(حصري).. سلاح الحوثيين البحري.. مفاجئات جديدة وأهداف أكبر
أظهر الحوثيون تنامي قوتهم البحرية منذ نهاية العام الماضي، عندما استهدفوا بارجة أمريكية وسفينة إماراتية بصواريخ موجهة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
أظهر الحوثيون تنامي قوتهم البحرية منذ نهاية العام الماضي، عندما استهدفوا بارجة أمريكية وسفينة إماراتية بصواريخ موجهة، أبدت حكومات غربية وإقليميها قلقها، لكن مع بداية العام الحالي أظهر الحوثيون قوة متطورة أكبر، مع زيادة قيمة الأهداف كل مرة.
تملك الحكومة اليمنية أسلحة بحرية تقليدية ومتهالكة، إذ كان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مهتماً بالقوات البرية التي حشدها على تخوم المُدن الرئيسية للمحافظات خوفاً من انقلاب ضد نظام حكمه، كما يقول عسكريون خدموا أثناء قيادته للبلاد التي استمرت 33 عاماً.
الأسلحة التقليدية التي كانت تملكها اليمن بحرياً جمعيها صناعة روسية وتتكون من أربعة زوارق صاروخية، و16 زورقاً عادياً، وست كاسحات ألغام، وستة زوارق برمائية، كما أن قواعدها العسكرية البحرية كانت منتشرة معظمها في المحافظات الجنوبية عدا قاعدة واحدة موجودة في الحديدة غربي البلاد. والقواعد الأخرى موجودة في “سقطرى” و”المكلا” و”التواهي-بعدن” ولواء بحري موجود في منطقة “بئر علي” في شبوة.
صواريخ موجهة
في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي أطلق الحوثيون صاروخاً موجهاً على السفينة المدنية «سويفت» التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية، قرب باب المندب، لم يعرف نوعية الصاروخ المستهدف في حينه.
ورغم التكتم الواضح لوسائل إعلام الحوثيين عن نوعية الصاروخ الذي أطلق على السفينة الإماراتية إلا أن شبكة “يمن مونيتور” في ذلك الوقت تابعت تقريراً لوكالة فارس الإيرانية زعم أن الصاروخ يدعى (C802) المصنوع في الصين. وقالت الوكالة إن مواصفاته: “نوعه ارض بحر ويصل مداه إلى مئة وعشرين كلم وبوزن سبعمئة وخمسين كلغ وبراس حربي متفجر يزن مئة وخمسين كيلوغراما. وقد طورته القوة الصاورخية (للحوثيين) ليستخدم عبر منصات متنقلة بعدما كان يطلق من بوارج حربية”.
وتتبع “يمن مونيتور” فيديو إطلاق الصاروخ باستخدام الرادار من على منصة في ساحل البحر الأحمر، وتبين أن هذا الصاروخ هو نفسه صاروخ (نور) الإيراني الذي يشبه فعلا (C802) الصيني، ودخل الخدمة في القوات المسلحة الإيرانية في عام 1991. وفي مواصفاته: “يبلغ مدى هذا الصاروخ 120 كم، وطوله 6.38 م حيث ان 1.24م يتعلق بطول المحرك الابتدائي للصاروخ، فيما يبلغ وزنه 715كلغم، منها 150كلغم يتعلق بوزن الرأس الحربي الخارق شبه المدرع ويمكنه التحليق بسرعة تقدر بنحو 0.9 ماخ”. ولا فرق بينه وبين الصاروخ الصيني سوى بنقص طفيف في حجم المادة المتفجرة، حيث تقدر بـ”165″ كغم في الصاروخ الصيني. ويطلق صاروخ نور من على منصات متنقلة ويتم توجيه هذا الصاروخ بطريقتين “تلفزيزنية” و”رادارية”.
أكدت واشنطن أن الصاروخ صناعة إيرانية، ونفت طهران أي علاقة لها بهذه الصواريخ مع بداية أكتوبر/تشرين الأول، ونتيجة لذلك بعثت واشنطن الصواريخ الموجهة يو اس اس نيتشة (دي دي جي 94)، يو اس اس ميسون (دي دي جي 87) تحركت إلى باب المندب لدرء خطر الصواريخ الإيرانية الموجهة. لكن الحوثيين استهدفوا “ميسون” ثلاث مرات في نفس الشهر بنفس نوعية “الصاروخ” ورغم نفيهم استهداف المدمرة الأمريكيَّة إلا أن “ميسون” قصفت رادارات الحوثيين المنتشرة على الساحل في أول تصعيد عسكري ضد الجماعة المسلحة، لكن الأمور بقت هادئة حتى نهاية العام.
استهداف الفرقاطة السعودية
في 29يناير/ كانون الثاني الماضي هاجم الحوثيون فرقاطة “المدينة” السعودية الموجودة في البحر الأحمر بثلاثة زوارق قِيل في البداية أنها قوارب انتحارية على متنها حوثيون لكن الحقيقة أن هذه القوارب “بدون ربّان” وتم ملئها بالمتفجرات لتصطدم بالفرقاطة السعودية وقُتل اثنين من جنودها وجرح ثلاثة أخرين حين اصطدم قارب بمؤخرة السفينة فيما تم التصدي للقاربين الآخرين.
أبدت دول غربية عديدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكيَّة خشيتها من سلاح الحوثيين الجديد، وأشار نائب الأدميرال، “كيفن دونيجان”، قائد الأسطول الأمريكي الخامس ومقره البحرين وقائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، أن تقييمه هو أن ما استخدم في مهاجمة الفرقاطة كان قاربًا من دون قائد”.
وقال دونيجان “لأول مرة يستخدم الحوثيون هذا السلاح، وهذا ليس بالأمر السهل لتطويره. كانت هناك العديد من المجموعات الإرهابية التي حاولت تطوير تلك التقنية، لكنها فشلت. كما أنه ليس اختراعاً حوثياً. هناك بوضوح دعم قادم من الآخرين، وهذه هي المشكلة”. معتقداً أن إيران وراء ذلك القارب.
ويقول معهد واشنطن في تحليل تلك العملية إنه من الضرورة أن يؤدي دعم إيران للمتمردين الحوثيين إلى إثارة مقارنات بين الوضع في باب المندب والممر الأكثر أهمية في مضيق هرمز في الخليج، الذي يتدفق من خلاله جزء كبير من إمدادات النفط في العالم. وتقوم القوارب السريعة الصغيرة التي نشرها «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني بمضايقة سفن البحرية الأمريكية وغيرها بانتظام، وهي السفن التي تعبر ذلك الممر المائي الضيق، باستخدامها أساليب مماثلة لتلك التي ظهرت في الفيلم عن الهجوم على البارجة السعودية.
الألغام البحرية
في 9 شباط/ فبراير، أصدر “المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية” رسائل إلى السفن التجارية محذراً إياها من مخاطر الألغام في مضيق باب المندب جاء فيه: “لدى الحكومة الأمريكية ما يدعو للاعتقاد أنه في أواخر كانون الثاني/يناير، زرع المتمردون الحوثيون ألغاماً في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر قرب مدخل ميناء المخا”. وجاءت رسائل التحذير في أعقاب وقوع عدد من الحوادث المقلقة الأخرى في الممر المائي الاستراتيجي وسقطت قوارب للصيادين في أفخاخ الحوثيين إلى جانب قوات بحرية تابعة للحكومة اليمنية.
ويعيد نشر الألغام بتلك الكيفية المُهلكة إلى مضيق هرمز وطريقة زراعة الحرس الثوري للألغام أثناء “حرب الناقلات” أو خلال التوترات المستمرة على المضيق الحيوي.
وتقوم فرق هندسية تابعة للتحالف واليمن بانتزاع وتفكيك عدد من حقول الألغام البحرية مختلفة الأحجام ومتعددة المهام، ويقول عسكريون في القوات البحرية الحكومية إنهم لم يروا مثل هذه الألغام طوال فترة خدمتهم في القوات البحرية ولم توجد ضمن الأسلحة، فبالتأكيد أن مصدرها إيران.
وتعيق هذه الألغام تقدم القوات الحكومية والتحالف العربي باتجاه ميناء الحديدة الاستراتيجي الذي يعتبره التحالف مُنطلقاً للتهديدات البحرية.
استهداف محطة بترولية في جازان
تجاوزت أهداف الحوثيين استهداف السُفن والبوارج الحربية في المياه اليمنية أو الدَّوْلِيَّة لتستهدف الأراضي السعودية، حيث أعلنت الداخلية السعودية، اليوم الأربعاء، عن إن قواتها أحبطت، أمس الثلاثاء، هجوماً باستخدام قارب مفخخ (دون ربان) استهدف رصيف ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو السعودية بجازان.
وصرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية، حسب وكالة الأنباء السعودية: “تمكن حرس الحدود بمركز العاشق بقطاع الموسم بمنطقة جازان، بتوفيق الله، من إحباط محاولة إرهابية لتفجير رصيف ومحطة توزيع المنتجات البترولية التابعة لشركة أرامكو السعودية بجازان باستخدام زورق مفخخ، حيث تم رصد الزورق عند انطلاقه من إحدى الجزر الصغيرة بالمياه اليمنية، وتزايد سرعته عند دخوله إلى المياه السعودية إلى (34) عقدة بحرية باتجاه رصيف ومحطة توزيع المنتجات البترولية”.
من شأن وجود سلاح مثل هذا خارج يد الدولة أن يُثقل أمن البحر الأحمر الإقليمي ويرفع أسعار النفط عالمياً مع إغلاق مضيق باب المندب الحيوي، نتيجة التهديدات المستمرة.