شبح المجاعة يخيم على اليمن
توسعت رقعة الفقر في اليمن وتخطت نسبته 60% من السكان بعد توقف الإنتاج وحركة النشاط الاقتصادي وهيمنة جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح على الخزينة العامة وصرف نحو ثلاثة مليار دولار من النقد الاحتياطي على الحرب.
يمن مونيتور/ الجزيرة نت
توسعت رقعة الفقر في اليمن وتخطت نسبته 60% من السكان بعد توقف الإنتاج وحركة النشاط الاقتصادي وهيمنة جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح على الخزينة العامة وصرف نحو ثلاثة مليار دولار من النقد الاحتياطي على الحرب.
ومنذ سقوط صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 تحت سيطرة الحوثيين، نزح نحو مليوني نسمة من مناطق الحروب إلى مناطق آمنة في هجرة داخلية، وفقد مئات الآلاف وظائفهم وأعمالهم المعتمدة في أغلبها على القطاع الخاص، مما ضاعف من الأزمة الإنسانية المتفاقمة منذ سنوات عدة.
فقدان المعيل
وكشفت جمعية بناء الخيرية للتنمية الإنسانية عن مقتل 2010 وجرح 12 ألف مواطن في مدينة تعز منذ أبريل/نيسان 2015 مما يعني ارتفاع نسبة الأسر الفاقدة للمعيل، بينما تحتاج 70% من الأسر لمساعدات عاجلة في مديرتي الوازعية والمخا بمدينة تعز، انضافت لها 6 ألف أسرة نزحت مؤخرا.
ويقول رئيس ائتلاف الإغاثة في مدينة تعز عبد الكريم شمسان إن الأخيرة لا تزال تعاني من الحصار والحرب الجائرة عليها علاوة على انقطاع الماء والكهرباء ومعاناة نحو 90% من الفقر والبطالة، مشيرا للمخاوف من انتشار الأمراض كحمى الضنك والملاريا، بالإضافة إلى سوء التغذية جراء ارتفاع أسعار السلع الغذائية وعدم وجود دخل ثابت لأبناء المدينة التي يتجاوز سكانها نحو 3 ملايين نسمة.
ودعا شمسان في حديثه للجزيرة نت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بفك الحصار عن المدينة وتقديم المنظمات الدولية المساعدات المختلفة العاجلة كالغذاء والدواء.
تفاقم الاحتياجات
وفي مدينة عدن يؤكد مركز الإغاثة العليا الرئيسي أن نصف المحافظات اليمنية بحاجة إلى مئة ألف سلة غذائية عاجلة للأسر النازحة والفقيرة بشكل شهري، منبها إلى أن قطع الطرق الداخلية وضعف وصول الأدوية تسبب في انتشار الأمراض المعدية كحمى الضنك والجذام، ومعاناة أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية كغسيل الكلى والسكري، وفوق هذا كله تكدّس النازحون في أطراف المدن.
ويرى المنسق العام للجنة العليا للإغاثة في عدن جمال محفوظ بلفقيه أن المساعدات التي تصل لليمن لا تفي بالاحتياجات ولا تناسبها خاصة في المحافظات الأشد فقرا كأبين ولحج والضالع وتعز والحديدة، وعدم توزيع المساعدات بشكل منظم.
وكشف بلفقيه للجزيرة نت أن مركز الملك سلمان للإغاثة ومكتب التنسيق للجنة العليا للإغاثة كجهة إشرافية في عدن سيرسلان نحو مئة ألف سلة غذائية ومائتي طن من التمور لمحافظة تعز بالتعاون مع إحدى الجمعيات المحلية خلال الأيام القادمة.
كما ستوزع اللجنة العليا للإغاثة وجبات خلال شهر رمضان ونحو سبعين ألف سلة غذائية لثماني محافظات تكتظ بالأسر النازحة وأسر القتلى والجرحى وهي حضرموت ولحج وأبين والضالع وشبوة وتعز وإب.
هجرة داخلية
وفقا لمصادر حكومية فقد نزح حوالي 750 ألف مواطن إلى محافظة مأرب شرقي اليمن باعتبارها إحدى المحافظات الآمنة ومركز قيادة التحالف العربي، وتتجاوز الهجرة الداخلية من مناطق الحروب بنحو مليوني مواطن، بينما نزح نحو نصف مليون إلى السعودية منذ سقوط صنعاء تحت سيطرة مليشيا الحوثي وصالح.
ويهدد شبح المجاعة النازحين بسبب شح الغذاء والدواء، وتدهور الخدمات في التجمعات السكانية المكتظة وانقطاع الكهرباء لأكثر من سنة ونصف السنة عن معظم المحافظات حتى اليوم. ولمعالجة هذا الوضع يقول عضو مؤتمر الحوار الوطني متعب بازياد للجزيرة نت إن هناك وسائل للتخفيف من وطأة المجاعة في اليمن من بينها منح المغتربين اليمنيين في دول مجلس التعاون الخليجي فرصا أكبر للعمل والحركة وتسهيلات السفر والإقامة.
وتلعب تحويلات المغتربين -الذين يتجاوز عددهم مليونا عامل في السعودية وحدها- دورا رئيسيا في إعالة نحو ثمانية ملايين مواطن في الداخل والتخفيف من حدة الفقر والأوضاع الإنسانية الصعبة.