قال مصدر في البنك المركزي اليمني، إن 4 شاحنات تحمل كميات كبيرة من العملة النقدية المحلية، أفرغت حمولتها اليوم الأحد، في مبنى البنك بالعاصمة صنعاء، استعداداً لصرف رواتب موظفي الدولة لشهر مايو/ أيار الجاري.
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
قال مصدر في البنك المركزي اليمني، إن 4 شاحنات تحمل كميات كبيرة من العملة النقدية المحلية، أفرغت حمولتها اليوم الأحد، في مبنى البنك بالعاصمة صنعاء، استعداداً لصرف رواتب موظفي الدولة لشهر مايو/ أيار الجاري.
وذكر المصدر، الذي فضّل عدم ذكر أسمه، في تصريح لـ”يمن مونيتور”، أن كميات النقود الواصلة تعني أن البنك مستمر في طبع العملة المحلية، دون غطاء من العملة الأجنبية.
وأعتبر المصدر، ذلك الاجراء بأنه “مخالفة وتجاهل واضح” لقوانين البنك التي تمنع منعاً باتاً إصدار نقود دون تغطيتها بالعملة الأجنبية أو الذهب، ما ينعكس سلباً على ارتفاع سعر السلع الغذائية، وخصوصا قبيل شهر رمضان المبارك.
ووفقا للحكومة اليمنية، فقد تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلاد من 4.2 مليارات دولار في مارس، آذار 2015، إلى 100 مليون دولار في مايو/ أيار الحالي، بجانب الوديعة السعودية المقدرة بمليار دولار.
وتتهم الحكومة اليمنية، الحوثيين الذين يسيطرون على البنك المركزي، باستنزاف الاحتياطي الأجنبي، واهداره في تمويل حروبهم، تحت مسمى “المجهود الحربي”.
وكانت مصادر في البنك قد أكدت أن الحوثيين طبعوا 50 مليار ريال لتغطية رواتب موظفي الجهاز الإداري للدولة، دون غطاء أجنبي، وهو ما تسبب بترنح الاقتصاد الوطني، وتهاوي سعر الريال اليمني أمام الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته.
ويسيطر الحوثيون على قرار البنك المركزي، ووفقا لمصادر خاصة، فإن الوكيل المعين من قبل الجماعة” ابراهيم النهاري”، بات يمتلك جميع صلاحيات محافظ البنك محمد بن همام، وهو من يوجه بالسحب من الاحتياطي النقدي.
وتسببت الاجراءات الأمنية للحوثيين باعتقال عشرات الصرافين وقيام مسلحين أمام ما تبقى منها للمراقبة، في تحقيق استقرار “وهمي”، لسعر الصرف.
ووفقا لمتعاملين، فقد بلغ سعر الصرف، اليوم الأحد، 280 ريالا للدولار الواحد، بعد أن كان قد وصل في الأيام الماضية إلى 320 في السوق السوداء.
والتزم البنك المركزي الصمت فترة طويلة إزاء تهاوي العملة، لكن المحافظ” محمد بن همام”، خرج في بيان الخميس الفائت، يحمل فيه الحوثيين “ضمنيا” السبب في التدهور الحاصل بسبب تدخلاتهم في سياسة البنك.
وقال بن همام في بيان، وصل يمن مونيتور نسخة منه، “نعمل نحن في قيادة البنك بشكل متواصل مع البنوك التجارية وشركات الصرافة في التغلب على الصعوبات واحتواء التطورات الأخيرة في سوق الصرف، وذلك بتحييد أنشطته وأنشطة البنوك التجارية والمؤسسات المالية، وهذا ما أثر مباشرة على معيشة المواطن وخاصة ذو الدخل المحدود الذين يأتون على قمة سلم الأهداف المعلنة للجميع”.
وفيما كانت العملة الوطنية تهوي إلى أدنى مستوياتها، ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل جنوبي، كما قام الحوثيون الذي يسيطرون على السوق السوداء في العاصمة صنعاء ومدن مختلفة، برفع سعر مادتي البنزين والديزل بواقع 50% عن السعر السابق.
وقال أحد التجار لـ”يمن مونيتور”: إن ارتفاع سعر الدولار أمام الريال خلق فوضى كبيرة في الأسواق التجارية اليمنية، إضافة عوامل الحرب والأزمات السياسية، وهو ما تسبب في إفلاس عدد من التجار ورحيل رأس المال والمستثمرين من اليمن.