الدوري السعودي تقريبًا من أقوى الدوريات العربية، هذه حقيقة من قبل أن يأتي تركي آل الشيخ، لكن هناك من يفهم التطوير بطريقة خاطئة، يفهمها بضخ الأموال بترف، لا بالإدارة الفاحصة التي تفهم متطلبات المستطيل الأخضر وبناء الفرق للحاضر وللمستقبل.
أحداث كرة القدم لافتة وساحرة، وكنت أتمنى أن نجد السحر ذاته في كرة الطائرة، ليس ذلك من أجل رفع المعنويات لمرتادي الصالات، ولكن لشيء ما في رأسي.
الدوري السعودي تقريبًا من أقوى الدوريات العربية، هذه حقيقة من قبل أن يأتي تركي آل الشيخ، لكن هناك من يفهم التطوير بطريقة خاطئة، يفهمها بضخ الأموال بترف، لا بالإدارة الفاحصة التي تفهم متطلبات المستطيل الأخضر وبناء الفرق للحاضر وللمستقبل.
كل إنسان حر بماله، يصرفه كيفما شاء، غير أن الرياضة ليست كالسياسة، وليست كالحرب، يصعب استدعاء قيادات وتوطينهم في المباني المرتفعة، يصعب شراء جماهير يهتفون لك، كما يصعب التفاوض مع الفريق الخصم لمعرفة نقاط ضعفه وإمكانية إغرائه بالشاي مع الياسمين لتهزمه.
أموال طائلة تم صرفها للاعبين تم إرسالهم للخارج، كانوا سيخوضون تجربة في أوروبا ليستفيد منها المنتخب في كأس العالم، غير أن تلك الأموال ذهبت مقابل أن يجلس اللاعبين في دكة البدلاء.
بدأ المال المسيس للرياضة يمتد إلى خارج الخليج، رعاية المواهب عمل أكثر من رائع، لكن السيء هو أن تفكر بالسيطرة على الكرة العربية بطرق لا تمت للرياضة بصلة، ولا بالإدارة والتطوير، تفعل ذلك وبأسلوب مستفز.
لتقيلوا سامي الجابر، وتبيعوا السوري عمر الخربين، ولأستغل أنا هذه البورة الطاحنة للاستمتاع بالتحليلات القاتية، ولأعود في نهاية المطاف إلى بلدي، لأكتشف أنه لم تعد هناك رياضة ولا أندية ولا دوري ولا محترفين من اثيوبيا والكونغو.
نحن الجماهير المتعبة من يحموم البارود، المقعدون على أشواك البطالة والذين لم يعرفوا أي نشاط رياضي من بداية الحرب، لكنهم يقومون بفقرات الإحماء جريًا عندما تندلع الاشتباكات.
أتمنى الآن أي نشاط لكرة الطائرة، لكن أحداث كرة القدم هي المسيطرة على كل شيء.
في ربع نهائي دوري أبطال آسيا، هذا الأسبوع: ناديان من قطر، وناديان من إيران.. هذه الأندية هي التي وصلت إلى هذا الدور، مع إنه لا يمكن النظر إلى سياسة الدول من بين جمهور كرة القدم، إلا أن وصول الأربعة الأندية من هاتين الدولتين لا يخلو ولو بمجرد خطرة عابرة من لمز سياسي إلى حد ما..
لا أندية من الإمارات أو السعودية، أخرجتهما الأندية القطرية، هنا تقفز الكرة من الملعب إلى الواقع السياسي تحت تأثيرات الخصومة الخليجية الخليجية، ومع وجود الأندية الإيرانية تقفز إلى الواقع ذاته تحت تأثير الخصومة التاريخية بين العرب وفارس بشكل عام، والخليجية الإيرانية بشكل خاص..
من الصعب الحكم على نجاح السعودية والإمارات دبلوماسيًا، كما أنه ليس من المستحيل اعتبار الدولتين قد أخفقتا في ذلك، وذلك إذا ما اعتبرنا وصول أندية كرة القدم إلى نهائي أبطال آسيا اختزالًا للتقارب الإيراني القطري الأخير.
دعونا من كل ذلك..
أحداث كرة القدم كثيرة ولافتة، وكنت أتمنى أي نشاط لكرة الطائرة، لا لشيء، إلا لأسأل عن مصير الطائرة اليمنية: أين باتت!؟ جوعانة أو شبعانة، بردانة أو دفيانة؟!
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن سياسة (يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشرها دون الإشارة إلى مصدرها الأصلي.