الاخفاء القسري… واقع اليمن المرعب
يمن مونيتور/وحدة التقارير/ خاص
لا تزال حالات الاختفاء القسري “واقعًا مرعبا” في اليمن، مع استمرار الحرب الدائرة في البلاد منذُ تسعة أعوام.
وتم تعريف الاختفاء القسري في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري على أنه “الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل آخر من أشكال الحرمان من الحرية على أيدي موظفي الدولة أو أشخاص أو مجموعات من الأشخاص يتصرفون لصالح الدولة” بتفويض أو دعم أو موافقة من الدولة”.
ويرى تقرير نشره مركز جنيف الدولي أن هذا التعريف يمتد ليشمل الشركات العسكرية الخاصة أو الميليشيات التي تستخدمها الدول أو تسمح بها للقيام بأنشطة الإنفاذ في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويشير إلى أن حالات الاختفاء القسري أصبحت قضية عالمية لأنها لا تقتصر على مناطق معينة في العالم ولكنها تحدث بشكل منهجي في بلدان مختلفة كوسيلة “لنشر الرعب داخل المجتمع، الأمر الذي لم يؤثر على أقارب المختفين فحسب، بل أيضًا وكذلك مجتمعات أوسع ومجتمعات بأكملها.
اقرأ/ي أيضاً.. “وينهم”..حملة حقوقية للتضامن مع ضحايا الإخفاء القسري في اليمن
ولذلك، فإن حالات الاختفاء القسري تمثل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان المتعددة، حيث يحرم الضحايا من الحق في الاعتراف بهم كشخص أمام القانون، والحق في الحرية والأمن الشخصي، والحق في عدم التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. المعاملة أو العقوبة اللاإنسانية أو المهينة، والحق في الحياة والهوية والمحاكمة العادلة، والحق في الانتصاف الفعال، بما في ذلك جبر الضرر والتعويض، وغيرها.
ويرى أن مواجهة الأضرار المعقدة والمتعددة الأوجه الناجمة عن حالات الاختفاء القسري تتطلب قدرة قوية ومنسقة لمختلف الجهات الفاعلة التي تعمل معًا.
وتتطلب الخطوة الأولى في كثير من الأحيان من الدولة الاعتراف بأهمية هذه القضية، وتجريم الأفعال التي تشكل الاختفاء القسري، وتخصيص الموارد للقضاء على هذه الممارسة.
وتشير التقارير الحقوقية إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2025 بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين المتمردة، ارتكب الطرفان المتقاتلان سلسلة كبيرة من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين، مما أدى إلى نزوح الكثيرين من منازلهم.
ومن أبرز هذه الانتهاكات اعتقال الحوثيين للمتظاهرين والصحفيين والناشطين الذين تظاهروا ضد الجماعة المتمردة في العاصمة صنعاء. واستولى الحوثيون على مؤسسات الدولة اليمنية في عام 2014.
وبحسب الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، اعتقل الحوثيون أكثر من 16 ألف مدني وأخفوا قسرياً 1500 آخرين بين نهاية عام 2014 و2022.
اقرأ/ي أيضاً.. الاختفاء القسري في اليمن. جرائم ضد الإنسانية تنتظر الإنصاف والمساءلة (تقرير خاص)
بالإضافة إلى ذلك، وثقت منظمة سام للحقوق والحريات أكثر من 5000 حالة اعتقال واختفاء قسري خلال عام 2016. ووفقا للمنظمة غير الحكومية، ارتكب المتمردون الحوثيون 91 بالمائة من هذه الحالات، و8 بالمائة على يد الحكومة المعترف بها دوليا، و1 بالمائة على يد الحوثيين. الجماعات الإرهابية الأخرى.
كما أفاد فريق من خبراء الأمم المتحدة الذين يحققون في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن عن آلاف حالات الاختطاف والاختفاء القسري التي لا يزال الموقع الدقيق لمعسكر الاعتقال فيها مجهولاً.
ويؤكد مركز جنيف الدولي للعدالة على الأهمية القصوى لليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري. ويلعب هذا إحياء الذكرى دورا محوريا في إضاءة الظلام الذي يخيم على انتهاك حقوق الإنسان المتمثل في الاختفاء القسري. إلى جانب كونه مجرد تاريخ في التقويم، فإن هذا الاحتفال يمثل بمثابة يوم
ويضيف أن هذا دليل على المسؤولية المشتركة التي تتحملها الدول، باعتبارها جزءا من المجتمع العالمي، في التزامنا الثابت بمراعاة تجاوزات الماضي وصياغة مستقبل خال من مثل هذه المظالم.
ويرى أنه وفي إطار هذا اليوم الدولي نجد أنفسنا لا نتأمل فقط في المعاناة والمعاناة التي يعاني منها عدد لا يحصى من الضحايا وأسرهم، بل نواجه أيضًا واجبنا الجماعي المتمثل في محاسبة المسؤولين عن ذلك. ومن خلال الاعتراف الرسمي بألمهم وخسارتهم، فإننا نعلن بشكل جماعي التزامنا بالحقيقة والعدالة والاعتراف بالحقوق الأصيلة لكل فرد.
ودعا المجتمع الدولي وكيانات الأمم المتحدة ذات الصلة إلى لعب دور نشط ومؤثر في ضمان توقف الدول عن أي أعمال تخويف أو انتقام ضد الأفراد الذين يساهمون بنشاط في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان. علاوة على ذلك، من الضروري ضمان فرض عقوبات مناسبة على أي شكل من أشكال التدخل أو العرقلة أثناء إجراءات التحقيق.
وعلاوة على ذلك، يؤكد مركز جنيف الدولي للعدالة أنه في إطار الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، تتحمل الدول مسؤولية سن تدابير قانونية وقضائية فعالة تهدف إلى منع ووقف هذه الممارسة التعسفية. بالإضافة إلى ذلك، هناك ضرورة لتقديم المشتبه في ارتكابهم مثل هذه الجرائم إلى العدالة على جميع مستويات السلطة.
ويشير إلى أن اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري يمثل منارة أمل ودعوة للعمل.، مؤكدا في الوقت ذاته تعاونه مع جميع من يشاركون في هذا الالتزام.
ويضيف: ونردد الرسالة المدوية التي مفادها أن الاختفاء القسري ليس له مكان في عالمنا، معربا عن تضامنه العميق مع أولئك الذين عانوا وأسرهم، بينما يدين بشدة هذا الانتهاك المستمر وإساءة استخدام السلطة التي ترتكبها الأنظمة التعسفية في جميع أنحاء العالم.
وقال: أخيرًا، يؤكد مركز جنيف الدولي للعدالة على أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص على الحق في الحرية الشخصية، والحق في الاعتراف به بموجب القانون، والحق في الضمانات القضائية لجميع الأفراد. ومن خلال المساءلة والعدالة، يجب على كل دولة أن تضمن كشف الحقيقة المحيطة بمصير الضحايا المختفين،
اقرأ/ي أيضاً.. حياة مزقتها عمليات الاختطاف… اليوم الدولي للاختفاء القسري يمر ثقيلا على اليمنيين