كتابات خاصة

لا إنجاز لكم سوى المأساة !

إفتخار عبده

ما نوع الثقافة التي لقنتموها عن بقية البشرية حتى أتاكم هذاالحب العظيم لإثارة النعرات والمكائد.

 عندما ثار الحوثيون ضد الشرعية، كانت هناك مجموعة من الناس من تشير إليهم ببنان التأييد لخروجهم لسبب أو لآخر.
 قد يكون من حقهم أن يؤيدوهم وقتذاك فقد تقدموا بشعارت تحمل معانٍ إن طبقت قولاً وعملا، والآن أين ذهب أولئك الذين قالوا في ذواتهم عن الحوثيين وقتذاك لإن خرجوا لنخرجن معهم ولإن قاتلوا لننصرنهم.
أين ذهب أولئك الذين كانوا يرفعون الشعارات بأن تسقط الجرعة، ويقولون (لا) لمن يسرقون أموال الشعب، هل كنتم تعون معنى حديثكم ذاك؟ أم أنكم أردتم أن تحتلوا المكانة كي تنهبوا أموال الشعب وأبناءه وتسفكون دماءه دون رادع لكم، في أي بيئة عشتم؟ حتى أتيتم لنا متعطشين لسفك الدماء ونهب الأرواح.
ما نوع الثقافة التي لقنتموها عن بقية البشرية حتى أتاكم هذاالحب العظيم لإثارة النعرات والمكائد.
لم تخرجوا بجديد أيها “الثوار” سوى المأساة؛ فمآسينا الناتجة عن “ثورتكم” التي تزعمون عنها بأنها كذلك كثيرة لاحصر لها، بل إنها على عهد مع التزايد والارتفاع، لقد أتتنا الجرع مجتمعة ومتفرقة إنها تنزل علينا كالسيل.. تذهب بنا إلى الهاوية، لقد ذهب أهلنا إلى الموت جمعاً وفرادى وأصبجنا نخشى على من يذهبون للصلاة؛ لأنكم لم تحترموا حتى مساجد الله في أرضه.
 البطالة التي كانت تكافح حتى كادت أن تخفى، هي اليوم مفردة أجنحتها على أغلبية أبناء الشعب، هل كان وأنت ترون ذلك أمام أعينكم.
هل كان توسيع رقعة البطالة في الشعب اليمني أحد أهداف ثورتكم تلك وإلا لماذا تسعون جاهدين لتوسيعها ونمائها لكأنها ابنتكم الصغيرة المدلله التى تخافون كثيراً عليها إذا ما قل وزنها.
هل كان الحد من ظاهرة الغناء هدف لتلك الثورة؛ فعملتهم جاهدين على إزالة هذا البلاء بنهب أموال من يمتلكون الأموال، وبطرق جميلة عملتم على الحد منها كي تستريحوا قليلاً من ضحكات الأطفال وتنعموا وأصوات الفرح وتنعمون بصوت البكاء والعويل وتجدون من يشكو لكم ضعف الحال والفاقة حتى تترفعون عليهم وتطول أنوفكم أكثر مما هي عليه الآن؟
 هل قد استرحتم الآن بعدما أوصلتمونا إلى هذه الحال؟ أم أن جشعكم يقول هل من مزيد؟
أردتم الأموال فنهبتموها تحت مسمى الضرائب لم تدعوا فرداً _ إن جاز التعبير _ إلا وأخذتم منه الضرائب أضعافاً مضاعفة.. حتى البعض من المتسولين في الشوارع لم يسلم منكم ومن تهافتكم عليهم كل حين بوجوه جديدة ، من أين تأتونا بتلك الوجوه التي تتردد بين الفينة والأخرى وكل يطلب مبلغاً وقدره. حتى إذا ما قيل لكم إن الضرائب قد سُلمت للشخص المسمى كذا تنكرون معرفته هل يعقل أنكم لاتعرفون بعضكم؟ أم أن المعرفة بتلك اللحظات تكون قاصرة تماماً أن تفيكم بالغرض، أو أنتم لاتعرفون إلا الأخذ فعلى ذلك قد تربيتم وعليه قد لقنتم المحاضرة بعد الأخرى..
أخبرونا بربكم ما نوع الثورة التي ثرتموها، تحت أي مسمى يكمن تصنيف خروجكم ذاك، حتى يمكننا أن نقول عنكم إن أردتم أن تجربوا حظكم وأخطأتم الطريق بسذاجتكم تلك، وأن عليكم أن تعودوا إلى رشدكم قبل أن تنتهوا، أولاتعلمون كم يقل عددكم في اليوم الواحد؟ هل تحصرون عدد القتلى الذين يسقطون في الجبهات أم أنه لا يهمكم هذا.
بماذا نسميكم ما التسمية التي ستنتصف لنا منكم؟!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى