كتابات خاصة

النزوح صوت الحرب

فكرية شحرة

لا شيء أقبح من الحرب سوى النزوح والتشرد..

لا شيء أقبح من الحرب سوى النزوح والتشرد..

النزوح حرب تطحنك من الداخل فيصبح قصف الخارج في مقام الحل من هموم تتفاقم منذ خروجك من دارك هرباً من الموت إلى موت آخر..
في مدينة إب التي تنعم بالاحتلال والخضوع نشاهد مواكب النازحين بفزع..
أولئك الذين يتوافدون جماعات وفرادى تحملهم السيارات وشاحنات نقل البضائع.
يأتون بأسمالهم فقط؛ يتركون خلفهم كل شيء لتنجوا حيواتهم من الموت فيتلقفها التشرد.
لعل هذه المشاهد المؤلمة للأسر التي تفترش أرضيات المدارس ومخيمات النزوح سبباً لمزيد من الاستكانة والقبول بالأمر الواقع.
إنه الخوف من ذات المصير لمدن تشتعل فيها الحرب بأرواح قاطنيها.
في البداية اكتظت إب بنازحي تعز وصنعاء والآن تتقاسم صنعاء وإب أفواج النازحين من الحديدة.
يا لهذا التيه المؤلم الذي كتب على الإنسان اليمني داخل وطنه.
ويا للغربة الأقسى على أرصفة وطن تتنقل فيه الحرب بين المدن بشراهة الموت لالتهام أكبر قدر من الضحايا.
مشاكل النزوح ومضاعفاتها أقسى نواتج الحروب سواء للنازحين أو أهالي المكان الذي نزح إليه سكان الأماكن المتضررة.
وفي حالنا كيمنيين ينطبق علينا المثل القائل (بطري نطل فوق مخلوس)
من ضيق حال إلى ضيق أشد.
تضل آثار النزوح قائمة على المدى البعيد؛ تظهر جلياً في الحالة النفسية لدى الأطفال والأهل بما فيها من انكسار وقلق من المجهول.
ورغم فضاعتها لم يجد لها المجتمع الدولي حلا في كل حروب الشعوب.
مشاكل لا تقتصر على الفقر والجوع والحاجة أو تفشي الأمراض والأوبئة؛ بل تتعدى إلى مشاكل أخلاقية كاحتكار البضائع والجشع في رفع أسعار المساكن واستغلال حاجة الناس.
ما زلنا بعيدون عن ذلك المجتمع المثال الذي يحتم عليك أن يكون النازحون ضيوفا نقابلهم بما يجود به الحال.
وتبقى الصور المشرقة للتعامل مع النازحين تفرض نفسها كشموس جليه وسط عتمة هذا الوضع المأساوي.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى