مستخرجو الملح في شبوة اليمنية.. أجرٌ بخس وعمل شاق محفوف بالمخاطر (تقرير خاص)
يمن مونيتور / وحدة التقارير / من أحمد بارجاء
منذ أكثر من 20 سنة، يعمل علي القرموشي البالغ من العمر 30 عاما في مهنة استخراج الملح بقرية عياذ بمديرية جردان محافظة شبوة شرقي اليمن، ليعيل أسرته رغم صعوبات العمل الشاقة والمخاطر التي قد تودي بحياته، حيث تعلم هذه المهنة عن أبيه منذ صغره باعتبارها المهنة الأساسية لسكان قريته “عياذ”.
يقول علي لـ”يمن مونيتور” إن العمل في استخراج المحل يتطلب جهداً بدنياً عالياً، إذ يستيقظ الساعة 5:00 فجراً ليتوجه إلى جبل الملح في منطقته، وهناك يعمل رفقه آخرين طوال ساعات الصباح مستخدماً معدات بدائية، وحتى ساعات الظهيرة يكون علي قد تمكن من استخراج أربعة إلى خمسة أكياس من الملح، بقيمة تصل إلى 950 ريالاً (الدولار=1200 ريالاً يمنياً) ”
يؤكد القرموشي، أن العمل في هذه المهنة لا يكفي حتى مصاريف بيته الأساسية من أكل وملبس، غير أن انعدام فرص العمل وتدهور الأوضاع دفعته للعمل بهذه المهنة، وإذا ما عرضت عليه فرصه لعمل آخر يقول على إنه سوف يترك هذه المهنة الشاقة.
ويحظى المنجم الصخري باهتمام وإقبال أفراد قبيلة القراميش شمال مديرية جردان شرق شبوة التي يقع المنجم في أراضيها، حيث يتم استخراج كميات من الملح قبل تجميعه وتسويقه لبيعه في بقية مديريات شبوة وحضرموت والمحافظات اليمنية الأخرى.
“علامات استخراج الملح”
يقول القرموشي، إن هناك علامات معينة يتم من خلالها معرفة أماكن استخراج الملح من الجبل الصخري في قريته، مشيراً إلى أن الخطوط البيضاء تؤكد أن هذا المكان يحتوي على الملح”.
ويضيف القرمشوي، إلى أن ثمة مرحلة أخرى وشاقة من مراحل استخراج الملح وهي انتشال التراب من فوق طبقة الملح التي تم التعرف عليها، حيث يمضي العامل وقتاً طويلاً يصل إلى نحو 8 أيام حتى يصل إلى الطبقة التي تحتوي على الملح”.
كيميائيًا، يتكون الملح من مادةٍ تنتج من تفاعل حمضٍ مع أساسٍ، ويدعى هذا النوع من التفاعلات بتفاعلات التعادل، ويشير اسم الملح بشكلٍ عام إلى كلوريد الصوديوم، وهو مادةٌ غير عضويةٍ هامة جدًا لجسم الإنسان والحيوانات كما أنها تدخل في الصناعة، ويدعى الملح الصخري بملح الطعام للتمييز بينه وبين المركبات الكيميائية المصنفة تحت اسم الأملاح.
“عمل شاق محفوف بالمخاطر”
العمل في مهمة استخراج الملح اليتي يتشبث بها سكان بلدة القرموشي كمصدر للعيش، محفوفة بالمخاطر، فقط سبق وأن أودت صخور وجبال الملح بحياة ستة عاملين قبل سنوات، وتتضاعف صعوبات العاملين لاسيما في موسم هطول الأمطار حيث يضطرون إلى التوقف عن العمل؛ لعدم توفر الآلات لديهم لشفط المياه الراكدة، الأمر الذي يؤدي إلى توقفهم عن العمل لشهور .
وتكمن خطورة استخراج الملح، عند قيام العاملين في هذه المهمة الشاقة، بنقل أكياس الملح على أكتافهم من أسفل الجبل إلى الأعلى عبر منحدرات خطيرة، كما تشكل الصخور المتساقطة خطراً آخر يهدد حياة العاملين من أبناء المنطقة.
وبحسب الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن فقد ارتفعت نسبة البطالة إلى 70%، وازدادت نسبة الفقر إلى 90%، واضطرت أكثر من 50 % من الشركات المحلية إلى تسريح غالية موظفيها وتقليص رواتبهم، في حين أغلقت 26% مقارها، وسرحت مئات آلاف العمال من وظائفهم.
ويواجه اليمن بسبب الحرب الدائرة منذ 2015، تحديات كبيره وأوضاع اقتصادية واجتماعية في غاية الصعوبة، والتعقيد ويأتي في مقدمتها توقف المرتبات وفقدان قيمتها نتيجة لانهيار العملة الوطنية وارتفاع الاسعار وارتفاع مهول في معدلات البطالة، وفقاً للاتحاد.