فكر وثقافة

حزن على وفاة عالم اللغة العربية الجزائري عبد المالك مرتاض

يمن مونيتور/القدس العربي

أثار خبر وفاة الأكاديمي والناقد اللغوي عبد المالك مرتاض وعلومها حزنا كبيرا في الجزائر، فالفقيد يعد من أبرز مراجع اللغة العربية في العالم العربي، وكان له حضور إعلامي مميز في مسابقات الشعر العربي على التلفزيونات العربية.

ورثت شخصيات رسمية ووطنية الراحل بكلمات مؤثرة، بدءا بالرئيس عبد المجيد تبون، الذي وصفه بأنه «أحدُ أعمدة اللغة العربية في الجزائر ومربي الأجيال»، وذكر أن «الرجلُ رحل ويبقى الأثر».

وذكرت وزيرة الثقافة صورية مولوجي إن «الجزائر بل العالم العربي كله خسر برحيل الأستاذ مرتاض قامةً شامخة في الأدب العربي، فهو الأديبُ الروائي والمفكر والناقد والمؤرِّخ، فقد أسهم إسهاما واسعا في العديد من ميادين المعرفة والعلم والأدب».

وقال النائب البرلماني أحمد ربحي إن الفقيد هو أول من راسل الرئيس المرحوم عبد العزيز بوتفليقة بوجوب احترام والتكلم باللغة العربية. وذكر أن «الرئيس بوتفليقة لم يهضم النصيحة وقال له التزم حدودك.. إنك تتكلم مع رئيس الجمهورية… ثم عزله».

ويعتبر الراحل، وهو من مواليد تلمسان غربي البلاد في 1935، من أهم الباحثين الجزائريين والعرب في مجالات دراسة اللغة العربية والنقد الأدبي والفكري المتصل بها، إذ في رصيده عشرات المؤلفات التي أثرى بها المكتبة الجزائرية والعربية، منذ ستينيات القرن الماضي. وبدأ الفقيد مسيرته في مسيردة في ولاية تلمسان، حيث تعلم فيها القراءة والكتابة وأصول اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم كاملًا في طفولته في كُتَّاب والده الشيخ عبد القادر الذي كان إماما وقاضيا. وكانت دراسته الابتدائية في المغرب حيث كان يعمل أبوه، ثم التحق عام 1954 بمعهد ابن باديس في قسنطينة في الجزائر، ولكن بعد أشهر اندلعت الثورة الجزائرية فأغلقت سلطة فرنسا المعهد وتفرَّق الطلاب، ثم عاد للمغرب من أجل إكمال دراسته. واشتغل الفقيد في بداياته مدرسا للأدب العربي في مدارس ابتدائية وثانوية، ثم عين مدرسا للأدب العربي في جامعة وهران في 1970 بعد تحصله على الدكتوراه في الآداب من جامعة الجزائر ببحث في «فن المقامات في الأدب العربي»، وفي 1983 عين مديرا للثقافة والإعلام في ولاية وهران، كما حاز في العام نفسه دكتوراه في الأدب من جامعة السوربون في باريس في فرنسا.

وساهم مرتاض في تأسيس وترؤس عدة مجلات أكاديمية وأدبية، كما كان عضوا في اتحاد الكتاب الجزائريين، وقد عين أيضا عضوا في العديد من الهيئات الاستشارية العربية على غرار الهيئة الاستشارية لمجلة «كتابات معاصرة» في بيروت في لبنان في 1988، والهيئة الاستشارية لمجلة «أصوات» في صنعاء في اليمن في 1993، والهيئة الاستشارية لمؤسسة «البابطين للإبداع الشعري» في الكويت في 1997. وحاز الفقيد في 1987 شهادة تقدير من رئيس الجمهورية، وفي 1998 عين عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى، وفي 1999 عين عضوا أيضا في المجمع الثقافي العربي في بيروت في لبنان، وفي 1998 عين رئيسا للمجلس الأعلى للغة العربية، وفي 2022 رئيسا للمجلس لوطني للفنون والآداب.

كما نال أيضا عضوية العديد من المجالس واللجان على غرار المجلس العلمي للمركز الوطني للأبحاث التاريخية والحركة الوطنية والمجلس العلمي لأكاديمية جامعات الغرب الجزائري واللجنة الوطنية لإصلاح التعليم العالي. وتعرف الجمهور العربي عن قرب على الراحل من عضويته في لجنة تحكيم مسابقة «أمير الشعراء» في الإمارات، حيث عرفت عنه تدخلاته في تقييم أعمال الشعراء وإتقانه لفنون السجع في الحديث.

وللراحل عشرات المؤلفات الأكاديمية النقدية والفكرية في مختلف مجالات علوم اللغة على غرار «القصة في الأدب العربي القديم»، و»نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر» و»فن المقامات في الأدب»، وكذا «العامية الجزائرية وصلتها بالفصحى»، و»الألغاز الشعبية الجزائرية» و»الأمثال الشعبية الجزائرية».

ومن مؤلفاته أيضا «النص الأدبي من أين إلى أين»، و»الثقافة العربية في الجزائر بين التأثير والتأثر»، و»معجم موسوعي لمصطلحات الثورة الجزائرية»، بالإضافة إلى «فنون النثر الأدبي في الجزائر»، و»بنية الخطاب الشعري»، و»الأدب الجزائري القديم»، و»أدب المقاومة الوطنية» و»نظرية البلاغة»، و»نظرية القراءة». وفي مجال الإبداع الأدبي برز الفقيد بالعديد من المؤلفات، على غرار القصة القصيرة «هشيم الزمن»، وروايات «عين التينة» و»صوت الكهف» و»الحفر في تجاعيد الذاكرة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى