التي تتجاوز ما هو كائن لما يجب أن يكون، ثقافة المستقبل في أن تكون إنسانية بقيم وهوية ومبادئ، ونبذ ثقافة الكراهية بكل اشكالها وقواها.
هذا هو الطريق الذي خطه ناشطون ومثقفون وصحفيون مهتمون بدعم اممي في احدى فنادق صنعاء، على نبذهم للكراهية كقوة مدمرة للمجتمع والامة، فلنخطو خطاهم حيثما نتواجد في المناطق المحررة او غيرها، لنبحث علميًا وموضوعيًا معالجة الكراهية وتطهير الواقع من خبائثها، لنحد من تداعيات الحرب وسعارها المحموم، لنقطع اواصل العنف وقواه العفنة التي تلهث كراهية وقتل ودمار.
وهذا ما زعج قوى العنف وتجار الحرب، وداهمت اللقاء واعتقال الناشطين في صراع حقيقي بين مشروع وطني سلاحه الحب والتسامح لتغيير الواقع نحو الأفضل بدولة مدنية منشودة ضامنة للحريات والعدالة مهما كان شكلها يلبي قناعات الجميع تقوده القوى الوطنية في الجنوب والشمال معا، ومشروع متخلف عصبوي طائفي، سلاحه الكراهية، يهدف لإفساد الواقع وتأصيل القيم السلبية في البناء العقلي للأفراد لتغيير الصورة الحقيقة للنضال الوطني حول مشروع الدولة، لمشروع طائفي مناطقي يرتكز على الصراع عن الثروة والأرض.
فترسخت قيم سلبية، يحتاج لوقت طويل لفكاكها من عقول وأفكار الشباب، قيم التطرف والعصبية، والصراع الداخلي حول الهوية، مما برزت العنصرية كسلوك معيق للتسامح والحب والاخاء، مسار خاطئ لسياسة خاطئة.
سياسة خاطئة لا تُثمر أشياء صالحة بل ترسخ الأنانية والمشاريع الصغيرة وتقضي على أي مشروعا وطني جامع، شباب أنجر لفكرة تحرير الأرض والثروة من متنفذ شمالي ليتقبل متنفذ جنوبي كأحق، ومن ظلم شمالي ليخنع امام ظلم جنوبي، وهكذا تاه مشروع الدولة في هذه المتاهة بين صراع القيم والمبادئ والهوية والمصالح الأنانية الضيقة المناطقية والطائفية وعندما تسقط القيم وتتوه الهوية في هواية البعض الخاصة والضيقة، ليكن الوطن ومشروعه الوطني الدولة الحلم المنشود هو الضحية.
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.