قم معي لنشد الرحال،ونستشف عبق الجمال،هانحن نعيش في دنيا من الحجر،جوها يملؤه الضوضاء والصخب،فهيا لتشتم النسيم العليل،ولتفرد جناحيك في الهواء الطلق..هيا إلى ريف اليمن،إلى الجمال المترامي الأطراف..دع عنك أشغالك وأعذارك،فلن تأخذ وقتاً طويلا،فهي مجرد زيارة،فعشها معي من خلال هذه الأسطر. قم معي لنشد الرحال،ونستشف عبق الجمال،هانحن نعيش في دنيا من الحجر،جوها يملؤه الضوضاء والصخب،فهيا لتشتم النسيم العليل،ولتفرد جناحيك في الهواء الطلق..هيا إلى ريف اليمن،إلى الجمال المترامي الأطراف..دع عنك أشغالك وأعذارك،فلن تأخذ وقتاً طويلا،فهي مجرد زيارة،فعشها معي من خلال هذه الأسطر.
حينما أردت أن أكتب عن ريف اليمن،أحسست وكأن الحبر قد تجمد في شرايين قلمي،إعجابا بذلك الجمال الفريد،وذهولا من تلك المناظر الخلابة..جبال مرتدية سندسها الأخضر،وهضاب توقف عينيك غصبا للتأمل والمشاهدة..منحدرات لا تسمع فيها إلا صوت زقزقة العصافير،وصوت خرير المياه،اللذان بعثا فيَ الانشراح .
عندما تقف على أعتاب الريف،تحس الأرض وكأنها تقبل رجليك،وحينما تنظر يمنة ويسرة،ترى الجمال، يلف عينيك بكل لطف وحنان،وكأنه يداعب طفله الصغير..الأشجار من حولك تهديك باقة من الأكسجين الناعمة،وطبقة من ورود وثمار..يكفيك من أشجار الريف أن تستريح تحت ظلها ولو للحظات،تفترش التربة الناعمة،وبعد قليل تسقط على جبينك بعض قطرات الندى،بكل حب وترحاب،وكأنها تقبل جبينك فرحا وسرورا..أمامك الجبال الشاهقة،إذا صعدت عليها ووصلت إلى قمتها،يخيل إليك وكأنك تعانق أعنان السماء،وأن النجوم تهمس إليك برمش عينيها ،وإذا أردت أن تستمتع بلحن جميل،فهاهي العصافير تستقيظ مبكرا،لترهف سمعك بأجمل الألحان وأعذبها..هذا هو ريف اليمن،وهذه هي المنازل المتواضعة والبيوت التي تفوح منها رائحة البساطة..الناس فيها،تعرف بسيماهم،لا يهجعون من الليل إلا قليلا،وطول النهار هو يعملون،وهذه هي فتاة الريف،خفيفة الجسد والحركة،سمراء اللون،تتميز بنشاطها المتواصل،وعملها الدؤوب،وكأنها النحلة،تروح وتغدو،ما أجملها من لحظات حينما تشاهد تلك الفتاة وهي تذهب لتجلب المياه من البئر،فهيا اقترب قليلا واغترف غرفة بيديك واشربها لتداوي جسدا وروحا،وإذا أردت أن تصب على رأسك بعضا من الماء المتلألئ أمام عينيك فافعل ذلك دون حرج،لأنك في ريف اليمن وقت الصباح،وما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع.