رمضان يفاقم معاناة أبناء “الحديدة” غربي اليمن مع انقطاع الكهرباء وغلاء المعيشة
أيام قلائل تفصلنا من شهر الخير والبركة، بالتزامن مع ارتفاع حاد في درجة الحرارة وانقطاع لأبسط مقومات العيش والحياة الكريمة في سلة غذاء اليمن محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
أيام قلائل تفصلنا من شهر الخير والبركة، بالتزامن مع ارتفاع حاد في درجة الحرارة وانقطاع لأبسط مقومات العيش والحياة الكريمة في سلة غذاء اليمن محافظة الحديدة الساحلية غربي اليمن.
محافظة الحديدة ذات ال 26مديرية والمحافظة الثالثة باليمن من حيث الكثافة السكانية، تستقبل رمضان هذا العام بصيف ساخناً غير مسبوق بالتزامن مع انقطاع تام للتيار الكهربائي منذ أكثر من عام ويصاحبها انقطاع للمياه وما يترتب عليها من انتشار للأمراض والأوبئة، وتوقف شبة كامل للخدمات الصحية بالمحافظة.
يدرون مليارات الريالات من المحافظة ويتعنتون لدفع قيمة ناقلة المازوت بستة ملايين دولار.
منذ ما يقارب “13” شهرا والحوثيون يحتلون هذه المحافظة المنكوبة ويدرون منها مليارات الريالات ولايزالون يماطلون في ادخال ناقلة المازوت المخصصة لمحطة كهرباء “رأس كثيب” التي تولد 120ميجا وات وتغطي محافظة الحديدة ومحافظات اخرى، بالرغم من سماح قوات التحالف العربي بدخولها واعطائها تصاريح الدخول لأكثر من أربع مرات متتالية، لكن موردها توفيق عبد الرحيم يرفض ادخالها وتفريغها قبل توريد قيمتها من قبل مؤسسة الكهرباء والطاقة وشركة النفط اليمنية التي اعلنت تخليها وعدم مقدرتها على دفع قيمة المازوت.
تسلط المسلحين الحوثيين وطغيانهم هو من زاد من معاناة ابناء تهامة بعد المعاناة والتهميش والاقصاء الذين يعيشونه منذ عقود من الزمن، حيث لا يمر يوماً حتى يمتهن مسلحو المليشيات الحوثية ابناء هذه المحافظة المسالمة بمشاهد مروعه وجرائم يندي لها الجبين، ولا يمر يوماً حتى تسمع اخبار تلك الجرائم.
“انقطاع الخط الساخن يهدد مئات المرضى”
ومع انقطاع كهرباء الخط الساخن الذي كان يغذي المستشفيات والمراكز الصحية الهامة قبل ان يتم المتاجرة به بالسوق السوداء عن طريق توزيعه للفنادق والمنشأة التجارية من قبل هوامي وقيادات المسلحين الحوثيين، لينقطع مؤخرا متسبب بكارثة صحية اعلنت على أثرها محافظة الحديدة محافظة منكوبة من قبل الكثير من المنظمات الاغاثية.
مؤخراً أطلق إعلاميون وناشطون من أبناء المحافظة حملة اعلامية اسموها “#الحديدة_مدينة_منكوبة ” والتي لاقت تفاعل وصدى واسع وتضامن من جهات ومنظمات دولية عدة والتي هدفت حسب أحد نشطاء الحملة وهو الصحفي “بسيم الجناني” والذي بين في تصريح خاص ل”يمن مونيتور” إلى ان الحملة هدفت إلى ايصال صوت ابناء إقليم تهامة الى العالم اجمع مما يعانوه من ظلم وتجبر من قبل المليشيات الحوثي وصالح وكذا صمت الحكومة الشرعية واهمالها لهذه المحافظة التي يقطنها ما يقارب 3 مليون نسمة، موضح بأن الحملة تهدف ايضاً لتعرية المتاجرين بمعاناة ابناء المحافظة وسماسرة السوق السوداء المعرقلين لدخول ناقلة المازوت المخصصة لكهرباء الحديدة، ولفت إلى ان الحملة تنفذ خطوات تصعيدية جبارة في العديد من البلدان من ابرزها الهند حيث ينفذ اليمنيون في الهند (بونا – حيدر آباد – بنجلور – علي جار) وقفة تضامنية مع أبناء محافظة الحديدة ، الذين يعيشون حياة مستحيلة في ظل انقطاع الكهرباء لأكثر من عام .
“غلا في الاسعار وانعدام في المشتقات ”
ومع اقتراب شهر رمضان تزدحم كل عام اسواق مدينة الحديدة ومديرياتها بالزوار والمرتدين على هذه الاسواق، لقضاء حوائجهم وشراء احتياجات الشهر الفضيل، اما في هذا العام بحسب، “الحاج أحمد عميره” صاحب محل بهارات فان السوق لايزال حتى يومنا هذا 25 من شهر شعبان “خامدو” اي انه لم تتحرك عجلة العمل بعد، ويتابع: “هناك حركة بسيطة لكن لم يعد هنالك اقبال ولو بنسبة 50% مقارنة بالأعوام الماضية مرجع السبب في ذلك إلى الارتفاع الكبير في الاسعار وانعدام المشتقات النفطية والتي ادت بدورها الى تضاعف الاسعار محلياً بالرغم من التكلفة القليلة في استيراد البضائع، وحمل ذلك مليشيا الحوثي والتي حسب قولة يعمل اغلب قيادتهم القادمة من محافظة صعدة، تجارً في السوقِ السوداء والذين إلى جانب سيطرتهم التامة على المحطات العشوائية المنتشرة بشكل كبير في شوارع المدينة، قاموا بمحاربة الباعة المتجولين لمادة البنزين الخاصة بالدرجات النارية التي يعيش غالبية سكان الحديدة على دخلهم من هذه الدرجات.
“مناشدات من منظمات لإنقاذ المدينة المنكوبة ”
الى ذلك أطلقت شبكــة النمــــاء اليمنيــــة للمنظمــــات الأهليـــة YDN نداء استغاثة لإنقاذ سكان الحديدة حيث اوردت المنظمة في بيانها بانها تتابع بقلق بالغ تطورات الوضع الإنساني في محافظة الحديدة، الذي يزداد سوءً كل يوم، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، مع دخول فصل الصيف، والانقطاع التام للتيار الكهربائي عن المحافظة لأكثر من عشرة أشهر.
وأكدت الشبكة بأن الحديدة ثاني أكبر محافظة يمنية في عدد السكان، بعد محافظة تعز، يبلغ تعدادها 2 مليون و600 ألف نسمة بما يمثل 11% من سكان اليمن. يعاني غالبيتهم أوضاعاً معيشية وصحية صعبة، خصوصاً في الفترة الأخيرة التي تشهد ارتفاعاً مطرداً في أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، وانقطاع التيار الكهربائي، الذي أدى إلى توقف أجهزة التكييف في المنازل والمدارس والمستشفيات، في محافظة تصل الحرارة فيها إلى 47 درجة.
وتشير المعلومات الأولية إلى وفاة ما يزيد عن 10 حالات في مستشفيات الحديدة خلال المائة يوم الأخيرة بعد انقطاع الخط الساخن للتيار الكهربائي الذي ظلت تعتمد عليه المستشفيات الحكومية والأهلية ومركز غسيل الكلى. كما تنتشر حالات الإغماء في المدارس والمرافق وأماكن التجمعات، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية التي بدأت بأجساد الأطفال قبل الكبار، مما دفع بالسكان للنوم في أسطح المنازل وأرصفة الشوارع القريبة من مساكنهم، فأصبحوا عرضة للبعوض والحشرات الناقلة للأمراض.
ونوهت الشبكة في البيان بأن محافظة الحديدة تحتاج إلى تدخّل عاجل لإنقاذ حياة الأطفال والنساء والمرضى من الموت المحقق، الذي قد يحصد عشرات الأرواح بل المئات كلما ازداد ارتفاع درجة الحرارة. كما أن قدوم الشهر الفضيل، والمحافظة تعيش هذه المعاناة، يشكل مخاوف وعبئاً إضافياً على أهالي الحديدة.