الأخبار الرئيسيةغير مصنف

محادثات السلام اليمنية تقترب من حافة الفشل

علّق المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء اليوم السبت، المشاورات المباشرة بين الأطراف اليمنية، على خلفية امتناع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق تنفيذ التزاماتهم، والدخول في جدول الأعمال المتفق عليه.

يمن مونيتور/ الكويت/ خاص
علّق المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء اليوم السبت، المشاورات المباشرة بين الأطراف اليمنية، على خلفية امتناع وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق تنفيذ التزاماتهم، والدخول في جدول الأعمال المتفق عليه.
قرار ولد الشيخ، جعل من محادثات السلام اليمنية المقامة في دولة الكويت منذ 21 أبريل/ نيسان الفائت، تقترب من حافة الفشل الذي لازم نظيراتها السابقة المقامة في جنيف ومدينة بيال السويسرية، منتصف يوليو، ديسمبر الماضيين.
ومنذ السبت الماضي، لم تشهد المحادثات اليمنية في الكويت، سوى جلستين فقط، فبعد تعليق الوفد الحكومي مشاركته لمدة 3 أيام، على خلفية هجوم الحوثيين على قاعدة العمالقة العسكرية، شمالي البلاد، لم تلتئم جلسة أمس الجمعة، كما فشلت جلستا، اليوم السبت، في الدخول بجدول الأعمال.
وعلى الرغم من التقدم النوعي المحزر، الخميس الماضي، بتقسيم المشاركين إلى 3 لجان تتولى مناقشة المسارات الأمنية والسياسية وملف المعتقلين والسجناء بالتوازي، وموافقة الطرفين على ذلك، رغم اختلاف في مسميات اللجان فقط، إلا أن تلك” البداية الواعده”، طبقا لوصف المبعوث الأممي، لم تتعمر لمدة يومين، بعد انقلاب الحوثيين وحزب صالح على التزاماتهم، ورفضهم الخوض في جدول أعمال اللجان الثلاث.
واضطر المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، مبعوث الأمم المتحدة لشؤون اليمن، مساء اليوم السبت، لـ” تعليق المشاورات المباشرة ” بالكويت بين الأطراف اليمنية، بعد تراجع وفد “الحوثي-صالح” عن التزاماتهم المسبقة، وفقا لمصدر مقرب من المفاوضات.
وقال المصدر لـ”يمن مونيتور”، إن هذا التعليق جاء بعد أن وصلت جلسات اليوم المسائية بين الوفدين لطريق مسدود”، مشيراً إلى أن من سماهم “الانقلابيين” رفضوا الاستمرار في التقدم بالنقاش عبر اللجان المشكلة، وعدم التعامل مع جدول الأعمال ولا التفاعل مع اللجان قبل تشكيل سلطة تنفيذية جديدة”.
وأضاف المصدر، “اصطدم الانقلابيون مع الأمم المتحدة برفض الاتفاقات السابقة، وطلبوا حواراً حسب أولوياتهم”، رافضين الإطار العام الذي قدمته المنظمة الدولية.
وتابع، أن “وفد الحكومة سلم اليوم قائمة أولية بأسماء السجناء والمعتقلين والمخفيين قسرا، ووجه رسالة طالب فيها بالإفراج الفوري عن السجناء السياسيين والمختطفين والمعتقلين، مؤكدا على أهمية تفعيل دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعتبارا من هذا الأسبوع”.
ووفقا للمصدر، فقد ذهب وفد الحوثي ـ صالح، إلى مطالب جانبية ليست موجودة على طاولة أي من اللجان الثلاث، مثل تحديد موقف من تواجد قوات أمريكية في جنوب اليمن لمحاربة القاعدة، ورفع الحصار الجوي، الذي يُلزم الطيران المدني القادم من صنعاء على التوقف للتفتيش في مطار “بيشه” السعودي، ذهابا وإيابا إلى اليمن.
وسبق تعنت الحوثيين على طاولة الحوار، تصريحات لرئيس وفد الحوثي-صالح، محمد عبدالسلام، ذكر فيها أن “رفض انتهاك السيادة اليمنية ودخول قوات أجنبية واحتلال موانئ ومطارات، هو المعنى الحقيقي للدولة وللهوية الوطنية الجامعة”.
وقال عبدالسلام في تغريدات على صفحته بموقع تويتر، “ليخرج الاحتلال من بلدنا غزاة وعتاد، ومن يدّعي الشرعية ويتحدث عن سلاح الجيش عليه أن يخبرنا أولاً عن معنى السيادة والاستقلال والحريّة”.
وأضاف، “يوم كنّا نقول القاعدة وداعش تتواجد في بعض مناطق الجنوب ويجب على الجيش (الموالي لهم) أن يتولى مهمة مواجهتهم استنكروا ذلك، واليوم نسألهم (في إشارة للحكومة) أمريكا لماذا جاءت؟”.
ويقول الحوثيون، إنه تم الاتفاق على أن تناقش اللجان المشكلة الرؤى وليس المهام، وأن عمل اللجان لن يتقدم ما لم يتم الاتفاق على شكل الدولة والسلطة في الفترة الانتقالية.
ونقلت قناة المسيرة ووسائل إعلام مقربة من الحوثيين، عن مصادر في وفدهم التفاوضي، أن الذهاب إلى اللجان بدون وضوح وعدم توافق “هو دوران في حلقة مفرغة وتضييع للوقت”.
ولفت المصدر إلى أن من يصفونه بـ”وفد الرياض”، في اشارة للوفد الحكومي، هو “طرف حرب وخصم وليس من المقبول أن يكون هو الدولة”.
وعلى الرغم من اقتراب المشاورات اليمنية من حافة الفشل أكثر من أي وقت مضى، إلا أن الوفدين التفاوضيين، لا نية لهما مغادرة الكويت، وستتواصل جلسات الأعمال غداً الأحد، ولكن بشكل منفصل، على هيئة لقاءات يجريها المبعوث الأممي مع كل طرف على حدة.
وأعلن المبعوث الأممي على صفحته الرسمية في فيسبوك، مساء اليوم السبت، أن المشاورات ستتواصل غداً، دون تحديد إن كانت بجلسات مشتركة، أم لا.
ونفى الحوثيون، تعليق المشاورات، وقالت قناة المسيرة في شريطها العاجل، إن (وفد الرياض) يهدف من وراء تسريبات في قنوات العدوان، إفشال المفاوضات، لكن قناة” الميادين”، المقربة منهم، كانت من ضمن القنوات السبّاقة إلى نشر خبر التعليق في شريطها العاجل، والإعلان على لسان مصدر تفاوضي (لا يمكن إلا أن يكون من وفد الحوثيين) أن المشاورات اليمنية ستستمر، ولكن بلقاءات منفصلة مع المبعوث الأممي.
ويرى مراقبون، أن معاودة الحوثيين وصالح، الحديث عن الحصار الجوي وتفتيش الطيران المدني، أو مزاعم تواجد قوات أمريكية في جنوب البلاد، هدفها الضغط على الأمم المتحدة بالموافقة على تشكيل حكومة توافقية، تضمن لهم الشراكة، قبل تنفيذ أي محاور لجان العمل الثلاث.
وترفض الحكومة مطالب الحوثيين بشكل قاطع، ومساء أمس، كتب عضو الوفد التفاوضي الحكومي، عبدالله العليمي، في صفحته على موقع تويتر: “خذوها مني (في إشارة للحوثيين) إفراج عن السجناء وانسحاب وتسليم للسلاح واستعادة لمؤسسات الدولة وعودة للحكومة ثم استئناف العملية السياسية، أو لا سلام ولا وئام”.
وأضاف” أيها الواهمون بالشراكة، والقابعون خلف وهم الوفاق، لن تمروا. لن تمروا. ولن نكون جسراً لتعبروا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى