آراء ومواقف

السلام اليمني يخرج من الكويت

د. إبراهيم بهبهاني

في ذاكرة معظم أهل الكويت قصة عن اليمن، لدى الغالبية منهم علاقة وطيدة بأبناء اليمن.. وقبل 50 عاماً تقريباً وكما نشر في احدى الصحف اللبنانية خبر مضمونه يقول «عودة الشيخ صباح السالم من مصر بعد محادثات مع جمال عبدالناصر حول اليمن، اتفق في نهايتها على تكليف الشيخ صباح الاحمد وزير الخارجية آنذاك بإكمال المهمة».. وأنا بحكم عملي وعلاقتي الطويلة بـ «الهلال الأحمر الكويتي» أعرف أن لها تاريخا عريقا بمساعدة اليمنيين، ولها مكتبان دائمان يقومان بالاعمال الإنسانية والإغاثية ويشرف عليهما الدكتور عبدالرحمن العوضي. في ذاكرة معظم أهل الكويت قصة عن اليمن، لدى الغالبية منهم علاقة وطيدة بأبناء اليمن.. وقبل 50 عاماً تقريباً وكما نشر في احدى الصحف اللبنانية خبر مضمونه يقول «عودة الشيخ صباح السالم من مصر بعد محادثات مع جمال عبدالناصر حول اليمن، اتفق في نهايتها على تكليف الشيخ صباح الاحمد وزير الخارجية آنذاك بإكمال المهمة».. وأنا بحكم عملي وعلاقتي الطويلة بـ «الهلال الأحمر الكويتي» أعرف أن لها تاريخا عريقا بمساعدة اليمنيين، ولها مكتبان دائمان يقومان بالاعمال الإنسانية والإغاثية ويشرف عليهما الدكتور عبدالرحمن العوضي.
ومن خلال الوثائق والكتب التي صدرت عن علاقة الكويت باليمن يظهر حجم الدور الإعلامي والثقافي التنموي، الذي قامت به دولة الكويت تجاه هذا البلد العربي الضارب في أعماق الجغرافيا والتاريخ، فهيئة الجنوب والخليج العربي كانت وستبقى شاهدة على ذلك، فمن إنشاء الجامعات والمدارس إلى جميع انماط الجوانب التنموية، كانت الكويت حاضرة في مدن اليمن واسمها يعلو خفاقاً على صروح المستشفيات والجامعات على وجه الدقة والتخصيص، وهناك أجيال من أبناء اليمن تخرجوا في جامعتها التي بنتها الكويت، والمساعدات الإنسانية والطبية التي وفرتها لهم.
ذلك العطاء بقي في وجدان أبناء اليمن، وتجسدت معانيه في العلاقات الطيبة والوطيدة التي ربطت بين الدولتين والشعبين، وكانت الكويت بقيادتها الحكيمة وربان سفينتها، تحتضن قيادات اليمن على أرضها وفي وساطات حميدة أثمرت عن تفاهمات ومصالحات لم تكن أي دولة تقوم بهذا الدور لعدم توافر الثقة والحيادية في العلاقة.
لهذا تم استثمار ذاك الرصيد وبنت عليه كافة الأطراف المتصارعة، ومهدت له باختيار الكويت مكاناً آمناً وحيادياً وصاحب رصيد وثقة من كل المجموعات المتحاربة… والشهادات التي قيلت في دور الكويت على الصعيد الخارجي كانت خير مثال على ما نقول… وفي كل هذا بقي اسم ودور صاحب السمو حفظه الله ورعاه، رائداً وحكيماً، فقد عاصر احداث اليمن منذ الستينات وعرفها عن قرب وأدى دوره بأمانة ونجح فيه وكسب ثقة الجميع، وها هي الكويت اليوم بقيادة صاحب السمو الأمير ترعى المصالحة اليمنية التي تجري على أراضيها وتوفر لها الأرضية الصالحة لبناء الثقة واتمام الحل السياسي للحرب الدائرة هناك، وتعمل بكل ما أوتيت من إمكانات على جمع الفرقاء ودعم الوسيط الدولي، كي تتقدم المحادثات وتخرج بنتائج إيجابية.. ربما تكون ونحن ندعو الله أن تتكلل المفاوضات بالنجاح، ويخطو اليمن نحو إعادة السلام والبناء.
سيكون يوما عظيماً وسعيداً عندما تخرج من الكويت راية السلام والحل لليمن ويحقق سعادته بين ابنائه ويعيد الأمن والأمان لأبنائه… فاليد التي تبني وتعمر هي اليد التي تعلو وتبقى جيلاً بعد جيل.
نفلا عن جريدة القبس الكويتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى