تراجم وتحليلاتعربي ودولي

ثوار سوريا المعتدلون في حيرة

نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً من المنطقة الجبلية على الحدود التركية السورية أشارت فيه إلى حيرة الثوار السوريين بين خيارين إما قبول تسوية مع النظام السوري أو الانضمام للقتال إلى جانب الجماعات المتحالفة مع تنظيم القاعدة.
يمن مونيتور/WALL STREET JOURNAL
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريراً من المنطقة الجبلية على الحدود التركية السورية أشارت فيه إلى حيرة الثوار السوريين بين خيارين إما قبول تسوية مع النظام السوري أو الانضمام للقتال إلى جانب الجماعات المتحالفة مع تنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين الذين انشقوا عن الجيش السوري يشكون بسبب حالة الضعف التي أصابتهم بسبب أشهر من القصف الروسي والذي دعم موقف النظام السوري بقوة، وقد انتهت محادثات السلام الشهر الماضي بدون تحقيق أي تقدم يذكر مع تصاعد العنف في حلب شمال سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصير المعارضة السورية المعتدلة هامة للغاية بالنسبة لجهود الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، فإذا ترك الثوار القتال أو انضموا إلى الجماعات المتشددة التي تقاتل النظام السوري، فإن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على تشكيل مستقبل ما بعد الحرب فضلاً عن خسارتها للحلفاء المحتملين في الحرب ضد «تنظيم الدولة».
وقالت الصحيفة: إن قادة الثوار المقربين من الولايات المتحدة يحذرون من حالة الجمود الدبلوماسي وتجدد الغارات الجوية على المناطق التي يسيطرون عليها الأمر الذي قد يدفع الناس إلى الانضمام للجماعات المتشددة على غرار «جبهة النصرة» والتي وضعها مجلس الأمن الدولي على قائمة المنظمات الإرهابية ومستبعدة من أي تسوية محتملة مع النظام السوري.
ونقلت وول ستريت جورنال عن علي عثمان، البالغ من العمر 26 عاماً والذي انشق عن الجيش السوري ومتواجد في المنطقة الجبلية على الحدود مع تركيا، قوله: «زوجتي تطلب مني يومياً أن أترك الجبال وتسألني على الدوام لماذا أواصل القتال؟».
ولفتت الصحيفة إلى أن عثمان ورفاقه يحاولون الحفاظ على موطئ قدم أخير ومثلما هو الحال في المناطق الأخرى التي يشارك الثوار المعتدلون السيطرة عليها مع «جبهة النصرة» فإنهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى التنسيق وتقاسم الموارد الشحيحة خاصة عندما يتعرضون لهجوم من قوات النظام السوري وحلفائه، وأعلنت «جبهة النصرة» و6 مجموعات أخرى أنهم بصدد إعادة تكوين مجلس مشترك للقيادة للانتقام من أفعال النظام السوري الأخيرة.
وقالت الصحيفة: إن كلاً من النظام والجماعات المتشددة تحاول جذب الثوار المعتدلين إلى صفوفهم، حيث يقول عثمان: إن «جبهة النصرة» تحاول تجنيد المقاتلين من خلال مقاطع الفيديو البارعة فيما يواصل النظام السوري إلقاء المنشورات على القرى التي يسيطر عليها الثوار في اللاذقية والتي تطالبهم بالاستسلام أو الموت.
وبحسب عثمان فإن مجموعته كانت تحظى بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وتركيا، ولكن عدد المقاتلين في صفوف المجموعة حاليا أقل من 500 بعد أن كان 2800 مقاتل قبل عام واحد.
وأضاف عثمان: «الكثيرون قُتلوا أو تعرضوا للإصابة الشديدة، وليس باستطاعتنا القتال بمفردنا»، في إشارة إلى الحاجة للتعاون مع الجماعات الأخرى مثل «جبهة النصرة» وذلك على الرغم من تخوفه وغيره من المعتدلين من التعاون معها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الكثير من الثوار في نفس الوقت مترددون في قتال «جبهة النصرة»؛ نظرا لأن أغلب المقاتلين في صفوفها ينتمون إلى نفس القرى والبلدات، ومثلهم مثل الثوار المعتدلين انتفضوا في الأساس ضد نظام الأسد.
وانتقد عثمان التدخل الروسي قائلا: «لقد تحطمت آمالنا في إحياء الثورة السورية على يد فلادمير بوتن»، منتقداً كذلك داعمي مجموعته قائلا: «كان يجب عليهم على الأقل أن يعطونا أسلحة مضادة للطائرات عندما بدأت روسيا بالتدخل، إنهم يزعمون أنهم يدعموننا فإما أن يستمر هذا على طول الطريق أو ما كانوا قاموا بذلك من البداية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى