طوفان الأقصى… الصدمة إعادة للأمة كرامتها
عملية طوفان الأقصى، هي الصدمة التي أتت في وقتها، لتعيد روح ومسار مشروع الامة الذي بدأ يتأرجح في ارجوحة التطبيع، ومشروع الاستعمار الاستيطاني، ما بين الشرعنة والملعنة التي بدأ يستخدمها الصهاينة العرب، في محاولة إعادة تقسيم النفوذ في العالم العربي والإسلامي، على أساس تسامح الأديان، والاختراع الجهنمي للصلاة الإبراهيمية، التي انطلت على عقول البعض، وتماهى معها أصحاب المشاريع الصغيرة، مشاريع التقزيم التي فقدت شعبيتها، وتبحث اليوم عن دعم خارجي حتى وان كان من بني صهيون.
اذا كان تقاسم النفوذ العربي والإسلامي قبل مائة عام قد تم برغم إرادة الامة، وفي حقبة مظلمة من تاريخها، وهي في حالة ضعف، فان تقسيم المقسم لن يمر بتلك السهولة، معاناة مائة عام كافية لتصحو الامة، ويتصلب عودها، وتعرف عدوها من صديقها، مائة عام والحكام ليس لديهم غير الشجب والتنديد، ومؤتمر يتلو مؤتمر والوصاية جاثمة على كل المؤتمرات، واي صوت عربي يغرد خارج الوصاية تم تصفيته، وامن بني صهيون بعد تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن وتونس، وانشغال مصر في مشاكلها الداخلية وجسر النهضة، اعتقدوا ان الامة العربية والإسلامية على سرير الموت، الاعتقاد الغبي الذي يتنافى مع ان الامة تمرض لكن لا تموت.
وكيف تموت امة وهي تنجب كل يوم ملاءين من الدماء الجديدة والطاهرة، أولاد تربوا على القهر والضيم، على الصراع من اجل البقاء، والدفاع عن الأرض، يلد كل منهم وهو يحمل مشروع ابائه واجداده، وأول ما يتعلم هو رمي الحجارة، كبرت العيال وكبر حلمهم باستعادة ارض ابائهم واجدادهم، وكبرت عقولهم وتطلعاتهم، وكبر سلاحهم، وها هم اليوم يقدمون لنا ملحمة تاريخية لقموا فيها الصهاينة درس لن ينسوه، وطوفان سيغير من مجر التاريخ، ونحن على ثقة من ذلك.
يكفيني كعربي ومسلم، ان أرى الصهاينة في هذا الانكسار والضعف، وارى الامبريالية العالمية والرجعية العربية تحشد كل قدراتها لإنقاذ حلفاؤها بني صهيون، في معركة بين العالم المنافق، الاستعمار القديم والجديد، وفي الطرف الآخر قوى تحررية تواقه للحرية والاستقلال، تدافع عن حقها في الحياة بكرامة وعن ارضها وشرفها، أصحاب الحق في مواجهة الباطل ان الباطل كان زهوقا.
ومن المعيب اليوم ان يفكر عربي مجرد تفكير في ادانة حماس وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، واي مقاومة اليوم تنادي باستعادة الأرض العربي المغتصبة، وكل مسلم لا ينتصر لآخوه المسلم، ويصنف حماس او غير حماس تصنيفات غبية قد خبرها العقل الفطن، ولم تعد تتقبلها غير العقول الصغيرة والحقيرة.
اختتم بالقول هنيئا للشعب الفلسطيني والشعب العربي وكل مسلم هذا الانتصار، الذي سيكون له ما بعده، لا تهتموا للقصف، فكل غارة تزيد الامة إصرار وبسالة، وكل طفل او امرة او كهل يسقط شهيدا، هو فخر للامة وعار في جبين الصهاينة وحلفاؤهم، والنصر قريب بإذنه تعالى.
احمد ناصر حميدان