إن التعليم مسألة تهم كل فرد من أفراد الوطن الذي يسعى للرقي والتفوق والبناء الجاد له وأسرته ومجتمعه وأمته، ولهذا ترى كل أمة من الأمم تهتم بذلك كثيرا، وتنفق الأموال الطائلة، في سبيل تحقيق علماً نافعاً لأبنائها، لأنه العماد الحاضر وركيزة المستقبل، وهم الأساس في رقي الأمة وتقدمها.
إن التعليم مسألة تهم كل فرد من أفراد الوطن الذي يسعى للرقي والتفوق والبناء الجاد له وأسرته ومجتمعه وأمته، ولهذا ترى كل أمة من الأمم تهتم بذلك كثيرا، وتنفق الأموال الطائلة، في سبيل تحقيق علماً نافعاً لأبنائها، لأنه العماد الحاضر وركيزة المستقبل، وهم الأساس في رقي الأمة وتقدمها.
إن المجتمعات الناهضة هي التي تهتم بتعليم أبنائها، من الروضة إلى الدكتوراة وما فوقها، لأنها تتعشم فيهم خيراً، بالنهوض بها إلى أرقى المراتب.
ولو خصصنا الحديث هنا على طلاب العلم في اليمن الحبيب الموجوع، فطلاب العلم في اليمن، تعرفهم بسيماهم، ووجوههم الشاحبة، وضعف أجسادهم، وشحة الإمكانيات لديهم.
ليس بالغريب عليك أن ترى طالباً من طلاب العلم في اليمن، يعاني شظف العيش وقسوة الإمكانيات، وصعوبة الحصول على حقوقه البسيطة، ولذلك تراه مصارعا لمآسي الدهر، ونائبات الأيام والساعات، فتجده يعمل صباحا ويتعلم مساء، أو عكس ذلك.
كان هذا سابقا، أما الآن، فإن الحرب قد أضافت إلى العناء معانات، وإلى المأساة مآسي كثيرة، ووسعت دائرة المكابدة، فكيف هي حال طلاب العلم مع هذه الأوضاع المأساوية، التي لم نلق منها رمق خير.
لا تغيب عليكم حال طلاب العلم في اليمن، مع الأوضاع المريرة، والحرب القذرة، التي تركت لنا الوباء في كل شيء.
إن من الطلاب من توقف عن مواصلة مرحلته التعليمية، وذلك بسبب ذهاب المرفق التعليمي، سواء إلى الركام والهلاك، أو إلى بين يدي أقفال صامتة، وإن منهم من توقف عن التعليم مجبراً، وذلك ليذهب للبحث عن لقمة عيش يجير بها نفسه وأسرته الفاقدة لمقومات الحياة، وإن منهم من أتته المنية وبين يديه كتاب.
كيف نكون منصفين في حديثنا في هذا الجانب، فلا شك أنه هناك فئة لا تزال تواصل تعليمها، لكن نصيبها من هذه الأوضاع قد أتاها، وهو ضعف وتردي المستوى، وذاك عائد على شحة الإمكانيات، إن نقل عدمها.
إن شرح حال طلاب العلم في بلدي، بحاجة ماسة، إلى قلم صبور، وعقل يتحمل ذكرى الأسى، وإلى قلب داع لهم بالصبر الجميل والسلوان، ثم إن من يعش بين ثنايا طلاب العلم في اليمن، يقرأ ما تكنه صدورهم من حب عظيم لوطنهم وللإنسان بشكل عام، وإن من ينظر في الطلاب، بصرياً وقلبياً، يجد لسان حالهم تقول لمن يزعمون أنهم سيعيدون لهم حقوقهم، وللإسلام مجدة” نحن لا نجهلم من أنتم غسلناكم وعصرناكم وجففنا الغسيل، كما قال الشاعر الكبير “أحمد مطر”.
كل عام وطلابنا أشد جلدا، وأكثر قراءة للحياة، ولا شك أن العقل اليمني، الكائن في هؤلاء العزل، هو من سيعيد لليمن مجده، وحضارته التي تزدحم بها كتب التأريخ.