تغير موازين القوى السياسية بعودة الحزب الاشتراكي للشرعية اليمنية
في خطوة عدها البعض قد تقلب الموازين في ميدان العمل السياسي للأحزاب المؤيدة للشرعية، قرر الحزب الاشتراكي اليمني رفع مستوى تمثيله أمام السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس والحكومة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من طارق محمود
في خطوة عدها البعض قد تقلب الموازين في ميدان العمل السياسي للأحزاب المؤيدة للشرعية، قرر الحزب الاشتراكي اليمني رفع مستوى تمثيله أمام السلطة الشرعية ممثلة بالرئيس والحكومة.
فيما يرى آخرون أن الحزب تخلى بالفعل عن اصطفافه ضمن الكتلة الوطنية التي مثلها اللقاء المشترك طيلة الفترة الماضية، ومضى في مشروع الترتيب لمرحلة ما بعد هزيمة القوى السياسية المساندة لثورة التغيير.
تلك الخطوة التي جاءت بعدما انقسم الحزب الاشتراكي على نفسه مع بدء التحالف العربي مارس/آذار العام الماضي، فمنهم من دعم الشرعية بل وانضم كثير منهم الى جبهات المقاومة المختلفة على الرغم من موقف قيادة الحزب الداعم للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق.
ووصل يوم الاثنين إلى الرياض وفد قيادي رفيع المستوى يتقدمه الأمين العام للحزب الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، ويضم في عضويته نائب الأمين العام وعدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وسكرتيري المحافظات، بعد عام من وقوف هذه القيادة إلى جانب الحوثيين.
محللون رأوا ان هذه الزيارة ستلقي وبالها على ما يوصفون بـ”الإنقلابيين”، والذين لطالما لعبوا على ورقة التباعد بين قيادة الشرعية وقيادة الحزب، وقد تشكل فرصة لتحقيق المزيد من الدعم السياسي للرئيس والحكومة في كثير من القضايا بما فيها القرارات الأخيرة خاصة قرار تشكيل حكومة بن دغر وضمان انجاز تغيير حكومي متجانس يضمن فيه الشراكة الوطنية بين مختلف الأطراف.
سياسة المراوغة
وفي السياق يرى الكاتب والصحفي “ياسين التميمي” أن لا جديد في موقف الحزب الاشتراكي اليمني، فالمواقف السياسية لهذا الحزب كانت مساندة أكثر لمشروع التمدد العسكري الحوثي، لأسباب أيديولوجية، رغم سياسته المعلنة التي أظهرته ممسكاً للعصا من المنتصف.
وأكد التميمي في معرض حديثه لـ”يمن مونيتور” أن ذهاب الحزب الاشتراكي اليمني إلى الرياض لا يعني الخروج من مربع السياسة المراوغة التي انتهجها الحزب، بقدر ما يتعلق الأمر بترتيبات ربما تستدعي وجود الحزب خلال المرحلة المقبلة كجزء من حكومة تعكس توافقاً وطنياً واسعاً، والتي قد تكون إحدى الصيغ البديلة لمواجهة تداعيات فشل مشاورات الكويت.
ترابط قوى الشرعية
ويرى الصحفي وضاح اليمن عبد القادر أن الخطوة التي أقدم عليها الحزب الاشتراكي بانضمامه إلى الشرعية ستلعب دوراً مهما في تعزيز ترابط قوى الشرعية في مواجهة الإنقلابيين.
وذكر لـ”يمن مونيتور” أن “الحزب الاشتراكي كما يعرف الجميع جزء كبير وفاعل من الواقع السياسي اليمني ورقم لا يمكن تجاهله، وإن كانت هناك تباينات ومواقف لقياداته السياسية لرؤية يرونها في بعض المسائل المتعلقة بالشرعية، وطريقة إدارة الأمور.
ويستدرك بالقول، “إلا أن ذلك لا يعني القبول بالبقاء خارج العملية السياسية والموقف الواضح الذي لابد أن يكون من الجميع في مواجهة قوى الانقلاب في هذه المرحلة المفصلية”.
ويعتقد أن “هذا الانضمام قد تم في إطار تفاهمات معينة بين قيادات الحزب والرئيس هادي لدعم موقف الشرعية في ظل مناورات الانقلابيين في مشاورات الكويت بعد أن ظل الحزب بقياداته السياسية بعيداً عن المشهد.
فتح مسار جديد
من ناحيته قال الباحث السياسي سليم الجلال في تصريح لـ”يمن مونيتور” إن العملية السياسية في ضوء هذا الانضمام ستتعافى ولكن ببطيء مؤلم -حد قوله- على الرغم من التحديات الداخلية للاشتراكي نفسه.
ويرى الجلال أن “ذلك سيسا عد على فتح مسار جديد للخروج من ما هو قائم، ولكنه يظل عاجزاً عن فتح الافق لما تريده اليمن وإراده المجتمع اليمني على المستوى الكلي وإرادته في التحرر وانهاء هذا التيه المعاش.
وتابع، “في اعتقادي أن ذلك مرهوناً بالشباب كروح لا كفئة عمرية، وبمشروع وطني متكامل يتعاضد ويجسر التوجهات الخليجية ويعزز من دمج الأشلاء المبعثرة ويقوي من حالات القوة ككل وصولاً لمواجهة التحديات على المستوى اليمني والاقليمي والدولي ككل”.