ذكرى مجزرة هران، تلك الفاجعة الأليمة التي لن تمحى من ذاكرة اليمنيين عامة وذاكرة أبناء مدينة “إب” خاصة.
ذكرى مجزرة هران، تلك الفاجعة الأليمة التي لن تمحى من ذاكرة اليمنيين عامة وذاكرة أبناء مدينة “إب” خاصة.
في مثل هذا اليوم، برزت الخيانة والوحشية فيه في أقبح صورة حين تم استدراج القائد أمين الرجوي، رجل السلام والحوار، ليلاقي حتفه في أبشع جريمة ضد الإنسانية مع عدد من الأحرار المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسرياً، حيث وضعوا دروعاً بشرية في مكان لقصف الطائرات، مقيدين مكبلين قد أغلقت على حيواتهم الأبواب إلا باب الرحمة والجنة إن شاء الله.
ونحن نحيي ذكرى هذه المجزرة الوحشية التي ذهب ضحيتها رجال عاهدوا أنفسهم على الحرية حتى وهم في الأسر، يواجهون الموت بلا حول ولا قوة بعد أن تم اقتيادهم عنوة إلى جبل هران في ذمار ليتم تصفيتهم في موقع كان ضمن المواقع المحدد ضربها لكونها مخازن أسلحة لمليشيا الحوثي.
ونحن نحيي هذه الذكرى الأليمة نقول للقائد الرجوي إن مدينة إب رغم المصاعب والمحن ما زالت تسير على وقع خطاه في نهج السلام وتجنيب الأبرياء حرب مدمرة تأكل الأخضر واليابس، بإفساح المجال للحوار وأعمال الساسة رغم عدم التعويل على مخرج عادل ومنصف.
إن دماء الشهيد الرجوي ورفاقه لن تسقط بالاتفاقات السياسية أو مرور الزمن والأحداث الجسام، بل حية في ضمائرنا باقية مشاعل لدروبنا ومنارات لخطانا ومسيرنا..
وسيسقط تحت أقدام التاريخ والأجيال من سفكها بدون حق تعنتا وصلفا وفجورا.
لن يتهاون التاريخ أو يعفو عن جماعة مارست طقوس النازية ضد الأبرياء العزل وأصحاب الفكر الحر والكلمة الصادقة بقتلهم وتشريدهم أو اعتقالهم وتغييبهم.
حدثنا التاريخ أن هذه الجماعات لا تسود أو تبقى، فهي تصنع أسباب هلاكها وزوالها بنفسها وحصائد أعمالها الوحشية.
ولكل مرحلة تاريخية رجالها الأفذاذ الذين يهبون حيواتهم رخيصة لمبادئهم، ولقد كان الشهيد الرجوي مثالاً للمربي الفاضل ورجل السلام المناضل وصورة مشرقة للوعي بحق هذا الوطن والسعي بكل الطرق لإنقاذه وتغليب مصلحته.
فكان من البدهي أن يصطفي الله للشهادة من هم على شاكلته.
وبالمقابل يكون الخزي والعار والعقاب لقتلته.