عادت أم المختطف الصحفي “عبد الخالق عمران” إلى قريتها في أقصى وصاب.. المرأة الريفية التي قدمت إلى صنعاء محملة بوجع ابنها المختطف، ومتأملة في وعود.
قضت نحو أكثر من شهر في يوميات صنعاء التي وفدت إليها بغرض التظاهر ضمن رابطة أمهات المختطفين في العاصمة التي أصبحت بيئة مغلقة للسجون السرية والمظاهرات المقموعة. عادت أم المختطف الصحفي “عبد الخالق عمران” إلى قريتها في أقصى وصاب.. المرأة الريفية التي قدمت إلى صنعاء محملة بوجع ابنها المختطف، ومتأملة في وعود.
قضت نحو أكثر من شهر في يوميات صنعاء التي وفدت إليها بغرض التظاهر ضمن رابطة أمهات المختطفين في العاصمة التي أصبحت بيئة مغلقة للسجون السرية والمظاهرات المقموعة.
كانت تنتظر أم عبد الخالق تلك الوعود التي سمعتها عن إطلاق 50% من المختطفين قبل شهر رمضان؛ تلك الوعود التي جاءت على لسان المبعوث الأممي تبخرت، وكلما تبخرت وعود إطلاق المختطفين تبخرت الثقة في مشاروات الكويت.
لا أدري كيف تتلقى أمهات المختطفين اليوميات الأولى لرمضان بعد خيبة الوعود التي لوح بها أطراف المشاورات عن إطلاق المختطفين.
والحقيقة أنني على المستوى الشخصي لم أعول على مشاورات الكويت إلا في اللحظة التي يتم الحديث فيها فتح ممرات آمنة لتعز وإطلاق سراح المختطفين.
ستعود أم الصحفي المختطف محملة بخيبات لا تعد ولاتحصى، وهي التي لوحت بيدها في الوقفات الاحتجاجية وربما حملت لافتة ألم أمهات المختطفين العبارة الخالدة بالغة الرسالة والتأثير “حرية ولدي سأنتزعها بيدي “، والتي تعد من وجهة نظري من أبرز العبارات النضالية الخالدة التي من المفترض أن تحضر في الذاكرة النضالية للأحرار اليمنيين ،خصوصاً هذا الجيل المكابد والجريح.
كيف بالإمكان إقناع أم مختطف بجدوى مشاورات الكويت وهي التي انتظرت وعود إطلاق المختطفين قبل رمضان تبخرت ومعها تبخرت الثقة الاجتماعية في المشاورت.. وأقصد هنا بالثقة الاجتماعية.. ثقة المجتمع الذي يعيش مظالم اجتماعية أنتجتها سلطة الانقلاب، وأبرز تلك المظالم مكابدات أمهات المختطفين من أجل إطلاق سراح أبنائهن الذين يقبعون في السجون لأسباب غير معلومة، إلا باعتبار المختطف صاحب رأي أو يعارض سياسات السلطة الفاشية.
واللافت في الأمر أن عبارة “حرية ولدي سأنتزعها بيدي ” ذات دلالة مهمة لها علاقة بمقاومة القهر الخبيث الذي يختطف صحفيا أو ناشطا له الحق الكامل في تكوين رأي معارض للانقلاب؛ وهذا ماضمنته الأدبيات والبروتوكلات والمواثيق الإنسانية التي قدست حرية التعبير كحق أصيل، وكذا الثقافات والآداب الإنسانية التي اعتبرت الكتابة وتكوين الرأي ضمن الأعمال المقدسة، كما جاء على لسان شكسبير الذي قال “مداد الكاتب مقدس مثل دم الشهيد”.
والعجيب في الأمر،أثناء كتابتي لهذا المقال فكرت عن سبب اختفاء التصريحات المتعلقة بإطلاق سراح المحتطفين الذي تم الحديث على أنها ستكون قبل شهر رمضان وعلى إثرها تم تشكيل لجنة المعتقلين والأسرى الذي انبثقت عن مشاورات الكويت؛ ثم تلاشى الحديث وعمل اللجان مثلما تتلاشى أي فقاعة تظهر في لحظة وتختفي في اللحظة ذاتها ما يجعل مسألة الثقة الاجتماعية في مشاورات الكويت على المحك؛ فأي مشاورات سياسية لا تحظى بالحد الأدنى من الثقة الشعبية الاجتماعية لا يكتب لها النجاح ونستطيع القول “إنها فشلت ولم يتبق إلا موعد اعلان فشلها”.