“عروس في الجحيم”.. “انعدام الكهرباء” يقتل مريض بالسرطان كل يومين غربي اليمن (تحقيق)
ما زالت أسهم الموت في ارتفاع مطرد، تفتك بكل ملامح الحياة في مدينة الحديدة الساحلية عروسة البحر الأحمر غربي اليمن.
يمن مونيتور/ وحدة التحقيقات/ خاص/
ما زالت أسهم الموت في ارتفاع مطرد، تفتك بكل ملامح الحياة في مدينة الحديدة الساحلية عروسة البحر الأحمر غربي اليمن.
ويتصدر ” مرضى السرطان ” قائمة الضحايا التي فتك بها غياب الكهرباء وانهيار الخدمات الصحية في المدينة؛ ويضاعف ارتفاع درجات الحرارة مع غياب التيار الكهربائي قوافل الموتى الذين عجزوا عن البقاء ومقاومة الوضع الكارثي المتنامي منذ سيطرة الحوثيين وحليفهم صالح، على هذه المحافظة الساحلية.
ضحية كل يومين
“يمن مونيتور” حصل على إحصائيات مفزعة كشفت النقاب عن موت أكثر من 50إنساناً يعانون من السرطان خلال ثلاثة أشهر فقط.
وأكدت الإحصائية التي أعدها “مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية ” وفاة هؤلاء خلال أشهر ” يناير /فبراير/مارس من العام الحالي 2016 م؛ أي بمعدل 17 حالة وفاة خلال الشهر الواحد.
ويتربص الموت ب 4496 مريضا بالسرطان غالبيتهم أطفال في ظل أوضاع مأساوية تشهدها المدينة المنكوبة منذ أكثر من عام، وتزايدت وتيرة الموت عن العام الفائت الذي شهد على وفاة 114 مصابا نتيجة انعكاسات الحرب التي حرمتهم الكثير من الأدوية والخدمات التي كانوا يتلقونها.
مصابة بالسرطان في الحديدة تعاني بسبب انعدام الكهرباء-يمن مونيتور
ويؤكد “عبدالمجيد أحمد ” المسؤول الاعلامي في “مؤسسة السرطان ” أن وضع المرضى مع انقطاع الكهرباء لا يحتمل ويؤدي لانتكاسة في صحة المريض.
ويشير “عبد المجيد ” خلال حديث خاص ل “يمن مونيتور ” إلى صعوبة تلقي المرضى للعلاج، متسائلا” كيف يمكن للمريض أو المريضة تلقي العلاج الكيماوي في ظل درجة حرارة عالية وكهرباء مقطوعة؟”.
كما أن ” انقطاع الكهرباء يؤدي لتلف بعض الأدوية مما يضطر المؤسسة إلى شراء علاج جديد وهو ما يزيد من الأعباء المالية على المؤسسة، أضاف عبد المجيد”.
وتابع عبد المجيد أن ” هذه الحرب ضاعفت من الأعباء على المؤسسة والمرضى؛ فقد شهدت الأدوية التي تقدمها المؤسسة للمرضى زيادة كبيرة في الأسعار؛ في الوقت الذي تقلصت فيه التبرعات التي تستقبلها المؤسسة بشكل غير مسبوق.
وحذر من أن” هذا الوضع قد يؤدي إلى توقف المؤسسة عن تقديم خدماتها للمصابين بالسرطان، مالم يتدخل الخيرون من المسئولين في الدولة ورجال المال في رفدها بالاحتياج المالي المطلوب لتستمر في عملها الإنساني النبيل.
وناشد “عبد المجيد ” المسئولين في الدولة باعتماد ميزانية ثابتة ل ” مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية” لمواجهة احتياجات المرضى الذين يتجاوز عددهم في الحديدة (4000) مريضا، مشيراً إلى أن معظم المصابين هم من الفقراء والمعوزين الذين يقطنون الريف التهامي ولايجدون تكاليف المواصلات للوصول إلى المركز.
وندد “عبدالمجيد ” بغياب الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الإنسانية الدولية والعربية، داعياً في الوقت نفسه إلى الاهتمام بهؤلاء المرضى وتوفير احتياجاتهم الدوائية والطبية.
وفي وقت سابق كان مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة الحديدة الدكتور عبد الرحمن جارالله قد ناشد قيادة وزارة الصحة العامة والسلطة المحلية بالمحافظة وكافة المعنيين ومنظمات المجتمع المحلية والدولية ورجال الأعمال سرعة توفير أدوية لمرضى السرطان بالمحافظة كون المخزون من هذه الأدوية على وشك الانتهاء مما يهدد حياة أكثر من 4000 مريضا ومريضة بالسرطان، لكن مناشدات الرجل ذهبت في مهب الريح.
رجل مصاب بالسرطان ينتظر دوره للعلاج -يمن مونيتور
ارتفاع أعداد المصابين
من جهته قال ” ياسر نور ” مدير فرع مؤسسة السرطان بالحديدة أنه منذ 2006 حتى اليوم وصل عدد مرضى السرطان الى 4002 مريضا، فيما يتردد يومياً بالمتوسط على المركز (43 حالة) منها 3 حالات جديدة و25 حالة من أجل إعطاء الجرعات، و15 حالة مضاعفات.
ويشير “نور” في حديث خاص لـ “يمن مونيتور” إلى أن ازدياد عدد الحالات يفوق الطاقة الاستيعابية للمركز ما يتحتم علينا توسعة المركز؛ ليستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة ويتم تحسين الخدمة المقدمة لمرضى السرطان.
ويستعرض “نور” قائلا إن” أبرز المشكلات التي تواجهنا هي المشكلة “المادية ” حيث لا نستطيع مواجهة تكاليف شراء الأدوية الكيميائية والمرافقة؛ والمحاليل المستخدمة في الفحوصات التي تكلف المؤسسة حوالي 15 مليون ريال شهرياً.
ومضى بالقول” نحن هنا نعلن حاجتنا لمن يقوم بتوفير هذه المتطلبات ولو بالحد الأدنى”.
وشدد على حاجة المؤسسة إلى الدعم المالي الحكومي عبر تخصيص موازنة للمركز أسوة بالمركز في صنعاء وعدن وتعز؛ وناشد المنظمات الدولية بما تمتلكه من إمكانات مادية كبيرة والتجار دعم المؤسسة مالياً أو شراء الأدوية على حسابهم وتوفيرها للمرضى حسب حاجتهم.
وبلغ عدد حالات السرطان المسجلة في الوحدة التي بلغت ثلاثة آلاف و687 حالة منهم ألفين و956 حالة بالحديدة بنسبة 80 بالمائة، فيما توزعت بقية الحالات على محافظات حجة، ريمة، المحويت، ذمار، تعز، صنعاء ومناطق أخرى.
وكان وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية الدكتور عبدالسلام المداني؛ وجه منتصف الشهر المنصرم بإعداد مشروع الموازنة؛ ليتم متابعة الجهات المعنية باعتماد موازنة لذلك دون إحراز أي تقدم في هذا الجانب.
يشار إلى أن” الأمراض والأوبئة تملأ كل أرجاء محافظة الحديدة الساحلية التي يطلق عليها “عروس البحر الأحمر”.