أسبوع مروع في تعز اليمنية.. 31 قتيلا و 155 جريحا بنيران الحوثيين
على مدار أسبوع كامل، ظلت دماء المدنيين في مدينة تعز اليمنية، تسفك بشكل يومي على أحياء وأزقة وشوارع المدينة المنكوبة، جراء قصف مدفعي وصاروخي شنه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق، فكانت الحصيلة: 186 قتبلا وجريحا . يمن مونيتور/ تعز/ من أحمد الصهيبي
على مدار أسبوع كامل، ظلت دماء المدنيين في مدينة تعز اليمنية، تسفك بشكل يومي على أحياء وأزقة وشوارع المدينة المنكوبة، جراء قصف مدفعي وصاروخي شنه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق، فكانت الحصيلة: 186 قتبلا وجريحا .
ومنذ 3 يونيو/ الجاري، استقبل مستشفى الروضة الخاص بمفرده 21 قتيلا مدنيا، و 104 حالة إصابة، فيما توزع بقية الضحايا على عدد المستشفيات العاملة في المدينة، أبرزها مستشفى الثورة الحكومي.
القائمة المفصلة
زار “يمن مونيتور” مستشفيات مدينة تعز اليمنية التي استقبلت الضحايا، للبحث عن أرقام ضحايا الأسبوع الدامي، وتمكن من الحصول عليها.
قتل خلال الأسبوع المنصرم، 31 مدنيا، منهم 7 نساء و 11 طفلاً و 13 من الشبان والرجال، بينما بلغت احصائيات الجرحى نحو 155 مدنيا بينهم 32 امرأة، و 46 طفلاً و 77 من الشبان والرجال، توزعوا بين مستشفيات الروضة والثورة الحكومي ومستشفيات ومراكز صحية أخرى.
سلسلة مجازر
ما يزيد عن 15 مجزرة ارتكبها المسلحون الحوثيون والموالون للرئيس السابق بحق المدنيين في تعز، عبر قذائف الهاوزر والدبابات والهاون وصواريخ الكاتيوشا، ومن أبرز الأهداف التي أصابتها كانت أسواق وأحياء شعبية وشوارع رئيسية مكتظة بالمارة وسط وأطراف المدينة.
في يوم الجمعة 3 يونيو الجاري، ارتكب مسلحو الحوثي وصالح 4 مجازر دفعة واحدة بحق المدنيين في تعز: السوق الشعبي بحي الباب الكبير، وشارع 26 سبتمبر التجاري، وحي جامع المظفر، وفرزة “ديلوكس” وسط شارع جمال، أكبر شوارع المدينة، وتعرضت كلها لهجمات.
في اليوم التالي لتلك المجازر، السبت 4 يونيو، سقط ضحايا من المدنيين في تجدد قصف الحوثيين على مناطق بيرباشا وحي الحصب غربي المدينة، بينما سقط ضحايا آخرون في يوم الأحد في أحياء النسيرية وصينة جنوباً.
وفي يوم الاثنين الأول من شهر رمضان، قتلت امرأة وطفلتها بقذيفة سقطت على منزلهما في حي المطار القديم غربي المدينة، وفي الثاني من رمضان قتلت امرأة وطفلتها أيضاً جراء سقوط صاروخ كاتيوشا على منزلهما في حي وادي القاضي، ما أفقد الضحايا أجزاء من أجسادهم.
وفي الساعات الأولى من فجر يوم الأربعاء، الثالث من رمضان، سقطت قذيفة هاون على مدرسة “براعم الوحدة” التي يسكنها نازحون، في حي الشماسي، شرقي مدينة تعز، ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين بينهم امرأة تدعى خديجة سلطان، (32 عاما) وثلاثة من أطفالها، إضافة إلى عشرات القذائف التي سقطت في أيام الأسبوع الدامي على مناطق متفرقة من المدينة خلفت عشرات القتلى والجرحى.
نداءات استغاثة: الروضة بلا أكسجين
أطلق مستشفى الروضة بمدينة تعز – أكثر مشافي المدينة استقبالا لضحايا الحرب– نداء استغاثة وجهه إلى الحكومة الشرعية، والخيّرين والمنظمات الإنسانية والحقوقية بضرورة توفير اسطوانات الأكسجين ومادة الديزل، كون المستشفى ممتلئ بعشرات الضحايا في أقسام الرقود والعناية المركزة، وأعلن في الوقت ذاته، أنه “إذا ما تأخر وصول هذه المواد، فإنه سيضطر إلى الاعتذار عن استقبال حالات ضحايا جديدة، نتيجة لعجزه عن علاجهم”.
وقال مدير مستشفى الروضة، سهيل الذبحاني، “إن مستشفى الروضة بحاجة إلى المشتقات النفطية والأكسجين والأدوية الخاصة بالتخدير”.
وأضاف الذبحاني في حديث خاص لـ”يمن مونيتور” إن المستشفى بحاجة إلى أدوية التخدير (بربوفول، أزميرون، تراكريوم، سيكسا)، مؤكدا أن “دور المنظمات الدولية كان غائباً عنها تماما في هذا الأسبوع، عدا منظمة “أطباء بلا حدود” التي تزود المستشفى أسبوعياً بـ 15 اسطوانة أكسجين، و 1000 لتر من مادة الديزل”.
لكن في الوقت ذاته يشير سهيل الذبحاني إلى أن “المستشفى يحتاج في الوضع العادي إلى 17 اسطوانة أكسجين، و 2800 لتر من مادة الديزل أسبوعياً، بينما يزيد هذا الاحتياج إذا ما استقبل المستشفى أعداد كبيرة من الضحايا”.
مشاهد قاسية
كانت صور مجازر الأسبوع الأخير هي الأكثر بشاعة في تاريخ الحرب، فالعشرات من الضحايا ظهروا مبتورين وفاقدي الرأس في مشاهد قاسية بالنسبة لكثيرين.
يقول “حسام القليعة”، وهو أحد المصورين الذين قاموا بتوثيق ضحايا الانتهاكات التي طالت المدنيين وسط المدينة في الأسبوع الدامي: “كانت مشاهد قاسية جدا، صور الدماء والأشلاء التي تطايرت جنبات الشوارع لا تفارق مخيلتي”.
ويروي حسام لـ”يمن مونيتور” عن أكثر المواقف الإنسانية التي أثرت به وهو يوثق صور الضحايا وأماكن المجازر، “أكثر موقف تأثرت به هو أثناء مشاهدتي لأحد الضحايا المدنيين ولم يتبقى من جسده إلا النصف، بينما نصفه الآخر شاهدت عدد من الشباب يجمعونه إلى أحد الأكياس البلاستيكية الكبيرة”.
ويضيف” أيضاً شاهدت ووثقت صورة لحذاء امرأة وطفلة صغيرة وهي بين الدماء التي غسلت شارع حي الباب الكبير”.