منذ وطأت قدمي أرض اليمن، أدركت أن الحياة لا تطاق لي ولملايين غيري من أبناء وطني، ونحن نرى البلد يتدهور في كل شيء. منذ وطأت قدمي أرض اليمن، أدركت أن الحياة لا تطاق لي ولملايين غيري من أبناء وطني، ونحن نرى البلد يتدهور في كل شيء.
هل هي النهاية في ظل هكذا انقلاب؛ هل سيحكمنا هؤلاء الهمج للأبد فيجوع الشعب في سبيل الله، ويموت في سبيل الله، وتباع ضروراته في سوق سوداء في “سبيل الله”؟
الله الذي كان في قلوبنا أمناً أصبح في جيوبهم سرقة، وفي فوهات مدافعهم موتاً يوجهونه إلى صدورنا رصاصا وخوفاً.
المدن التي لا تشتعل بالحرب تشتعل بالحر في غياب الكهرباء؛ والتي لا تعرف الحر ولا الحرب تصطلي بنار الغلاء وتستقبل النازحين في سعير الازدحام والحاجة والوجع. فالنازحون من المعسرين ازدادت معاناتهم ووصلوا حد الفقر المدقع وكل من حولهم في كرب مماثل.
إن روحي تنكر هذه النهاية لبلدي، وعقلي يرفع تقارير مطمئنة عن الحياة التي تسير ولو بشكل مخنوق بسبب الجور وضيق الحال؛ الناس مازالوا يعيشون كما هم قبل عقود يستلذون عذابهم فقد تعلموا أن المؤمن مبتلى، يصبرون على حالهم لأن الله مع الصابرين، وينتظرون الجزاء في الجنة لأنها دار الفقراء والمساكين..
أنا لست الناقم الوحيد، ولست الغاضب الأكبر هنا، هناك من تفجر غضبه ليحمل السلاح ويهب روحه لتصحيح الوضع، أنا مهاجر في وطني وخارجه، آلمني أن أعيش في دولة تكفل حقوقا مميزة للقادمين إليها في حين يضيع كل حق في وطني.
رمضان الذي كان شهر الرحمة أصبح شهر العذاب لكثير من الأسر التي أذلها السؤال والعوز.
اغتربوا داخل الوطن، فماذا تركوا لنا نحن المغتربين حقا؟