لا جديد على الأرض ، فكل التفاصيل تعطي مساحة أكبر لبقعة السواد كي تتمدد أكثر وأكثر ، معطيات جديدة فُرضت لتصبح في صدارة المشهد اليمني الذي لا حول ولا قوة له إلا من باب فتح ذراعيه للمزيد من التجليات التي وُريت لمآرب ستفصح عنها الأيام وربما الأشهر المقبلة حسب ظروف مرشحة للظهور قريباً.
لا جديد على الأرض ، فكل التفاصيل تعطي مساحة أكبر لبقعة السواد كي تتمدد أكثر وأكثر ، معطيات جديدة فُرضت لتصبح في صدارة المشهد اليمني الذي لا حول ولا قوة له إلا من باب فتح ذراعيه للمزيد من التجليات التي وُريت لمآرب ستفصح عنها الأيام وربما الأشهر المقبلة حسب ظروف مرشحة للظهور قريباً.
تدور المفاوضات في حلقة مفرغة حول نفسها حيث لم تفضِ لجديد منذ ثلاثة أسابيع حتى مسألة المعتقلين تم الإعلان عنها للتسلية لا أكثر ، وهو ما يشكل عبئاً على المواطن المنتظر لبصيص أمل فُتحت نافذته من الكويت لكنها لم تجد العزيمة والإرادة الكفيلة بإيصاله إلى وطن تكهنت التقارير الدولية بأنه سيذهب لانهيار بعيد المدى بسبب التعنت المتعمد من قبل سلطة الأمر الواقع المُقابل بسوء إدراك من حكومة هشة لم تتعامل مع ملف المفاوضات حتى الآن بصورة حازمة واكتفت بمجاراة محترفي التملص الذين يجرونها من يوم لآخر إلى حيث يريدون بغية تحقيق جل أهدافهم الضامنة لبقاء شوكتهم في حنجرة البلاد.
الكثير من التطورات المتسارعة تجعلنا في مأزق كبير لمواصلة المشوار نحو التحرر والخلاص من كماشة الإنقلاب المبني على صناعة الإنهيار وإحداث الدمار والتغلغل بكل الوسائل الوحشية من قتل وتشريد وممارسات تعسفية واختطفات غير مبررة تزيد الواقع تعقيداً وتنتج أزمات جديدة إلى جانب الأزمة الكبرى التي أنتجت شللاً تاماً في كافة المجالات الحيوية ..انهار الوطن مع أول رصاصة حوثية أطلقت في خاصرته ، ثم ما إن حاول العودة رويداً من خلال مقاومة الصلف الحوثي والهوشلية المسلحة حتى وُجه بركاكة غير مبررة في التعامل مع الملفات الشائكة والعاجلة التي من شأنها معالجة الكثير من الإشكاليات والمساهمة في الحد من حالة التفلت التي أنتجت سوءات باتت إلى جانب ما أفرزته المليشيات السلالية من تفرقة وتمزيق للنسيج الإجتماعي ونشر الفوضى وسيادة اللا قانون وتوزيع الخوف والجوع على كل الوطن باتت تهدد كل ما نُسب لليمنيين من قيم وأخلاق تعاملية ميزتهم عن غيرهم من البلدان العربية وهو ما يبدو واضحاً من خلال التطورات السلبية في بعض المحافظات الجنوبية المتبنية لطرد المواطنين الشماليين تحت مبررات لا يمكن استساغتها بالمرة وهو ما يدعو لتدخل حكومي واضح وصارم حيث وهي فرصة مثالية لتأكيد التواجد الحكومي ومواكبته لكافة الإخلالات التي بحاجة إلى معالجة آنية حتى لا تتفاقم وتصبح نافذة لتسلل العدو الأوحد واللعب عليها لتحقيق مآرب يمكنه بواسطتها إعادة نفوذه العسكري أكثر وأكثر على الأرض.
هناك عيون إقليمية ودولية ترقب كل جديد في اليمن وتتخذ منه سبيلاً مناسباً للتواجد التنسيقي والعسكري أيضاً في خروج واضح عن مظلة التحالف العسكري العربي العاجز عن توضيح مسارات الحرب في البلاد أو حتى التعامل الفعلي مع المستجدات الحالية وانتظاره لما ستؤول إليه مفاوضات الكويت العقيمة…
يتمدد الإنهيار في كل اليمن بأريحية تامة، فالأداة الإنقلابية لا زالت تمارس هوايتها التمزيقية ،والشرعيون يُبدون عجزاً مريباً لتأكيد حضورهم في مسرح ما تم تحريره حتى الآن ، والمنقذون يرقبون محادثات غامضة رتبت لها الأمم المتحدة لا تعدو عن كونها نزالاً عبثياً جديداً في سبيل الإستهتار بالمجتمع الدولي والرقص على أنين واحتياجات الأبرياء والإستفادة من الوقت لفرض تطورات يمكن استغلالها لإنجاح محاولات الحوثيين الحثيثة من أجل ضمان تواجد قوي في مستقبل وطن سلبوه كل ملامحه ونهبوا منه كل ما يملك…هكذا تبدو الصورة سوداء فيما يتمدد الإنهيار مستغلاً كل ما يعزز من تفاقمه دون مواجهة تذكر إلا من محاولات بإرادة ذاتية لإثنائه أو تأخيره وهو ما أخشى أن يفتح المجال لاستكمال ما تبقى في ظل المعطيات المعقدة والتطورات المتسارعة المخيفة…