(وول ستريت جورنال).. إيران تعهدت بوقف تسليح الحوثيين لإنهاء الحرب في اليمن
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون، لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن “إيران وافقت على وقف إرسال شحنات الأسلحة إلى حلفائها الحوثيين في اليمن”، كجزء من صفقة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون والسعوديون للصحفية، “أنه إذا توقفت طهران عن تسليح الحوثيين، “فقد تضغط بذلك على الجماعة للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع في اليمن”.
وأضافوا أن الاتفاق على استئناف العلاقات السعودية الإيرانية “يعطي دفعة لاحتمال التوصل إلى صفقة يمنية (لإنهاء الحرب) في المستقبل القريب”.
واعتبروا “نهج إيران تجاه الصراع سيكون نوعا من الاختبار الحقيقي لنجاح الاتفاق الدبلوماسي”، الذي توصلت إليه الرياض وطهران الأسبوع الماضي بوساطة صينية.
وفض متحدث باسم البعثة الإيرانية إلى الأمم المتحدة التعليق عند سؤاله عما إذا كانت إيران ستعلّق شحنات الأسلحة، فيما تنفي طهران علانية تزويد الحوثيين بالأسلحة، رغم تعقّب مفتشي الأمم المتحدة مراراً شحنات أسلحة مصادرة تعود لإيران، وفق الصحيفة.
وقال مسؤول سعودي لـ”وول ستريت جورنال”، إنّ المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة، والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطع إمدادات الأسلحة قد يؤدي إلى صعوبة مهاجمة الحوثيين للمملكة، والاستيلاء على المزيد من الأراضي في اليمن.
ولفت المسؤولون الأميركيون والسعوديون إلى أنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستلتزم بالجزء المتعلق بها في الاتفاق، بينما تمضي طهران والرياض في خططهما بموجب الاتفاق لإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين.
وفي هذا السياق، يعتبر مسؤول أميركي أنّ الاتفاق لإعادة استئناف العلاقات بين الجانبين، يعطي دفعة لاحتمال إبرام صفقة يمنية في المستقبل القريب، في حين أنّ نهج إيران تجاه الصراع سيكون “نوعاً من الاختبار الحقيقي” لنجاح هذا الاتفاق الدبلوماسي.
ويسعى الدبلوماسيون للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن تمديد وقف إطلاق النار قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، رغم أن مسؤولين أميركيين يعتبرون أن الوفاء بمثل هذا الموعد النهائي يشكّل مهمة شاقة.
وفي وقت رحّب الحوثيون علانية بالاتفاق بين السعودية وإيران، إلا أن بعض المسؤولين عبّروا في جلسات مغلقة عن قلقهم من أن يؤدي إلى تراجع كبير في الدعم الإيراني.
وفي هذا السياق، تقول الزميلة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط ندوى الدوسري، للصحيفة، إنّ الاتفاق السياسي قد يترك البلاد رغم ذلك، في قبضة حرب أهلية، مشيرة إلى أنّ الجميع في أمسّ الحاجة لخروج السعوديين من اليمن، وهم يميلون بذلك للخلط بين انسحابها من حرب اليمن، والسلام.
والأربعاء قال مسؤول سعودي لوكالة “رويتر” إن أصعب القضايا التي طُرحت في المحادثات مع إيران كانت اليمن والإعلام ودور الصين، لافتا الى أن بكين لها نفوذ على إيران وإذا لم يتم الالتزام بالاتفاق الموقع مع المملكة بالصين فستجد طهران صعوبة في تفسير ذلك.
وفي تطور مفاجئ، أعلنت إيران والسعودية، يوم الجمعة الماضي، استئناف العلاقات في بيان ثلاثي مع الصين، التي استضافت مباحثات سرية بين الطرفين اعتباراً من السادس من الشهر الحالي حتى العاشر منه.
وأكد البلدان بموجب الاتفاق، احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، والعمل على تنفيذ اتفاق التعاون الأمني السابق المبرم خلال عام 2001، فضلاً عن الاتفاق العام للتعاون الاقتصادي التجاري الثقافي المبرم عام 1998.
كما أكد البيان أن إيران والسعودية والصين تعلن إرادتها الحازمة لبذل كل الجهود لتعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض عام 2016، بعد مهاجمة إيرانيين السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد، شرقي البلاد، على خلفية الاحتجاجات على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، إثر ذلك، أغلقت منظمة التعاون الإسلامي ممثلية إيران لدى المنظمة في جدة خلال إبريل/ نيسان 2017.
وكان الطرفان قد عقدا خمس جولات حوار في بغداد، لكنها لم تؤد إلى استئناف العلاقات. وانطلق الحوار بين إيران والسعودية في إبريل/ نيسان 2021 في بغداد، بعدما تكللت جهود الحكومة العراقية وأطراف إقليمية أخرى بالنجاح في جمع الطرفين إلى طاولة واحدة.