أمر سيء ما يحدث، نعم؛ غير أن الأسوأ هو الصمت المريب للمسؤولين في الشرعية، وعدم توضيح أسباب التدهور المريع.
يواصل الريال اليمني الهبوط، ما الذي يمكن أن نفعله لتفادي ارتطامه بالقاع أو انغماسه في وحل الانهيار؟
أمر سيء ما يحدث، نعم؛ غير أن الأسوأ هو الصمت المريب للمسؤولين في الشرعية، وعدم توضيح أسباب التدهور المريع.
الأسعار تغلي، حدث ذلك في الأردن قبل أشهر، وقامت دول الخليج بإيداع مليارات الدولارات لتهدئة الوضع الاقتصادي هناك. تلك روابط الأخوة، رغم جهلنا بمعنى الوديعة التي تشبه الصدقة مع وقف التنفيذ، وربما بتقريب أدق كمن يخبئ مالاً عند محتاج.
السعودية تخوض حربًا معنا، ونحن مع السعودية، من حيث المبدأ، تخوض حربًا ضد المليشيا، وبما أن حكومتنا في الرياض فنأمل منها التحرك لتمتد روابط الأخوة من البنك المركزي السعودي إلى البنك المركزي اليمني.
“الله لا يساعد الذين لا يساعدون أنفسهم”، والشرعية مخولة بمساعدة نفسها لمساعدة اليمنين لاستقرار الريال، لكن ما نجده أن المسؤولين يساعدون أبنائهم فقط، يبحثون لهم عن أزقة للتوظيف، وذلك بالمناسبة أمر جيد في طريق القضاء على البطالة، لكنه لا يحسن الوضع الاقتصادي للناس.
منذ بداية الحرب يتعرض الريال لهزات، ليتفاقم الوضع المأساوي لأنصاره، ليس أنصار ريال مدريد وإنما أنصار الريال اليمني وأنصاره كل الشعب، ليستفيد أنصار الريال السعودي من الصرف، يستلمون هناك ويصرفون هنا، وفي كل مرة لا يخرج أحد ليذكر السبب ويدلنا على الحلول، الحكومة نفسها ربما لم تتجه لمخاطبة التحالف لمناقشة الوضع الاقتصادي وسبل الخروج من الأزمات المتتالية.
كل ما نجده من تشخيص محض تكهنات لكتبة يحاولون الحصول على لقب “محلل اقتصادي”، مرة قالوا بسبب الصرافين، وثانية بسبب طبع عملة جديدة بلا تأمين، وثالثة بسبب ادخار الحاج بجاش لألف وثلاثمائة يمني، الأخير لم يذكره أحد بالطبع.
إبان أزمة الليرة التركية، كان بعض اليمنيين متابع لوضع إسطنبول أكثر من متابعته لوضع الريال اليمني الآن، لقد انقسم الجمهور بين خائف من تأثير أزمة الليرة على أردوغان، وبين مبتهج بما سيحل بالرجل، والمضحك المبكي أننا سنجد الفريقين يقترضان المئات لتسديد باقة النت لمتابعة وضع الليرة.
في أزمة تركيا، يظهر الرئيس ليخاطب الجمهور، ويغرد المسؤولون بالحلول، يطلبون من الشعب الإقبال على الليرة وتقديم الدولارات المدخرة للبنوك.
في حالتنا لم يخرج أحد، مع تخوفنا من خروج المسؤولين ليقلدوا المسؤولين الأتراك، ويطلبون من الشعب تقديم الدولارات المدخرة للبنوك. نحن شعب على الحديدة، والمفلح في ظل هذا الوضع من يدخر أوراقًا من العملة الجديدة فرحًا بشكلها الخداع.
قبل العيد ذهب أحد الرعاة لبيع الكباش، تعرض بسبب العملة الجديدة لعملية احتيال من العيار الثقيل، جاء أحدهم ليشتري الكباش جملة واحدة، واتفقا على السعر، الشاري دفع لصاحبنا أربع ورق من العملة الجديدة على أنها عملة سعودية، وزاد فوقها ألفين من العملة القديمة، وهكذا عاد صاحبنا فرحًا كيف خدع الزبون الدسم ولم يعرف بأنه المخدوع.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.