بينهم الصحفيون الأربعة المحكومون بالإعدام.. وصول الدفعة الثانية من الأسرى المختطفين لمطار مأرب
يمن مونيتور/ مأرب / خاص
وصلت قبل قليل، طائرة تقل أسرى مدنيون مختطفون في سجون الحوثيين إلى مطار تداوين في مأرب شرقي اليمن بالتزامن مع وصول طائرة أخرى إلى مطار صنعاء تحمل على متنها أسرى حرب حوثيون.
وقالت مصادر محلية، لـ”يمن مونيتور”، إن طائرة للصليب الأحمر وصلت إلى مطار “تداوين”، تحمل على متنها الدفعة الثانية من الأسرى اليمنيين الذين كانوا مختطفين في سجون الحوثيين غالبيتهم مدنيون، بينهم الصحفيون الأربعة المحكوم عليهم من قبل الجماعة بالإعدام”.
وأوضحت المصادر، “أن ذلك جرى بالتزامن مع وصول طائرتين للمنظمة الأممية لنقل أسرى حرب حوثيين من مأرب إلى صنعاء على ثلاث مراحل”.
وفي وقت سابق قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، “ما زالت عمليات الإفراج مستمرة لليوم الثالث. وصلت أول طائرة تحمل 48 محتجزًا سابقًا من مأرب إلى صنعاء. وفي الوقت نفسه، وصلت طائرة أخرى تحمل 42 محتجزاً سابقاً إلى مأرب من صنعاء. سيتبعها المزيد من الرحلات الجوية”.
وهذا هو اليوم الثالث والأخير من عمليات تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين، حيث من المنتظر أن يصل إلى مدينة مأرب 89 أسيراً ومختطفاً سيجري نقلهم بطائرتين للصليب الأحمر من صنعاء بينهم 4 صحفيين ونجل نائب الرئيس السابق فيما ستنقل 3 طائرات 107 أسيراً حوثياً إلى صنعاء.
والسبت، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة عبر تويتر، “استمرار عمليات الإفراج عن الأسرى لليوم الثاني، حيث أقلعت أول طائرة تحمل 120 محتجزا سابقا من أبها في السعودية، في طريقها إلى صنعاء”.
والجمعة، أعلنت الحكومة اليمنية الانتهاء من المرحلة الأولى لعملية تبادل الأسرى (تستمر 3 أيام) مع الحوثيين، بعد وصول طائرتين إلى مطاري العاصمة صنعاء وعدن.
وفي 20 مارس/ آذار الماضي، اتفقت الحكومة مع الحوثي على الإفراج عن 887 أسيرا ومختطفا من الجانبين، في ختام مشاورات عقدت بسويسرا بالخصوص.
“الصحفيون الأربعة”
في يونيو 2015، اختطفت جماعة الحوثيين عددا من الصحفيين بعد حملة مداهمات بحق الإعلاميين المناوئين لها في أعقاب سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، ووجهت لهم ما تسميها تهم “مساندة العدو والعدوان”، في إشارة للحكومة اليمنية الشرعية وتحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية.
ووفق آخر إحصائية لنقابة الصحفيين اليمنيين، فإن 49 صحفيا قدموا أرواحهم ثمنا للحقيقة، منذ بداية الانقلاب والحرب التي أشعلتها المليشيا الحوثية قبل أكثر من سبع سنوات.
وفي 11 أبريل 2020، أصدرت محكمة حوثية -تفتقد لأي صفة قانونية- حكما بإعدام أربعة من الصحفيين المختطفين في سجونها وهم: عبد الخالق عمران، وأكرم صالح الوليدي، وحارث صالح حميد، وتوفيق المنصوري.
ومنذ ذلك الوقت، ومعاناة الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين تتزايد كلما طالت مدة اعتقالهم، ففي أواخر مارس 2021، كشف محامي الدفاع عن الصحفيين المختطفين في سجون الحوثيين عن تضاعف معاناة الصحفيين الأربعة المختطفين في سجون الحوثيين بصنعاء والمحكوم عليهم بالإعدام.
وفي مطلع مارس الماضي، كشفت نقابة الصحفيين اليمنيين عن تعرض الصحفيين (حارث حميد، وتوفيق المنصوري، وعبد الخالق عمران) لعمليات تعذيب وحشية من قبل مليشيا الحوثيين في سجن الأمن المركزي بصنعاء.
في أبريل 2021، تحدث خمسة صحفيين أفرجت عنهم مليشيا الحوثيين لصحيفة “الجارديان” البريطانية، وتطرقوا إلى حجم المعاناة في سجون الحوثيون، وأكدوا أنهم تعرضوا لمعاملة مثل التعذيب والتجويع والحبس الانفرادي لسنوات قبل أن يتم عرض قضيتهم أمام قاض عينه الحوثيون في أبريل 2020، وأدانت المليشيا العشرة جميعا، لكن تم إطلاق سراح ستة منهم في ظل ظروف رقابة صارمة ومُنعوا من مزاولة مهنة الصحافة، بينما حُكم على الأربعة الآخرين بالإعدام.
وقال بيان شاركه الصحفيون مع صحيفة الجارديان: “سنحتاج إلى كتابة كتب لوصف (بشكل كامل) ما مررنا به وعانينا في مراكز الاحتجاز هذه، والله وحده يعلم مصاعب ومعاناة عائلاتنا في غيابنا، وما يزال هناك أربعة صحفيين محكوم عليهم بالإعدام داخل هذه السجون المظلمة ينتظرون القدر للتدخل لإنقاذ حياتهم وإعادتهم إلى أبنائهم”.